نقدم لكم فيما يلي قصة جديدة كتاب قصص ومواقف للكاتب أحمد السيد بعنوان شورى وانشقاق.
قد يهمك:
شورى وانشقاق
في عام 3 هـ وصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن جيش قريش على مشارف المدينة، فعقد النبي صلى الله عليه وسلم مجلساً شورياً لأخذ الرأي حول مكان المعركة، واقترح على المسلمين أن يعسكروا داخل المدينة، وأيده في ذلك زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول.
رفض غالبية المسلمين وخاصة الشباب هذا الرأي واقترحوا الانطلاق خارج المدينة واستقر الرأي عند جبل أحد.
ولما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في الاستعداد ولبس لأمة الحرب، أحس الصحابة أنهم أكرهوا النبي صلى الله عليه وسلم على غير رأيه، فعرضوا عليه التراجع عن رأيهم وإنفاذ رأيه.
رفض النبي صلى الله عليه وسلم التردد وإعادة الرأي وأعلن عزمه على إنفاذ رأي الشورى قائلاً: ما كان لنبي إذا لبس لأمة الحرب أن ينزعها.
ويقصد بذلك أن وقت النقاش انتهى والآن وقت العزم والتنفيذ.
بعدما انطلق المسلمون خارج المدينة انسحب ابن سلول وأنصاره بثلث الجيش بزعم أنه لم يؤخذ برأيه مقابل رأي صغار القوم.
لم يذعن النبي صلى الله عليه وسلم لذلك واستمر فيما عزم عليه انتهت المعركة بهزيمة المسلمين حتى شعر البعض بالندم مما أسفر عنه قرار الشورى.
نزل القرآن ليكشف الأسباب الحقيقية للهزيمة مع التأكيد على ضرورة الاستمرار في الشورى رغم الهزيمة، فقال تعالى:
“فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ”
*فوائد وعبر:
1- القائد التزم بتنفيذ قرار الشورى رغم مخالفته لرأيه.
2- اتسم جو الشورى بالنقاش الحر، لا فرق فيه بين قائد وجندي.
3- أخطاء بن أبى:
- اعتبر الشورى فاسدة لأنها لم تأخذ برأيه.
- انسحابه وتحريضه على الانسحاب من رأي الأغلبية.
- اعتبر أن سبب الهزيمة هو قرار الشورى لكن القرآن نفى ذلك.