الخميس , أبريل 25 2024

جريح العابد

نقدم لكم فيما يلي قصة جديدة كتاب قصص ومواقف للكاتب أحمد السيد بعنوان جريح العابد.

قد يهمك:

كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

جريح العابد

كان في بني إسرائيل رجل عابد في صومعته يقال له “جريح” فجاءته أمه تناديه فأبى أن يجيبها وقال: يا رب أمي وصلاتي. ففضل صلاته على أمه فغضبت ودعت عليه فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات.

وكانت بجوار الصومعة راعية غنم فقالت: لأفتنن جريح. فتعرضت له فكلمته فأبى، فأتت راعياً فأمكنته من نفسها فولدت غلاماً، فقيل لها: ابن من هذا الغلام؟

فقالت: هو من جريح.

ثار الناس على جريح وكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه، فتوضأ وصلى ثم أتى بالغلام الرضيع فقال: من أبوك يا غلام؟ فإذا بالرضيع يتكلم في المهد ويقول الراعي.

فدهش الناس وأدركوا صلاح جريح وقالوا: نبني لك صومعة من ذهب.

فقال: لا إلا من طين.

فوائد وعبر:

1- العبادة وبر الوالدين من أعلى مراتب الأعمال وينبغي الحرص عليهما دون الإخلال بأحدهما، مع مراعاة الأولويات عند التعارض فيقدم واجب الوقت ويؤخر ما يمكن تأجيله، ويقدم الواجب الذي يمتد نفعه للغير عن الذي لا يتعدى المرء.

وقد قيل أن صلاة جريح كانت نافعة وليست فرضاً ولا يجوز تقديم النوافل (كصلاة التطوع) عن الواجبات (كبر الوالدين).

2- للأم دعوات مجابة.

3- صلاح جريح أنقذه من الفتنة والإفك وحقق معجزة تكلم الطفل في المهد بإذن الله.

4- الرأي العام يتأثر سريعاً بالشائعات والأكاذيب وهو ليس معياراً لإحقاق الحق أو إبطال الباطل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *