السبت , أبريل 20 2024

طالوت وجالوت

نقدم لكم فيما يلي قصة جديدة كتاب قصص ومواقف للكاتب أحمد السيد بعنوان طالوت وجالوت.

قد يهمك:

كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

طالوت وجالوت

انتصر العمالقة على بني إسرائيل في أرض غزة وعسقلان وقتلوا منهم خلقاً كثيراً وسبوا جمعاً كبيراً، وأنهكوا بني إسرائيل وقهروهم

وأخرجوهم من ديارهم وسلبوا منهم التابوت الذي يحوي آثار موسى وهارون وكانوا ينصرون به.

طلب بنو إسرائيل من شمويل (من أنبياء بني إسرائيل من بعد موسى) أن ينصب لهم ملكاً ينضووا تحت طاعته ويقاتلوا من وراءه.

فقال النبي: هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا؟

قالوا: وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا وحقيق علينا أن نقاتل عن أبنائنا المأسورين بيد العمالقة.

أوحى الله إلى شمويل أن ملكهم موجود بينهم وأخبره بأوصافه فإذا هو رجل بسيط اسمه طالوت، ليس من كبرائهم ولا أغنيائهم.

جاء الملك على غير توقع بني إسرائيل، فقد كانت النبوة في نسل “لاوي” والملك من نسل “يهوذا” أما طالوت فمن نسل “بنيامين”.

فاعترضوا وقالوا: كيف يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال؟

قال نبيهم: إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء.

وأضاف: إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة. فلما جيء بالتابوت تأكدوا من أحقية طالوت بالملك.

جهز طالوت جيشاً قوامه 80 ألفاً ثم انطلق، وفي الطريق اشتد بهم العطش، فقال طالوت: إن الله مبتليكم بنهر (نهر الأردن) فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده.

فلم يستجب أغلب الجيش وخالفوه ولم يلتزم إلا القليل، فأمر طالوت الذين شربوا أن ينصرفوا عنه ولا يصحبوه، فلما جاوز النهر هو والذين معه تبين أنهم حوالي 4 آلاف فقط، فقالوا: يا طالوت لقد أصبح عددنا قليل ولا طاقة لنا اليوم بجالوت (قائد العود) وجنوده العمالقة.

فقال للذين يظنون أنهم ملاقوا الله: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين.

واستكملوا المسير فلما برزوا للعدو قالوا: ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

وتقدم الغلام داوود وبيده مقلاع فقذف به حجارة أصابت جالوت فسقط ميتاً، فانكسر العدو وانهز، وانتصر المؤمنون بإذن الله، ثم ورث داوود الملك وأتاه الله النبوة مع الملك.

فوئد وعبر:

1- وردت القصة في سورة البقرة 243-251.

2- نزلت هذه الآيات قبل غزوة بدر فكانت دليلاً للمسلمين يؤكد على أن:

  • النصر لا يتوقف على العدد وقوة العدو.
  • الابتلاء ضرورة ليكشف معادن المؤمنين ويفرق بين القوي والضعيف وبين ميدان القول وميدان العمل، “ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ”. محمد 4
  • العلم والجسم أهم مقومات القائد العسكري والمقياس هو الكفاءة وليس الحسب أو النسب أو الثراء المالي.
  • النصر من عند الله والله مع الصابرين، وقد يأتي النصر من أضعف الأسباب، فالغلام قتل قائد العمالقة برمية حجر، وانهزم بنو النضير بالرعب، ورد الأحزاب بالريح وبجنود خفية، فالنصر لا يخضع للأسباب رغم وجوبها وإنما يخضع لرب الأسباب وله جنود لا يراها الناس.
  • الدعاء واللجوء إلى الله يستنزل النصر.

3- القصة تتحدث عن نصر الله في الحرب لكن معانيها تتسع لتشمل نصر الله في السلم، فيمكن نصر الله ثقافياً وفنياً وعلمياً واجتماعياً بفئة قليلة مؤمنة صابرة متوكلة على الله وتتغلب على عمالقة الثقافة والفن وسائر العلوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *