الخميس , ديسمبر 5 2024

إسلام الفيلسوف روجيه جارودي

نقدم لكم فيما يلي قصة جديدة كتاب قصص ومواقف للكاتب أحمد السيد بعنوان إسلام الفيلسوف روجيه جارودي.

قد يهمك:

كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

إسلام الفيلسوف روجيه جارودي

روجيه جارودي، فيلسوف فرنسي، ولد لأم كاثوليكية وأب ملحد، اعتنق البروتستانتية وعمره 14 عاماً ثم انضم للحزب الشيوعي الفرنسي وكان ناشطاً سياسياً.

أثناء الحرب العالمية الثانية كان روجيه جارودي معارضاً لهتلر والنازية الألمانية فتم القبض عليه كأسير حرب لفرنسا وتم ترحيله مع 500 من رفقائه إلى أحد المعتقلات النازية في صحراء جنوب الجزائر.

كان المعتقل محاطاً بالأسلاك الشائكة وعليه حراسة ومدعوماً بجنود جزائريين يحملون رشاشات نارية.

وفي يوم 4 مارس 1941 نظم المعتقلون مظاهرة وعصياناً فاستشاط قائد المعسكر غضباً فهددهم وأنذرهم ثلاث مرات فلم ينتهوا، فأمر حاملي الرشاشات (الجزائريين المسلمين) أن يطلقوا النيران عليهم فرفضوا، فهددهم بالسوط فلم يستجيبوا.

لم يفهم روجيه ما يحدث فهو لا يعرف اللغة العربية وبعد ذلك سأل أحد المساعدين الجزائريين الذي يعملون في المعسكر فأخبره أن شرف المحارب المسلم يمنعه من أن يطلق النار على إنسان أعزل.

يقول روجيه: وكانت هذه أول مرة أتعرف فيه على الإسلام، وقد علمني أكثر مما تعلمته لمدة 10 سنوات دراسة في جامعة السربون.

ويقول: وما أجدني حياً إلى الآن فهو بفضل هؤلاء المحاربين المسلمين.

لقد مثل هذا الحادث لروجيه جارودي صدمة فكرية وظل يبحث ويراجع في الأفكار ويقارن بين المسيحية والإلحاد والإسلام ويراجع الأفكار الشيوعية التي يتبناها، واستغرق نحو 40 عاماً توصل خلالها إلى أن الإسلام هو الوحيد الذي يجمع بين المادة والروح وأنه الوحيد الملائم لكل البشرية فأعلن إسلامه في يوليو 1982م.

يقول جارودي: لم أسلم بمحض الصدفة بل بمعاناة وبحث ورحلة طويلة.

روجيه جارودي بعد إسلامه:

تحول جارودي لخدمة الإسلام وسخر قلمه وفكره وخبراته البحثية والعلمية لنصرة الحق.

-بعد مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان أصدر بياناً مع الآخرين أدان فيه إسرائيل، فشنت المنظمات اليهودية حملة ضده فقاطعته وسائل الإعلام.

-وفي كتابه الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل انتقد المبالغة في أرقام ضحايا (محرقة اليهود) فحكمت عليه محكمة فرنسية بالسجن مع إيقاف التنفيذ.

-كتب جارودي نحو 50 كتاباً كانت في بدايتها تدافع عن الشيوعية والإلحاد ثم تحولت للترويج للإسلام ومنهجه والدفاع عنه.

ومن أبرز مؤلفاته بعد الإسلام: وعود الإسلام – الإسلام دين المستقبل – حوار الحضارات – الولايات المتحدة طليعة التدهور – الإرهاب الغربي.

-أنشأ جارودي متحفاً للتاريخ الإسلامي في قرطبة (الأندلس سابقاً) وذلك بترميم قلعة قديمة لتضم بين محتوياتها معرضاً التراث والمخطوطات لتذكير الأوروبيين بأن العرب هم الأوائل في الطب والهندسة والجبر والجغرافيا والفلك والكيمياء وجميع المجالات.

حصل روجيه جارودي على جائزة الملك فيصل العالمية عام 1986م وتوفي 2012م عن عمر يناهز 98 عاماً.

من كلماته:

-يدين الغرب بعصر النهضة للفتح العربي فهو الذي وضع الأسس الفكرية لازدهاره.

-الحضارة الإسلامية تعطينا إنساناً تخطى حاجاته وتجاوز رغباته ثم بدأ يعلو على ذاته نفسها ثم يعلو على الزمن فيبني المساجد ويخاطب الأزل ويناجي الأبد ويكسر فرقعة الحتميات وينعتق من ظلمة الغرائز.

-الانشقاق ­عن التراث هي الفكرة المسيطرة على “الحداثة”.

-مفهوم المواطنة التي تمنح على أساس حق الأرض والدم، يدور حولها صراع مزيف فمولد الإنسان لا يعتمد أساساً على رغبته فهو ليس مدعاة للفخر أو الخجل.

-الحمد لله أني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين.

-كيف أصبح الدفاع عن الحق الدولي مسئولية الذين ينتهكون الحقوق كالولايات المتحدة أو يدعمون الدول التي تنتهك الحقوق كإسرائيل التي ضمت القدس وتضرب غزة والضفة الغربية.

فوائد وعبر:


1- عظمة المنهج الإسلامي مثل صدمة فكرية لروجيه جارودي خاصة أنه كان قيادياً في الحزب الشيوعي الفرنسي وأول مترجم كتب شيوعية إلى فرنسا، ثم واجه صدمة أخرى حين استمع لخطاب خروشوف خليفة ستالين والذي فضح في ستالين وكشف عن حياته الباذخة خلافاً للشعارات التي كان يرفعها، فسقط ستالين من نظر الكثيرين ومنهم جارودي وبالتبعية سقطت فكرة الشيوعية.

2- نشأ جارودي في أسرة مسيحية ملحدة وبيئة شيوعية تعادي الإسلام لكنه حين عرف الحق اتبعه ولم يخضع للضغوط ولم يبال بما فقده من امتيازات، وما أشبه إسلامه بإسلام الحبر اليهودي عبد الله بن سلام وانقلاب اليهود ضده.

3- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا”. وحين أسلم روجيه جارودي حول قلمه لخدمة الإسلام.

4- من المفارقات أن تجد مفكرين نشأوا في بلاد المسلمين وتبنوا أفكار الحداثة المعادية للدين ويحكمون على الإسلام من السلوكيات لبعض المسلمين.

تعليق واحد

  1. اللهم اعز الاسلام والمسلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *