نقدم لكم قصيدة الأصمعي يا فاطر الخلق البديع ، قصية في الثناء على الله عزوجل وجميل فضله.
وردت تلك القصيدة في كتاب (حياة الحيوان الكبرى) محمد بن موسى الدميري ج2 ص211 عن الأصمعي وقد نسبها لغلامٍ لم يسمّه سمعها منه أثناء سيره لليمن.
قد يهمك:
قصيدة الأصمعي
يا فاطر الخلق البديع
روي عن الأصمعي أنه قال:
بينا أنا أسير في طريق اليمن، إذا أنا بغلام واقف في الطريق، في أذنيه قرطان، في كل قرط جوهرة، يضيء وجهه من ضوء الجوهرة، وهو يمجد ربه بأبيات من الشعر.
يا فاطر الخلق البديع وكافلاً
رزق الجميع سحاب جودك هاطل
يا مسبغ البر الجزيل ومسبل
الستر الجميل عميم طولك طائل
يا عالم السر الخفي ومنجز
الوعد الوفي قضاء حكمك عادل
عظمت صفاتك يا عظيم فجل
أن يحصي الثناء عليك فيها قائل
الذنب أنت له بمنك غافر
ولتوبة العاصي بحلمك قابل
رب يربي العالمين ببره
ونواله أبداً إليهم واصل
تعصيه وهو يسوق نحوك دائماً
ما لا تكون لبعضه تستاهل
متفضل أبداً وأنت لجوده
بقبائح العصيان منك تقابل
وإذا دجا ليل الخطوب وأظلمت
سبل الخلاص وخاب فيها الآمل
وأيست من وجه النجاة فما لها
سبب ولا يدنو لها متناول
يأتيك من ألطافه الفرج الذي
لم تحتسبه وأنت عنه غافل
يا موجد الأشياء من ألقى إلى
أبواب غيرك فهو غر جاهل
ومن استراح بغير ذكرك أو رجا
أحداً سواك فذاك ظل زائل
رأي يلم إذا عرته ملمة
بسوى جنابك فهو رأي مائل
عمل أريد به سواك فإنه
عمل وإن زعم المرائي باطل
وإذا رضيت فكل شيء هين
وإذا حصلت فكل شيء حاصل
أنا عبد سوء آبق كل على
مولاه أوزار الكبائر حامل
قد أثقلت ظهري الذنوب وسودت
صحفي العيوب وستر عفوك شامل
ها قد أتيت وحسن ظني شافعي
ووسائلي ندم ودمع سائل
فاغفر لعبدك ما مضى وارزقه تو
فيقاً لما ترضى ففضلك كامل
وافعل به ما أنت أهل جميله
والظن كل الظن أنك فاعل
قصيدة الأصمعي يا فاطر الخلق البديع (بالتشكيل):
يا فَاطِرَ الْخَلْقِ الْبَدِيعِ وَكَافِلاً
رِزْقَ الْجَمِيعِ سِحَابُ جُودِكَ هَاطِلُ
يَا مُسْبِغَ الْبَرِّ الْجَزِيلِ وَمُسْبِلَ
السِّــتْرِ الْجَمِيلِ عَمِيمُ طَوْلِكَ طَائِلُ
يَا عَالِمَ السِّرِّ الْخَفِيّ وَمُنْجِزَ
الْـوَعْدِ الْوَفِيِّ قَضَاءُ حُكْمِكَ عَادِلُ
عَظُمَتْ صِفَاتُكَ يَا عَظِيمُ فَجَلَّ
إِنَّ يُحْصِي الثَّنَاءَ عَلَيْكَ فِيهَا قَائِلُ
الذَّنْبُ أَنْتَ لَهُ بِمَنِّكَ غَافِرٌ
وَلِتَوْبَةِ الْعَاصِي بِحِلْمِكَ قَابِلُ
رَبٌّ يُرَبِي الْعَالَمِينَ بِبِرِّهِ
وَنَوَالُهُ أَبَدًا إِلَيْهِمْ وَاصِلُ
تَعْصِيهِ وَهُوَ يَسُوقُ نَحْوَكَ دَائِمًا
مَا لا تَكُونُ لِبَعْضِهِ تَسْتَاهِلُ
مُتَفَضِّلٌ أَبَدًا وَأَنْتَ لِجُودِهِ
بِقَبَائِح الْعِصْيَانِ مِنْكَ تُقَابِلُ
وَإِذَا دَجَى لَيْلُ الْخُطُوبِ وَأَظْلَمَتْ
سُبْلُ الْخَلاصِ وَخَابَ فِيهَا الآمِلُ
وَآيَسَتْ مِنْ وَجْهِ النَّجَاةِ فَمَا لَهَا
سَبَبٌ وَلا يَدْنُو لَهَا مُتَناوَلُ
يَأْتِيك مِنْ أَلْطَافِهِ الْفَرَجُ الَّذِي
لَمْ تَحْتَسِبْهُ وَأَنْتَ عَنْهُ غَافِلُ
يَا مُوجِدُ الأَشْيَاءِ مِنَ أَلْقَى إِلَى
أَبْوَابِ غَيْرِكَ فَهُوَ غِرٌّ جَاهِلُ
وَمَنْ اسْتَرَاحَ بِغَيْرِ ذِكْرِكَ أَوْ رَجَا
أَحَدًا سِوَاكَ فَذَاكَ ظِلٌّ زَائِلُ
عَمَلٌ أُرِيدَ بِهِ سِوَاكَ فَإِنَّهُ
عَمَلُ وَإِنْ زَعَمَ الْمُرَائي بَاطِلُ
وَإَذَا رَضِيتَ فَكُلُّ شَيْءٍ هَيِّنٌ
وَإِذَا حَصَلْتَ فَكُلُّ شَيْءٍ حَاصِلُ
أَنَا عَبْدُ سُوءٍ آبِقٌ كُلٌّ عَلَى
مَوْلاهُ أَوْزَارُ الْكَبَائِرِ حَامِلُ
قَدْ أَثَقَلَتْ ظَهْرِي الذُّنُوبُ وَسَوَّدَتْ
صُحُفِي الْعُيوُبُ وَسِتْرُ غَفْوِكَ شَامِلُ
هَا قَدْ أَتَيْتَ وَحُسْنُ ظَنِّي شَافِعِي
وَوَسَائِلِي نَدَمٌ وَدَمَعٌ سَائِلُ
فَاغْفِرْ لِعَبْدِكَ مَا مَضَى وَارْزُقْهُ تَوْ
فِيقًا لِمَا تَرْضَى فَفَضْلُكَ كَامْلُ
وَافْعَلْ بِهِ مَا أَنْتَ أَهْلُ جَمِيلِهِ
وَالظَّنُّ كُلَّ الظَّنِّ أَنَّكَ فَاعِلُ
سبحانك ربي ما أعظمك
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم