نقدم لكم قصة أول شهيدة في الإسلام سمية أم عمار، نسبها وزواجها، وتعذيب المشركين لآل ياسر، ووفاتها رضي الله عنها، ومن قتلها وما مصيره؟
قد يهمك:
قصة أول شهيدة في الإسلام
سمية أم عمار
قال تعالى:
“أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ”.
العنكبوت3:2
عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: سئل النبي – صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الناس أشد بلاءً؟ قال: ((الأنبياء، ثم الأمْثَلُ فالأمثل، يُبتلَى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زِيدَ صلابةً، وإن كان في دينه رقَّةٌ خُفِّف عنه، ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض ما له خطيئة”.
حديث حسن صحيح
وقد نالت النساء قدراً من الأذى والعذاب والابتلاء بسبب إسلامهن، وكانت أولاهن الصحابية الجليلة سمية بنت خياط والدة الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنهم.
صبرت السيدة سمية بقوة الإيمان والتضحية رغم كبر سنها، وضعف بنيتها على التعذيب والإيذاء، فأعطت نموذجاً فريداً وشجاعة أمام أبي جهل وكانت أول شهيد من المسلمين في التاريخ.
نسبها وزواجها:
هي سمية بنت خباط، قيل خياط هو أبوها وقيل هو زوجها.
كانت أَمَةً لأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، وكان ياسر بن عامر حليفاً لأبي حذيفة، فزوَّجَهُ بها فولدت له عماراً فأعتقه.
وكان السيدة سمية وزوجها ياسر بن عامر وابنها عمار بن ياسر من أوائل الذين دخلوا في الإسلام.
قال مجاهد:
“أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمّار، وأمه سمية”.
تعذيب المشركين لآل ياسر:
عذب آل ياسر أشد العذاب بسبب تمسكهم بدينهم، وصبروا على الأذى وضربوا أعظم أمثال التضحية والثبات، وضربت السيدة سمية أروع الأمثلة في ذلك رغم كبر سنها وضعفها.
وقد كان آل ياسر يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة وكان رسول الله يمر بهم ويدعو لهم.
عن ابن إسحاق قال:
حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم على الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى قتلوها، وكان رسول الله يمر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة.
قال ابن هشام في السيرة النبوية:
“قال ابن إسحاق: “وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر، وبأبيه وأمه ـ وكانوا أهل بيت إسلام ـ إذا حميت الظهيرة، يعذبونهم برمضاء مكة (الرمل الحار من شدة حرارة الشمس)، فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: (صبراً آل ياسر، فإنَّ موعدَكم الجنة)، فأما أمه فقتلوها، وهي تأبى إلا الإسلام” .
وقد عذب عمار من مشركي بنو مخزوم فاضطر لإخفاء إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر.
وعندما أتى رسول الله قال: ما وراءك؟
قال: شر يا رسول الله! ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير!
قال: كيف تجد قلبك؟
قال: مطمئناً بالإيمان.
قال: فإن عادوا لك فعد لهم.
وقد أنزلت آيه فيه، قال تعالى:
“مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.
النحل 106.
وفاتها رضي الله عنها:
وقد نالت سمية الشهادة بمكةفي السنة 6 بعد البعثة (7قبل الهجرة).
ورغم كبر سن سمية رضي الله عنها إلا أنها ثبتت ثباتاً عجيباً أمام أبي جهل الذي كان يتولى تعذيبها، وأغلظت له القول فطعنها في قُبلها بحربة في يديه فماتت أمام زوجها وابنها، دون أن تتنازل لأبي جهل عن شيء من إسلامها.
قال جابر رضي الله عنه: “يقتلوها فتأبى إلا الإسلام”.
وكانت السيدة سمية حينما استشهدت امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بدينها، ثابتة عليه، وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين.
قال ابن كثير في البداية والنهاية:
“قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال: أول شهيد كان في الإسلام استُشْهِد أم عمار، طعنها أبو جهل بحربة في قُبُلِهَا”.
من قتلها وما هو مصيره؟
قتلها عمرو بن هشام بن المغيرة، ويكنى بأبي الحكم، وقد لقبه المسلمون بأبي جهل لكثرة إيذائه للمسلمين وقتله سمية.
طعن أبو جهل في معركة بدر الكبرى على يدي الغلامين مُعاذ ومُعَوّذ بن الحارث الخزرجي الأنصاري وخرجت روحه بعدما أجهز عليه عبد الله بن مسعود، وقد استشهد الأخوان مُعاذ ومُعَوّذ في هذه المعركة.
قال عبد الرحمن بن عوف:
“إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عم! أرني أبا جهل! فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به؟! قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه. قال لي الأخر سراً من صاحبه مثله، فأشرت لهما إليه، فشدا عليه مثل الصقرين، فضرباه حتى قتلاه”.
أخرج ابن سعد بسند صحيح عن مجاهد قال:
“أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر، وكانت عجوزاً كبيرة ضعيفة، ولما قُتِل أبو جهل يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار: قتل اللَّه قاتل أمّك”.
قد يهمك:
أغنية رفقاً بمن عنهن قيل مكتوبة | أصالة
رحمة الله عليها وجمعنا بها في الفردوس الأعلى