نقدم لكم كلمات من نور تغريدات بعنوان عالم الروح، قبس من نور تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية.
قد يهمك:
قبس من نور | عالم الروح
عوالم الروح:
خلقت الروح لتبقى، ولها حياة في أربعة عوالم:
1- عالم الإنفراد.
وفيه تم الإشهاد قبل أن يخلق البدن وفيه أخذ الميثاق.
2- عالم الإتصال البدني.
وفيه حلت في البدن وحبست فيه وكان التجاذب مع النفس إما أن ترتقي بها في عليين أو تسفل النفس بها في أسفل سافلين
3- عالم البرزخ.
وفيه الإنفصال عن الإدراك الحسي والإنتقال إلى الإدراك الروحي، وعلى قدر ما كانت عليه الروح من ظلمة أو نور ينعكس في القبر وعلى إثرة إما يعذب أو ينعم.
4- عالم البقاء والخلود.
وهنا ينحبس البدن في الروح على عكس ما كان عليه حال الدنيا.
فإما أن تسوقه إلى الجنة أو تسوقه إلى الحجيم، إما النعيم المقيم وإما العذاب الأليم.
النشأة الأخرى:
إذا مات الإنسان كانت له نشأة أخري.
فالموت ليس عدماً، إنما هو انتقال من مرحلة لأخرى كما ينتقل الجنين من بطن أمه إلى الدنيا.
والروح في هذه المرحلة إما أن تلبس لباساً نورانياً أو ظلمانياً بحسب ما اتصلت به في مقامها الدنيوي.
وقد أودع الله في الإنسان بحكمتة قوتان:
1- قوة ملكية علوية تتشعب من فيض الروح.
2- قوة بهيمية سفلية تتشعب من النفس الحيوانية.
وبينهما تزاحم وتجاذب لكل منهما لذة وألماً بحسب إدراك ما يلائمها.
وللأرواح حضرة تنجذب إليها انجذاب الحديد للمغناطيس وتلك الحضرة هي حضرة القدس والأنس والكشف.
وهذه روح حياتها وسر سعادتها، وطريق الوصول إليها بالانسلاخ عن الطبيعة البهيمية، وانطفاء لهيب المادة على الفكر والشعور وقبول النفس للعلم النافع الراشد.
غفلة الناس والقرآن:
وإنما يحجب المرء عن الوصول:
إما بحجاب الطبع.
أو حجاب الرسم.
أو حجاب الجهل.
ويرفع تلك الحجب:
صبر المجاهدة واستغراق الذكر وتجليات العلم.
الناس في غفلة لأنهم تغلب عليهم الحجب ولذلك فسد وجدانهم وتبلدت مشاعرهم، فيحتاجون إلى من يتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم.
فكانت بعثة الرسل لإحياء القلوب، وكانت وراثة العلماء لدوام الإنبعاث، وكانت الشريعة لتحقيق العبودية التي هى سر العبد مع ربه.
وغايتها أن يتقرب العبد حتى يتصل بالملأ الأعلى ويتعبد حتى كأنه يرى الله فيفنى فى مراد الحق منه.
وهنا يجمع الله شمله حتى يكون كله لله.
وهذا سر الإخلاص الذي هو سر التوحيد، فتصبح روحه روحاً ربانية.
ومن أجل هذا:
كان القرآن روحاً نزل به الروح الأمين.
الروح:
الإنسان مزيج بين الجسد والروح، والجسد من عالم الخلق مادة كثيفة، والروح من عالم الأمر وهي لطيفة ربانية.
“ألا له الخلق والأمر”.
“قل الروح من أمر ربي”.
أنزل الله القرآن روحاً من أمره
نزل به الروح الأمين.
كثافة الطبع والمحسوسات تحجب رقة الروح عن إدراك الغيبيات.
والنفس البشرية تترقى من عالمها المحسوس بالعلم وبقدر شرف العلم بقدر شرف المنزلة.
وأعظم ما يناله المرء من علم هو ما يعرفه وما يقربه من الله.
ولذلك نزلت الشريعة وحثت على النظر لكي يصل العبد لأعلى الدرجات، حتى يصل إلى منتهى العلم.
وأفضل العلم ما نزل من عند الله ليصلك بالله، “وعلمك ما لم تكن تعلم.
“وأن إلى ربك المنتهى”، “ألا إلى الله تصير الأمور”، “هو الأول والآخر”.
الأول من النزول من الحق إلى الخلق، والآخر من الصعود من الخلق إلى الحق.
العلاقة بين معادن الناس والروح:
أكثر الخلق بقوا في حضيض عالم المحسوسات والقليل منهم تخلص من قيد الحس وارتقى لعالم المعقولات ثم عالم الأرواح المقدسة.
تمعن في هذا الحديث:
أخرج مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“الناس معادن كمعادن الفضة والذهب خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”.
لاحظ فى الحديث ثلاثة ألفاظ:
معادن …فقهوا ..الأرواح.
وكأن تأخذ بيدك إلى الإرتقاء البشري في أعظم سباق في الوجود.
المعادن تستخرج من باطن الأرض ووعر الجبال، وليس كل الجبال وكل الأرض تحمل في طياتها معادن فأكثرها فارغة.
ثم إن هذه المعادن نفسها ليست على درجة واحدة فمنها الخسيس ومنها النفيس.
وقد تستخرج المعادن بجهد مضني طويل وقد تستخرج بأقل جهد.
وهكذا الناس ليسوا سواء، ومعادنهم الأصلية ليس سواء.
واستخراج الروح يسبقه الفقه والعلم، والفقه والعلم لا ينطبع إلى على الذهب الأبريز والفضة.
فالأرواح البشرية جارية مجرى المعدن الصافي إذا تلألأت فيه الأنوار.
والنفس بفطرتها عاشقة لحضرة الجلال إلا أنها لما تعلقت بالمحسوسات وتدبير البدن صار استغراقها لذلك مانعاً لانجذابها إلى الوطن الأصلي الذي نزلت منه.
قال ابن القيم:
في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله.
فإذا بالغ الإنسان في إزالة العوارض والحجب ارتفع غبار الحاجب وغطاء المانع، فحينئذ يظهر فيه نور جلال الله ويشرق القلب.
وحينئذ تحصل له السعادة.
وعلى قدر القرب والإشراق على قدر حظه من هذه السعادة.
القرآن والروح:
المعاني لطيفة والقرآن روح ولا يلامس معنى القرآن إلا الأرواح المطهرة.
وتنسكب فيه المعاني كانسياب الماء الزلال على الكبد العطشان ريا وارتواء.
ولك أن تتخيل:
كيف يكون علم الله حينما ينسكب في الفؤاد.
“وسقاهم ربهم شراباً طهوراً “.
قال أحدهم عندما استقى:
كنت قبل أن أعرف الله أشرب ثم أظمأ، وبعد أن عرفت الله ارتويت بلا شرب.