نقدم لكم فيما يلي كلمات من نور تغريدات بعنوان حركة الحياة، قبس من نور، تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية، بقلم نور محمد.
قد يهمك:
حركة الحياة
الحركة:
هي عنوان الحياة كما أن الخمود علامة الموت.
وأول الحركة نبض يتلوه نهوض.
والحركة الظاهرة بيان كاشف لحركة كامنة في النفس أولاً، وظاهر الفعل على قدر قوة المثير الداخلي.
وحركة الحياة انعكاس لحركة النفس التي تدير الحياة، وكما أن هناك حركات مباركة هناك حركات عكسية بحسب فجور النفس وتقواها.
والإنسان هو محرك الأحداث، وما التاريخ إلا حركة الإنسان في الأرض.
وحركة المؤمن في الحياة هي ميزان الحياة، لو تزعزع لمادت الحياة وانحرفت.
ولذلك سماه الله ثَقل ( سنفرغ لكم أيها الثقلان )، وسمى القرآن قولاً ثقيلاً.
لأن بالقرآن والإيمان تحفظ الحياة توازنها، كما تحفظ الأرض توازنها بالجبال.
مؤثرات في دفع التحرك الحيوي:
أربع مؤثرات في دفع التحرك الحيوي:
بداية وبداهة لا حركة بلا طاقة.
وعلى قدر قوة الطاقة على قدر سعة الحركة ودوامها.
والطاقة الباعثة خفية يظهر حقيقتها الفعل.
ومحركات الحياة أربعة:
الحركة الفكرية:
وأول حافز وباعث في الإنسان هو باعث الفكرة.
والقوة المفكرة هي أشرف قوة في الإنسان وبها يتوصل إلى الحقائق والهداية.
وقمة أي علم بما يحدثه من تحرك ذهني وتوقد فكري حتى يقدح الذهن بزناد الفكر فيخرج النور.
والنفس هي أعظم شاغل للفكرة، وحديث القرآن عن النفس متشعب، فالإنسان يحاورها وتحاوره ويستودعها سره ويؤثر فيها وتؤثر فيه.
وهو يصبرها ويحاسبها ويلومها وهي تسول له وتوسوس له وتجادله.
ويظل العقل والنفس يعتلجان حتى يستقيم الأمر، وهذا الحراك أعنف حراك يواجه الإنسان في حياته.
الحركة النفسية:
والتربية النفسية مجال رحب ولذا كثرة أسماء النفس في اللغة لتشعب مسالكها.
فهي السفوك لوفرة عاطفتها فتسفك الدم والدمع.
وهي الجائشة تجيش وتضطرب وتفور.
وهي الطموح لميلها إلى المعالي.
وهي النقيبة ليمن فعلها.
وهي النكائث حين تضعف ويخور عزمها.
وهي الروع.
وهي الروح في بعض حالتها حين صفائها.
وهي شتى الشجون والهموم وتذهب شعاعاً حين لا تحزم أمرها.
والتربية النفسية غايتها أن تؤول بالإنسان إلى قوة نفسية عظيمة تثبت على المبدأ وتوفي بالعهد، ولا يؤثر فيها عامل داخلي أو خارجي.
المحرك العاطفي:
وله أثر عميق في النفس، بل لا يتحرك الإنسان إلا على عاطفة حتى ولو عارضه عقله فيها، لكن الإسلام ضبط العاطفة واستجاشها بالحب الإلهي.
وما تحركت الأكوان والأفلاك إلا بجاذبية ذي الجلال والإكرام لها، جاذبية الحب لله وهو أشد الحب وأطهره.
والنفس تغريها المشاعر والمواقف، والتربية الجمالية أصل قرآني ونبوي، ولا يروض النفس عن عنادها مثل لطيفة معنى أو لمسة جمال تلامس القلب حين تأمله.
واللغة العربية اختيار من حكيم عليم، لتكون لسان الخطاب الأخير من رب العالمين إلى الناس أجمعين لأجل ما احتوته من قوة تأثيرية عجيبة في العقل والنفس والوجدان، ومن ترجمة جمالية لأعظم المعاني الوجودية.
وقد يتغير المرء بمعنى يلمسه ويعيه فيفنى فيه.
ولا يتناهى في العلم والعبادة إلا عاشق، ولا يطلب الشهادة إلا صادق.
المؤثر الحركي:
وأقصد به غاية المؤثرات السابقة حين تترجمها أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
ولولا هذه البقية في الأرض لذهب الله بالخلق جميعاً، وهذه الحركة عبر عنها القرآن بالنفرة.
( فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً ).
والنفرة العامة نادرة، لكن نفرة الجماعات الصغيرة أو فرق العمل المتجانسة المنسجمة هو الدائم حين يتوفر عنصر التآخي والتواصي.
وغاية هذه الحركة هي يقظة الروح وإنقاذ البشر من النار.
وتدور قصة الحياة والتاريخ بين حركتين:
حركة إصلاح في الأرض، وحركة فساد فيها، ولو لم يكن أهل الصلاح على قد التمسك والتواصي الذي عليه أهل الفساد لفسدت الأرض.
والله يدفع في كل زمان بغرس يغرسه لهذا الدين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
وحركة الأبرار حركة متصاعدة.
( كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون).
وهي امتداد لحركة الأنبياء، وهي وراثة النبي الخاتم، والله يختص برحمته من يشاء.