الأربعاء , فبراير 19 2025

مقام العقل | قبس من نور

نقدم لكم فيما يلي كلمات من نور تغريدات بعنوان مقام العقل، قبس من نور، تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية، بقلم نور محمد.

قد يهمك:

للعقل حد كما أن للبصر حد.

هناك من غالى في حده حتى جعله سلطان لا سلطان عليه.

وهناك من حط من قدره حتى عده عدمي فوضوي.

والعقل في ثقافتنا الإسلامية أعظم نعمة أنعمها الله على عباده.

والعقل نور القلب الذي يبصر به.

والوحي نور الله يوفق الله به العقل.

فالعقل جوهر الإنسان والتوفيق الإلهي جوهر العقل (نور على نور).

العقل تفاعل، ولذلك لم يذكر باسمع في القرآن بل ذكر بآثاره فهو ليس عضواً أوحاسة كالسمع والبصر.

ومن أجل تفاعلاته كثرت صفاته وأفعاله في القرآن:

اللب والنهى والحجر والقلب والتذكر والتفكر والتدبر والعلم الفقه والحكمة.

وكل ذلك لبيان خطر شأنه في حياة الإنسان.

عقلاء الأمة في مقام النبوة وراثة وتجديداً، وليس التجديد نسخاً للموروث الفكري الذي أرساه القرآن بنصه المقدس وإلا كان هذا هدماً وليس تجديداً.

موروثنا وحي إلهي ووضع رباني، وهو الصانع لوجودنا ورباط قوميتنا وتواصل أفكارنا وصانع وحدتنا وهو هويتنا ومكون بصمتنا الحضارية بين الأمم.

بدونه نفقد تميزنا وتمايزنا، وقطع الصلة عن موروثنا هذا معناه قطع النسب الشرعي لعنصرنا، ولا يبقى بعد هذا إلا وصمة العار، عار التابع اللقيط.

التجديد معناه بعث حيوية الموروث وفاعليتها في الحياة بكل ما أوتينا من قوة وتطور يخدم هذا الموروث المقدس، حتى يظل البلاغ القرآني وبيانه النبوي حاضراً فاعلاً في جميع شؤون الحياة.

وهذه هي معنى السلفية الحقيقية، أصالة وإبداع.

أما السلفية بمعنى الحياة في الماضى وترك تفاعل الواقع بها، فهي سلفية معطلة لا نفخر بها ولا يعتز بنا سلفنا وربما تبرؤوا منا.

غاية العقلانية هي الدفاع عن الإيمان ومتطلباته بالمنطق العقلاني، ومواجة الإلحاد جهاد مبرور.

وحقيقة الإلحاد ليس إنكار وجود الإله كما يروجه السطحيون لأنه لا يجزم بدعوى كونية عدمية ولا يقول بذلك عاقل، إنما حقيقة الإلحاد هي إنكار الإيمان بالله.

والإلحاد لا يقوم على منطق عقلي، فالعقل بالنسبة له آلة دماغية لا تفاعل معها مع الخارج، بل هي تفاعل داخلي كآلة الكمبيوتر.

والدماغ في التصور الإلحادي ليس من أجل خدمة الحقيقة، وإنما في خدمة الإنسان وبقائه.

والإنسان في التصور الإلحادي مجرد بهيمة حيوانية متطورة بيولوجيا كجزء من الطبيعة، لا يختار بل يختار له وليست له إرادة حرة.

وهو بهذا التصور ليس كافراً بالله وحسب بل وبالإنسان وكرامته.

والحياة بالنسبة للملحد لا معنى لها ولا قيمة لها، وليس للأخلاق والجمال أية اعتبار، فهي اختيار فردي جيني وحسب ذو طبيعة مزاجية.

لو كان هناك ذرة عقل لكان ثمة إيمان، وما العقل إلا برهان إيمان وما الوحي إلا سلطان ينصر البرهان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *