السبت , أبريل 20 2024

أبو بكر الصديق (6) في ميادين الجهاد

نتناول فيما يلي قصة أبو بكر الصديق في ميادين الجهاد، وتحوي قصة أبو بكر في معاركه مع النبي صلي الله عليه وسلم ومكانتة.

قد يهمك:

كتاب أبو بكر الصديق

أبو بكر الصديق (6) في ميادين الجهاد

شهد أبو بكر المشاهد كلها مع النبي صلي الله عليه وسلم، لم يتخلف عن مشهد فيها، وقد كان في هذه المشاهد تارة جندياً، وتارة قائداً، وتارة عسكرياً، وتارة مستشاراً سياسياً، وتارة حارساً شخصياً للنبي صلي الله عليه وسلم، وتارة وزيراً ومعاوناً للقيادة، وتارة أميراً دينياً.

غزوة بدر وأحد

في غزة بدر كان أبو بكر من كبار مستشاري النبي صلي الله عليه وسلم ومن أصحاب الرأي في الكثير من أحداث الغزوة، شارك برأيه المؤيد للمواجهة حين طلب النبي صلي الله عليه وسلم الرأي قبل المعركة.

وقد رافق النبي صلي الله عليه وسلم في جولته الاستطلاعية لجمع المعلومات عن الغزو، وكان في حراسة النبي صلي الله عليه وسلم بالعريش الذي خصصه لقائد المعركة.

يقول عليّ: فوالله مادنا منه – أي النبي – أحد إلاّ أبو بكر شاهراً بالسيف على رأس رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يهوي إليه أحد من المشركين إلا أهوى إليه، فهو أشجع الناس.

ولما حمي الوطيس نزل رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى أرض المعركة وبجواره أبو بكر.

وحين أراد النبي صلي الله عليه وسلم الرأي في الأسري استشار أبو بكر وعمر فأخذ برأي أبي بكر.

وفي غزوة أحد حين انكشف المسلمون واضطرب المشهد، شق الصديق الصفوف وأسرع نحو رسول الله صلي الله عليه وسلم فكان أول من وصل إليه ضمن نخبة من الأبطال الذين التفوا حول النبي صلي الله عليه وسلم وقدموا ملحمة تاريخية من الحب والشجاعة والفداء لرسول الله.

وقبل غزوة بني النضير، كان أبو بكر مع النبي صلي الله عليه وسلم ضمن وفد من كبار رجال الدولة للتفاوض مع بني النضير بشأن دية قتيلين.

وفي غزوة بني المصطلق كانت الراية مع أبي بكر الصديق (وقيل عمار) وفي غزوة الخندق شارك أبو بكر مع النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة في الحفر، وحمل التراب في ثيابه.

صلح الحديبية:

 وفي الحديبية استشار النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه في استكمال التوجه للعمرة أو الحرب، فرأي أبو بكر العمرة وليس الحرب، فأخذ برأيه.

ولما تفاوض النبي صلي الله عليه وسلم على بنود المعاهدة، كان أبو بكر من القادة القلائل الذين أيدوا ما فيها ولم يعترض كما اعترض عمر وغيره، وقد نصح أبو بكر عمر أن يتوقف عن اعتراضه علي النبي صلي الله عليه وسلم قائلاً: الزم غرزة.

غزوة خيبر:

وفي غزوة خيبر أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الراية أبا بكر، فقاتل ولم يكن فتح وقد جهد، ثم أعطي الراية عمر فقاتل ولم يكن فتح حتى أعطاها لعليّ ففتح الله على يده.

كان أبو بكر متجرداً لله، لم يأنف حين نزعت منه القيادة إلى من هو أصغر منه بعشر سنين “عمر” ولم يأنف من أن يستلم القيادة من هو أصغر منه بثماني وعشرين سنة، ذاك الشاب عليّ.

إنه الإخلاص والتجرد لله الذي لا يتأثر بتقدم أو بتأخر.

وقد كان أبو بكر أميراً للسرية العسكرية المتوجهة إلى نجد، والسرية المتوجهة إلي بني فزارة.

وفي حنين حينما انهزم المسلمون وفرو أول المعركة، لم يصمد مع النبي صلي الله عليه وسلم إلاّ قلة وعلى رأسهم أبي بكر.

إسلام ثقيف:

لما قدم وفد ثقيف، تنافس أبو بكر والمغيرة فيمن يبشر النبي صلي الله عليه وسلم، ففاز بها أبو بكر.

ولما أراد النبي صلي الله عليه وسلم أن يؤم عليهم، أشار أبو بكر عليه بعثمان بن أبي العاص وكان أحدثهم سناً، فقال الصديق: يا رسول الله إني رأيت هذا الغلام من أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن، ففعل النبي صلي الله عليه وسلم.

أمير الحج:

جعل النبي صلي الله عليه وسلم أبا بكر أميراً للحج في عام التاسع الهجري، ولما انطلق بركب الحجيج، نزلت سورة براءة، فأمر النبي صلي الله عليه وسلم علياً أن يلحق بأبي بكر ويخبره بما نزل من القرآن.

ولما أدرك علىّ الصديق، قال الصديق: أمير أم مأمور؟ فقال بل مأمور.

فكان أبو بكر خطيب الحج، وعليّ يخلفه ويقرأ علي الناس براءة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *