حديث الشيخ الشعراوي عن الإسراء والمعراج | مكتوب وفيديو

نقدم لكم حديث الشيخ الشعراوي عن الإسراء والمعراج | مكتوب وفيديو، وفيه يشرح الشعراوي تفسير الأية الكريمة “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى”.

وما مدلولات كلمة سبحان وعبده، ولماذا كان في الليل؟ ومن أين كان الإسراء، وإختلاف العلماء في حادثة الإسراء والمعراج.

قد يهمك:

 

حديث الشيخ الشعراوي عن الإسراء والمعراج

تنزيه الله:

“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى”. (سورة الإسراء 1)

حين تستهل السورة بكلمة سبحان وهي تنزيه لله أن ترفع عن الحق سبحانه وتعالى أن يكون له مثيلاً في البشر لا ذات ولا صفات ولا فعل.

فلا شبيه له ولاصفات مثل صفاته ولا أفعال مثل أفعاله، فسبحان هي تنزيه مطلق لله.

مثال: ذاته ليس مثل الذوات، له سمع ولك سمع، فأنت تسمع بالأذن وهو يسمع بدون ذلك وتنزهه في الفعل، لا تأخذه بمقايس فعلك، ولكن خذه بمقاييس أنه منزه أن يشبه فعله فعلك أو فعلك فعله.

إذا كلمة سبحانك جاءت هنا على أن ما يأتي بعدها خارج عن نطاق قدرات البشر، فإذا ما سمعته فلا تقول كيف يحدث هذا ولكن نزه الله في أن فعله ليس كفعلك.

فإذا قال أن الله أسرى بمحمد من المسجد الحرام إلى بيت المقدس في ليلة وهم يضربون أكباد الإبل إلى بيت المقدس في شهر، فلا تقل كيف هذا لأن فعل الله ليس كفعلك.

والله لم يقل سرى محمد ولكنه قال أسرى بمحمد فالفعل ليس لمحمد ولكنه لله، فما كان لله فلا تحكيم للزمن.

تأتي كلمة سبحان في الأشياء التي تقف العقول في فهمها مثل: “سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ”.(يس 36)

الأزواج هم الزوجين الذين يحدث منهم التكاثر مثل الذكر والأنثى في الإنسان، وكذلك في النباتن واكتشفنا حديثاً ومما لا نعلم كالكهرباء فيوجد بها سالب وموجب.

فسبحان وردت في الأشياء العجيبة في استهلالات السور وطياتها، لكنها في البداية تدل على أن كل مايأتي في تلك السورة عجائب.

فسبحان اسم يدل على الثبوت والاستمرار وكأن تنزيه الله موجود قبل ما يوجد من ينزهه، فالتنزيه ثبات لله قبل وجود الإنسان الذي ينزهه، فإذا وجد المنزه يجب التسبيح المستمر.

“سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.

“يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ”.

فإذا كان الأمر كذلك ف “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى”.

 

 

ليلة وليست لمحة:

“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا”.

القوة والزمن تتناسب تناسب عكسي فإذا ذات السرعة قل الزمن، لكن إذا نسبت السرعة إلى قوة القوى وهو الله فهل يوجد زمن؟!

فلماذا لا يقول لمحة وليس ليلة؟

قطع المسافة وما رأى محمد صلى الله عليه وسلم في الطريق جعلها زمن.

فكانت رداً على ما يشاع في العصور المتأخرة، والعقول الضيقة والسطحية، فمنهم من قال أنها كان رحلة في الرؤى، فهل تكذب الرؤى؟!

أو بروحه وبقى جسده في الأرض، أفكان يكذبونه؟!

فكان التكذيب دليل على أنها كانت بالروح والجسد، سبحان الذى أسرى بعبده فالعبد مدلوله الروح والجسد.

لماذا صفة العبد:

يوجد قانون للناس عامة، ويوجد خرق النوامييس لأشخاص لتميزهم، أسرى به لأنه عبده، ولأنه أخلص في عبوديته فيعطيه ما لا يعطي غيره.

فالعبودية في البشر نقيصة ومزلة، ولكن العبودية لله يأخذ خير الله فهي شرف.

“وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ”، العبد يستفيد خير سيده إذا كان الله سيده والعكس.

حسب نفسي عزا بأني عبد … يحتفي بي بلا مواعيد رب

هو في قدسه الأعز ولكن … أنا ألقى متى وأين أحب

إذا طلب العبد من ملك المقابلة فينتظر الموافقة ثم بعدها الميعاد والزمان والمكان والموضوع.

أما إذا طلب لقاء ربه فيحدد العبد الزمان والمكان والمدة والموضوع تفضل في حضرة الله كما تشاء، فأي عز بعده.

فكان خلق النبي صلى اللعه عليه وسلم بخلق ربه، كان إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده، حتى يكون الرجل الذي ينزع.

لماذا الليل؟

حتى تظل المعجزة يصدقها من يؤمن بالله ورسوله، فليست في النهار يراها كل الناس.

لما سمع أبوجهل أسرع للمسجد يقول قال صاحبكم أنه أسري به فانقسم الناس من يضرب كفاً على كف من عدم التصديق ومن ارتد ومن صدق.

صنعها الله محكاً للإيمان حتى لا يبقى مع النبي ثلى الله عليه وسلم إلا من عنده يقين لأنهم سحملون دعوة ثقيلة.

وصدقه أبو بكر فقال: إن كان قال فقد صدق إني أصدِّقه فيما هو أبعد من ذلك أصدِّقه في خبر السماء.

“وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاس.

فلا تكون فتنة إلا أن تكون حقيقة لأنها لو كانت رؤيا لما اختلف الناس عليها، وقال رؤيا ولم يقل رؤية بصرية لأنها لما كانت عجيبة من العجائب كانت كأنها رؤيا.

إختلاف العلماء في حادثة الإسراء والمعراج:

الأحاديث التي تحدثت عن الإسراء والمعراج بلغت أكثر من 20 حديث، منهم من قال رؤيا ومنهم من قال بالروح ومنهم من قال بالروح والجسد، ولا نكذب أحد منهم ولكن نقول لهم:

أول ما بدأ للنبي من الوحي كانت الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا كانت كفلق الصبح (حقيقة).

“لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”.

عند الحديبية قال الصحابة عندما رجعوا ألم تقل لنا أنا سندخل قال أو قولت لكم في هذا العام؟! ولكنهم دخلوا.

رؤى الإناس أن النبي يرى الشئ مناماً حتى إذا ما تحققت كانت أنس من الله.

وما رأه النبي من رؤى إلا كانت كفلق الصبح فكل المنام واقع، فكان تذكير بالأنس وحتى يتحمل ما يلاقيه من العنت والمشقة.

فمن قال رؤى نقول له: رؤى الإناس أولاً ورؤى التذكير بالنعمة ثانياً وواقع الحديث ثالثاً، فلا يوجد خلاف.

ومنهم من قال أسرى به من عند أم هانئ ومنهم من قال من المسجد فنقول:

من الممكن أن تكون الرؤيا مرة من عند أم هانئ ومرة من عند المسجد، ولكن كانت الحقيقة من المسجد، وبيت أم هانئ كانت ملاصق للمسجد.

كل مكان يخصص لعبادة الله فهو مسجد، الأرض كلها مسجد وطهور لأمة محمد، فتوجد أرض تصلح للصلاة فيها وتصلح لمباشرة حركة الحياة كالمصنع وغيره.

ولكن إذا خصص مكان للصلاة كان مسجداً، فالذي أنشد ضالته في المسجد قال له النبي ثلى الله عليه وسلم لا رد الله عليك ضالتك، والذي أقام صفقة قال له لا أتم الله صفقتك.

ولذلك المسجد إذا دخلته تنوي الاعتكاف والصلاة لله فلا تشغل نفسك بالدنيا، فالمكان الذي خصص للصلاة لا تصلح فيه حركة الحياة.    

ذات صلة:

خطب ودروس عن الإسراء والمعراج | مكتوبة ومسموعة

قصيدة الاسراء والمعراج للشعراوى