نقدم لكم قصة حياة الشيخ الشعراوي إمام الدعاة باختصار.
ومن أشهر اقواله: “لا تقلق بشأن مؤمرات الناس ضدك، لأن أقصى ما يمكنهم فعله هو تنفيذ مشيئة الله”.
قد يهمك:
قصة حياة الشيخ الشعراوي
إمام الدعاة
من هو الشيخ الشعراوي:
إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي استطاع تفسير القرآن الكريم بصورة سهلة وبسيطة تصل لكل طوائف المجتمع.
ولد في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية..
حفظ القرآن الكريم وعمره 11 عاماً، ثم التحق بمعهد الزقازيق الإبتدائي الأزهري، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ثم التحق بالمعهد الثانوي الأزهري.
اختير رئيسًا لاتحاد الطلبة لتميزه وحب زملائه سنة 1934م، وأيضاً اختير رئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكان يعرض عليه كبار العلماء فى زمانه ما يكتبون منهم الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد.
انشغل الشعراوي بالحركة الوطنية لمقاومة المحتلين الإنجليز سنة 1919م، فقد اندلعت 1919م من الأزهر الشريف، فتفاعل الشعراوي وزملاءه في معهد الزقازيق واتجهوا إلى ساحات الأزهر وأروقته، وألقي الخطب وقد تعرض للاعتقال أكثر من مرة.
التحق بالأزهر الشريف بالقاهرة بكلية اللغة العربية سنة 1937م برغبة من أبيه الذي وفر له كل شئ في سبيل العلم.
تزوج الشيخ الشعراوي في سن مبكرة وهو بالمرحلة الثانوية، وأنجب 3 أولاد سامي وعبد الرحيم وأحمد، وبنتان فاطمة وصالحة.
حياته العملية:
تخرج الشعراوي عام 1940م، ثم عين في المعهد الديني بطنطا، ثم المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية.
حصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.
سافر للعمل في السعودية عام 1950م.
عُين وكيلًا لمعهد طنطا الأزهري سنة 1960م، عُين مديرًا للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف سنة 1961م.عُين مفتشًا للعلوم العربية بالأزهر الشريف 1962م.
1964م عين مديرًا لمكتب الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر.
عاد الشيخ الشعراوي من الجزائر إلى القاهرة وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلًا للدعوة والفكر، ثم وكيلًا للأزهر.
أسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر في نوفمبر 1976م في وزارة ممدوح سالم رئيس حتى أكتوبر عام 1978م.
أُختير عضوًا بمجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م.
عُين عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية 1980م.
أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء بنك فيصل أول بنك يتبع المعاملات الإسلامية بمصر ووافق عليه وزير المالية وقتها حامد السايح ووافق عليه مجلس النواب.
في سنة 1987م أُختير عضوًا بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين).
عُرضت عليه مشيخة الأزهر وعدة مناصب في عدد من الدول الإسلامية لكنه رفض وقرر التفرغ للدعوة الإسلامية.
الشعراوي في السعودية:
إنتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى، كان تخصص الشعراوي في اللغة لكنه اضطر لتدريس مادة العقائد إلا أنه تفوق فيها ولقى استحسان الجميع، ثم نزل لمصر في إجازة.
وفي عام 1963 حدث خلاف بين عبد الناصر وبين الملك سعود، فمنع عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية.
ثم عاد ثانية إلى السعودية في 1970م، حيث عُين أستاذًا زائرًا بجامعة الملك عبد العزيز بكلية الشريعة بمكة المكرمة.
عُين رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز 1972م.
الشعراوي في الجزائر:
عُين رئيسًا لبعثة الأزهر في الجزائر 1966م، ومكث بها حوالي 7 سنين قضاها في التدريس.
أثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967، وقد سجد الشعراوى شكرًا لله وقتها وقال مبرراً ذلك في أحد البرامج:
“بأن مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية فلم يفتن المصريون في دينهم”.
موهبته الشعرية:
تميز الشيخ الشعراوي ببلاغة الكلمات وبساطة الأسلوب، وجمال التعبير، فكان شاعرًا يجيد التعبير بالشعر وقد استخدمه في تفسير القرآن، وتحويل معاني الآيات القرآنية إلى قصائد شعر، ومشاركة العمل الوطني بالكلمات القوية المعبرة.
فكان يقول: “عرفوني شاعرًا”.
ومن أشعاره في قصيدة موكب النور:
أريحي السماح والإيثـار ** لك إرث يا طيبة الأنوار
وجلال الجمال فيـك عريق ** لا حرمنا ما فيه من أسـرار
تجتلي عندك البصائر معنى ** فوق طوق العيون والأبصار
شعره في معنى الرزق ورؤية الناس له:
تحرى إلى الرزق أسبابه
فإنـك تجـهل عنـوانه
ورزقـك يعرف عنوانك
مواقفه:
حكاية كوبري عباس:
فتح كوبري عباس على الطلاب وألقوا بأنفسهم في مياه النيل، وأرادت الجامعة إقامة حفل تأبين لشهداء الحادث ولكن الحكومة رفضت.
فاتفق إبراهيم نور الدين رئيس لجنة الوفد بالزقازيق مع محمود ثابت رئيس الجامعة المصرية على أن تقام حفلة التأبين في أية مدينة بالأقاليم. ولا يهم أن تقام بالقاهرة.
فتحايل عضو لجنة الوفد بالزقازيق حمدي المرغاوي تحايل وادعى وفاة جدته وأخذت النساء تبكي وتصرخ.
وفي المساء أقام سرادقاً للعزاء وتجمع فيه المئات وظنت الحكومة لأول وهلة أنه حقاً عزاء. ومع توافد الأعداد الكبيرة فهمت الحكومة الأمر بعد أن أفلت زمام الموقف، لم ترغب الحكومة في الصدام مع الجماهير فمررت الموقف لكنها حددت عدد الكلمات التي تلقى لكل شخص 5 دقائق فقط.
وكان من كلمة الشعراوي وهو رئيس اتحاد الطلبة:
شباب مات لتحيا أمته
وقبر لتنشر رايته
وقدم روحه للحتف والمكان قربانا لحريته ونهر الاستقلال
وتنازل أصحاب الكلمة من بعده عند وقتهم ليلقي قصيدته التي أعدها لتأبين الشهداء وكان في في مطلعها:
نداء يابني وطني نداء دم الشهداء يذكره الشباب
وهل نسلوا الضحايا والضحايا بهم قد عز في مصر المصاب
شباب برَّ لم يفْرِق.. وأدى رسالته، وها هي ذي تجاب
فلم يجبن ولم يبخل وأرغى وأزبد لا تزعزعه الحراب
وقدم روحه للحق مهراً ومن دمه المراق بدا الخضاب
وآثر أن يموت شهيد مصر لتحيا مصر مركزها مهاب
موقفه مع السادات:
قدم الشيخ استقالته بسبب شتم السادات للشيخ أحمد المحلاوي فبعث الشيخ ببرقية للرئيس وقال:
“إن الأزهر الشريف لا يخرج كلابًا بل يخرج شيوخًا أفاضل وعلماء أجلاء”.
نقل مقام إبراهيم:
في عام 1954 قد تحدد موعداً للملك سعود لنقل مقام ابراهيم لتوسعة مكان الطواف فعلم الشعراوي بذلك واعتبر هذا الأمر مخالفاً للشريعة وحاول التواصل مع علماء الأمة لكن قد فات الأوان.
فقام بإرسال برقية من خمس صفحات إلى الملك سعود، عرض فيها المسألة من الناحية الفقهية والتاريخية، واستدل الشيخ في حجته بأن الذين احتجوا بفعل الرسول جانبهم الصواب، لأنه رسول ومشرع وله ما ليس لغيره وله أن يعمل الجديد غير المسبوق، واستدل أيضاً بموقف عمر بن الخطاب الذي لم يغير موقع المقام بعد تحركه بسبب طوفان حدث في عهده وأعاده إلى مكانه في عهد الرسول.
فجمع الملك العلماء وطلب منهم دراسة برقية الشعراوي، فوافقوا عليها فأصدر الملك قراراً بعدم نقل المقام.
وأمر الملك أيضاً بدراسة مقترحاته لتوسعة المطاف، وقد اقترح الشعراوي أن يوضع الحجر في قبة صغيرة من الزجاج غير القابل للكسر، بدلاً من مقامه القديم (بناء كبير يضيق على الطائفين)
.
خواطره حول تفسير القرآن:
برز الشيخ محمد متولي الشعراوي على التلفزيون المصري عام 1973م في برنامج نور على نور حول تفسير القرآن الكريم ، وبدأ بتفسير الفاتحة حتى الممتحنة وأوائل الصف، وحالت وفاته دون تفسير القرآن الكريم كاملاً.
لكن وجد له تسجيلاً صوتياً يحتوي على تفسير جزء عم (الجزء الثلاثون).
يقول الشعراوي:
“خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيراً للقرآن. وإنما هي هبات صفائية. تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات. ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر، لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره. لأنه عليه نزل وبه انفعل وله بلغ وبه علم وعمل. وله ظهرت معجزاته. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى بأن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم، وهي «افعل ولا تفعل..».
اعتمد الشعراوي في تفسيره على:
- اللغة لفهم النص القرآني
- الكشف عن فصاحة القرآن وسر نظمه
- الإصلاح الاجتماعي
- رد شبهات المستشرقين
- تجاربه الشخصية من واقع الحياة
- استخدام اللهجة المصرية الدارجة
- ضرب المثل وحسن تصويره
- الاستطراد الموضوعي
- النزعة الصوفية
- الأسلوب المنطقي الجدلي
وبسبب مرضه آثر الاختصار في تفسير الأجزاء الأخيرة حتى يتمكن من إكمال خواطره، لكنه اعتذر عن اختصاره واستغفر الله عن ايجازه في هذه المعاني، وقد عوتب في ذلك وقيل له الموت له أجل ورزقك من الله له أجل.
مؤلفاته:
للشيخ الشعراوي الكثير من المؤلفات أشهرها تفسير الشعراوي للقرآن الكريم، ومنها ما هو في الفقه وغيرها من القضايا المعاصر في زمانه.
وفاة الشيخ الشعراوي:
وفي صباح الأربعاء 22 صفر 1419هـ الموافق 17/6/1998م انتقلت روح الشيخ الشعراوي إلى خالقها، عن عمر يناهز 87 عاما، ودفن في قريتة دقادوس.
حياته في الإعلام:
تم تصوير قصة حياته في مسلسل تلفزيوني بعنوان إمام الدعاة عام 2003 وهو من بطولة حسن يوسف يستعرض العمل السيرة الذاتية للشيخ محمد متولي الشعراوي.
ويجهز لعرض مسرحية تعرض قصة حياته.
خسئت يا من تشكك في علماء الامة
رحمة الله عليه
ربنا يرحمه