الأحد , أكتوبر 13 2024

فاتح القسطنطينية

نقدم لكم فيما يلي قصة جديدة كتاب قصص ومواقف للكاتب أحمد السيد بعنوان فاتح القسطنطينية.

قد يهمك:

كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

فاتح القسطنطينية

ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها.

وقد حرص الخلفاء والأمراء على فتحها ولم يتمكنوا فقد كانت القسطنطينية هي عاصمة الرومان وأكبر وأهم مدنها وكانت محصنة بطريقة يستحيل غزوها بسهولة فهي ذات أسوار عالية للغاية وأسفل الأسوار نهر عميق وبه سلاسل حديدية كبيرة تتحكم في مرور ومنع السفن.

وظلت مستعصية على المسلمين عبر الأجيال إلى أن جاء السلطان العثماني محمد بن مراد الثاني (الفاتح).

تولى الشاب محمد الحكم وعمره 22 عاماً وكانت شخصيته فذة وفاق أقرانه منذ حداثته في كثير من العلوم وتأثر بالعلماء الربانيين وأحاط حكمه بهم.

بعدما تولى بدأ العمل والتخطيط لفتح القسطنطينية واستخدم أساليباً مبتكرة غير معهودة فصنع مدافع ضخمة للغاية وقلاعاً خشبية عالية وحفر أنفاقاً تحت الأرض ونقل سفناً على اليابسة وسط الحقول حاصر القسطنطينية شهرين ونجح في فتحها عام 857هـ وأعاد تحصينها واتخذها عاصمة للدولة العثمانية وسماها إسلام بول أي مدينة الإسلام.

عمت الأفراح أرجاء العالم الإسلامي وسادت الأحزان أرجاء العالم الأوروبي.

وواصل الفاتح انتصاراته فهزم المجر وضم بلاد الصرب واليونان والأفلاق والقرم والجزر الرئيسية في الأرخبيل.

وصيته لولي العهد:

أوصي محمد الفاتح ابنه وهو على فراش الموت، ومما قال:

-كن عادلاً رحيماً وابسط على الرعية حمايتك بدون تمييز.

-انشر الإسلام فهذا هو واجب الملوك.

-لا تستخدم الذين لا يهتمون بأمر الدين ولا يجتنبون الكبائر وينغمسون في الفحش.

-احرص على أموال بيت المال من أن تتبدد، ولا تصرف أموال الدولة في ترف أو لهو أو أكثر من اللزوم فإن ذلك من أعظم أسباب الهلاك.

-العلماء هم بمثابة القوة المبثوثة في جسم الدولة فعظم جانبهم وشجعهم واستقدمهم وأكرمهم.

-لا تميل إلى عمل يخالف الشريعة فإن الدين غايتنا والهداية منهجنا وبذلك انتصرنا.

فوائد وعبر:

1- لما فتح محمد الفاتح القسطنطينية حول كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد، ولما أعلن كمال أتاتورك إلغاء الخلافة حول المسجد إلى متحف، ثم أعاد أردوغان افتتاح المسجد للصلاة بعد حكم قضائي عام 2021م.

2- وصايا الفاتح أكدت على أهم مبادئ الحكم الرشيد التي تجلب النصر (العدل والرحمة – إبعاد الفاسدين أخلاقياً عن الإمارة – حفظ المال العام – تقريب العلماء – نشر الإسلام).

3- حمل العثمانيون راية الجهاد وفتح البلاد وكانت دولة عظيمة بدأت قوية وبلغت الآفاق حتى دب فيها الضعف والسقوط، وحكم محمد الفاتح من مفاخر التاريخ وقصته ملهمة وجديرة بالاطلاع.

وقد أنتجت إحدى شركات الرسوم المتحركة فيلماً جيداً عن فتح القسطنطينية.

ذات صلة:

لماذا ننهزم؟

انكسر العود

من هنا يأتي النصر

تعليق واحد

  1. اللهم اعز الاسلام والمسلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *