الجمعة , أبريل 26 2024

هروب هليودي لأسرى فلسطينيين

نقدم لكم فيما يلي قصة جديدة كتاب قصص ومواقف للكاتب أحمد السيد بعنوان هروب هليودي لأسرى فلسطينيين.

قد يهمك:

كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

هروب هليودي لأسرى فلسطينيين

في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة قرب بحيرة طبريا يقبع سجن “جلبوع” الإسرائيلي وهو سجن شديد الحراسة ومحاط بكاميرات مراقبة وأسوار وأسلاك شائكة.

وفي داخل إحدى الزنزانات خمسة أسرى من “جنين” من حركة الجهاد الإسلامي لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي أقدمهم محمود العارضة المسجون من عام 1996م وكان عمره حينها 21 عاماً.

حاول ثلاثة منهم الهروب لكن المحاولة لم تنجح وفكروا مجدداً في الهروب.

اقترح محمود خطة خيالية للهروب أشبه بأفلام هوليود الأمريكية وذلك بحفر نفق تحت الأرض.

حدد محمود مكان الحفر في أرضية الحمام أسفل المغسلة حتى لا يلاحظ الحراس شيئاً.

شرع الأسرى في أعمال الحفر في ديسمبر 2020م استخدموا فيها مقابض مقليات الطعام للحفر ومشروب الكولا لإذابة الخرسانة، وتناوبوا الحفر وكانوا يتخلصون من الرمل الناتج عن الحفر في الصرف الصحي.

استمرت أعمال الحفر لأكثر من 9 شهور والاحتلال لم يشعر بشيء.

أوزعوا إلى الأسير زكريا الزبيدي قائد كتائب شهداء الأقصى أن يطلب نقله معهم وحين انضم الزبيدي إليهم في 5 سبتمبر 2021م شرعوا في تنفيذ الهروب في اليوم التالي 6 سبتمبر.

عبروا النفق إلى خارج السجن وتصادف وقتها وقت نوم الحارسة التي تراقب المكان، وانطلقوا ومعهم مذياع صغير لمعرفة ما يحدث في الخارج بعد نحو ساعتين اكتشف الاحتلال هروب الأسرى فأعلن الطوارئ لمواجهه هذه الفضيحة، وأنزل تعزيزات وتشديدات أمنية وسير الطائرات وأجرى عمليات المسح للبحث عن الأسرى.

لم يصدق الناس الخبر لأول وهلة وذلك من فرط إبداع وغرابة الطريقة والتي وصفت بأنها كأفلام الأكشن الخيالية.

قال مسئول بالشرطة الإسرائيلية: هذا الهروب هو أخطر الحوادث الأمنية.

وتمكن الاحتلال بعد أسبوع من اعتقال 4 وبعد أسبوع آخر اعتقل آخر اثنين.

قال مسئولون إسرائيليون: لقد بلغت تكلفة البحث عن الأسرى 30 مليون دولار.

وكشف تقرير إسرائيلي أن الأسرى استخدموا أدوات بدائية للغاية في قص حديد الحماية وحفروا 29 متراً بقطر نصف متر بكمية تراب تتراوح بين 5 و6 متر مكعب.

يقول محمد العارضة بعد اعتقاله: ما فعلناه إنجاز كبير، لقد ذقت طعم زيتون فلسطين بعد حرمان 22 عاماً وكنت سعيداً للغاية، عودتنا للمعتقل ليس لها قيمة مقابل الحرية التي ذقناها في بساتين ابن عامر، إنني على قناعة أنني سأنال حريتي مجدداً.

فوائد وعبر:

1- رأى مراقبون أن ما فعله الأسرى يمثل إعجازاً فلسطينياً هز أرجاء الكيان الإسرائيلي وسيطر على اهتمام الساحة الدولية ووضح الإخفاق الأمني الإسرائيلي وكشف عن إرادة فولاذية وصبر طويل لهؤلاء الأسرى وتعكس نضال شعب يأبى أن يستسلم للظلم.

يقول الشاعر:

أتظن أنك عندما أحرقتني *** ورقصت كالشيطان فوق رفاتي

وتركتني للذاريات تذرني *** كحلاً لعين الشمس في الفلوات

وتظن أنك قد طمست هويتي *** ومحوت تاريخي ومعتقداتي

عبثاً تحاول لا فناء لثائرن *** أنا كالقيامة ذات يوم آت.

2- خرجت مظاهرات ترفع صوت هؤلاء الأبطال وتدعم نضالهم وانهمرت التعليقات من دول العالم ما يعكس تعاطف الشعوب مع القضية الفلسطينية.

3- إذا كان الهروب لم ينجح فإن محاولة الهروب تحمل في طياتها عمليات كثيرة ناجحة مثل:

  • العزم الذي لا يلين والتحدي لتكرار المحاولة.
  • السرية التامة لأكثر من 9 شهور.
  • الدقة الهندسية في موقع واتجاه النفق.
  • التخفي لعدة أيام.

الإنجاز الحقيقي ليس في استخدام الأدوات البدائية بل في العزائم الفولائية.

ذات صلة:

تعاطفاً مع غزة.

من هنا يأتي النصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *