سنتناول فيما يلي من سيرة أبي بكر (18) الخلافة بعد حروب الردة.
قد يهمك:
أبو بكر (18) الخلافة بعد حروب الردة
نتائج حروب الردة:
- القضاء نهائياً على حركات الردة والتمرد، وخضوع القبائل خضوعاً تاماً لدولة الخلافة وقيادتها العليا أبي بكر، وعاد الأمن لأرجاء الدولة المسلمة.
- نجم الإسلام من جديد وحسن سمعته في أرجاء العالم وإدراك العالم مدى قوة دولة الإسلام وصلابتها من الداخل.
- زيادة اليقين بصلاحية منهج الإسلام ومبادئه لكل زمان، فالدعوات غالباً ما تموت بموت مؤسسها، أما الإسلام ورغم وفاة النبي فإن أبا بكر و أركان دولته أثبتوا أنهم قادرين على حمل أمانة النبي والسير على هديه، ففي أيديهم القرآن والسنة وقد علموا منهما أسباب النصر وأسباب الهزيمة ومتى تتنزل الملائكة.
- عودة الناس إلى الإسلام الصحيح وإدراك خطأ التصورات والأفكار والسلوكيات التي قادها المنحرفون من المرتدين والمنافقين والكفار، فأسلم من أسلم، وحسن فهم الناس للإسلام الصحيح ومعرفة فضل صحابة النبي، وقد عفى الصديق عمن عفى منهم بعدما صدق إسلامهم.
- كشفت الأحداث بوضوح عن مدى قوة وصلابة الصديق ويقينه في الله وحسن قيادته للأزمة على أسس علمية وفقهية سليمة معتمدة على القرآن والسنة وأثبتت الأحدث صدق منواة الصديق وحسن تشخيصه حين قال أول الأزمة أن المسلمين لم يكونوا من قبل أقوى مما هم عليه الآن.
- اعتماد تقسيم هيكل الدولة السياسي على أساس نظام الولايات وليس القبائل، إلا أن أبا بكر أبقى النظام العسكري على أساس القبائل.
- اتخاذ قرار بجمع القرآن الكريم بعد استشهاد جمع من حفظة القرآن.
- اتخاذ قرار انطلاق الفتوحات نحو العالم.
الهيكل السياسي لدولة الصديق:
كان الصديق يحتفظ بنخبة من كبار الدولة والإسلام للتشاور في القرارات كعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وغيرهم.
وكانت الدولة مقسمة إلى ولايات وعلى كل ولاية أمير وهي:
*المدينة: عاصمة الدولة وبها أبو بكر
*مكة: وأميرها عتاب بن أسيد الأموي القرشي (ولّاه النبي وأقره أبو بكر)
*الطائف: وأميرها عثمان بن أبي العاص الثقفي
*صنعاء: وأميرها المهاجر بن أبي أمية (فتحها ووليها بعد الردة)
*حضر موت: وأميرها زياد بن لبيد
*زبيد ورقع: وأميرها أبو موسى الأشعري
*خولان: وأميرها يعلى بن أبي أمية
*الجند: وأميرها معاذ بن جبل
*نجران: وأميرها جرير بن عبد الله البجلي
*جرش: وأميرها عبد الله بن ثور
*البحرين: وأميرها العلاء بن الحضرمي
*عمان: وأميرها حذيفة بن محصن
*اليمامة: وأميرها سليط بن قيس
ولاحقاً عند فتح العراق والشام جعل أمراء الجند ولاة الأمر فيهما.
مهام الولاة في عهد الصديق:
- إقام الصلاة، إمامة الناس ونشر الإسلام وتعاليمه (وقد كانت توكل الإمامة لأمراء البلدان وأمراء الجند)
- قيادة أعمال الجهاد وما فيها من إعداد وتفاوض وعقود مصالحة وإدارة الغنائم ورعاية الأسرى وكل ما في هذا المجال.
- إدارة شئون البلاد الداخلية وتعيين القضاة والعمال وبإقرار من الخليفة.
- تمثيل الخليفة والدولة في نطاقه الجغرافي وتلقي البيعة نيابة عن الخليفة وتحديد العهود.
- إدارة أمر الزكاة والجزية أو مساعدة من يعينه الخليفة للمهمة.
- إدارة الأمن الداخلي وتنفيذ العقوبات وإقامة الحدود.
القضاء في دولة الصديق:
لم تنفصل أعمال القضاء عن أبي بكر، منذ كان يقضي بنفسه إذا عرض له قضاء، وقد عهد لعمر بالقضاء في المدينة.
وأقر أبو بكر معظم القضاة والولاة الذين عينهم النبي صلى الله عليه وسلم، واستمروا في عهد الصديق فكان منهم مما يقوم بأعمال
الولاة والقضاة، وكان منهم مما يقوم بالولاية، ويقوم بالقضاء شخص آخر.
ويشترط في القاضي فهم الشريعة الإسلامية بالإضافة لتوفر سمات شخصية فيه كالعدل والذكاء وغيرها.
أحداث اجتماعية:
- في أثناء أحداث الردة مرضت فاطمة وتوفيت في 3 رمضان 11 هجرية.
وقد زارها أبو بكر في مرضها وتراضاها حتى رضيت، وكان يقول: والله لقرابة رسول الله أحب إلىّ أن أصل قرابتي.
ولما ماتت فاطمة حضرها أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف، فلما وُضعت ليصلى عليها قال “علي”: تقدم يا أبا بكر
قال “أبو بكر”: وأنت شاهد يا أبا الحسن؟
قال: نعم أقدم، فوالله لا يصلي عليها غيرك.
فصلى أبو بكر ودفنت ليلاً (وفي رواية أن على هو من صلى عليها)
- في شهر رجب 12 هجرية سافر الصديق إلى مكة معتمراً فأتى منزله وأبوه أبو قحافة جالس على باب داره مع فتيان يحوشهم، فقيل له:
هذا ابنك. فنهض قائماً، وعجل أبو بكر أن ينيخ ناقته فنزل عليها وهي قائمة ليقابل أباه في بر وطاعة.
وجاء الناس يسلمون عليه، فقال أبو قحافة: يا عتيق (أحد أسماء أبي بكر)
هؤلاء الملأ فأحسن صحبتهم فقال أبو بكر: يا أبة، لا حول ولا قوة إلا بالله طوقت أمراً عظيماً لا قدرة لي به، لا يدان إلاّ بالله.