الإثنين , أبريل 29 2024

أبو بكر (22) فتوحات العراق 2

سنتناول فيما يلي من سيرة أبو بكر (22) فتوحات العراق 2.

قد يهمك:

كتاب أبو بكر الصديق
كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

أبو بكر (22) فتوحات العراق 2

5- فتح الحيرة:

لما علم مزربان الحيرة بقدوم خالد أعد جيشين الأول بقيادة ابنه وأمره بالسيطرة على سد الفرات لتعطيل سفن المسلمين ثم أعد الجيش الثاني بقيادته للخروج في إثر ابنه.

لم يتمكن المسلمون من تمرير سفنهم فاغتنموا، فنهض خالد في خيل وهجم بشكل مفاجئ على جنود ابن المزربان فقتلهم وسيطر على السد وأمر المسلمين بالعبور نحو الحيرة.

فوجئ المرزبان بمقتل وهزيمة ابنه فعبر الفرات وفر هارباً دون قتال، فاحتل خالد معسكره ثم أرسل كتائبه لمحاصرة قصور الحيرة ودعوة القوم إلى الإسلام، ووقعت مناوشات انتهت بالاستسلام وتصالحوا مع خالد على الجزية وكتب خالد عهده إليهم بأن عليهم الجزية ولهم النصرة فإن غدروا فلا ذمة لهم، وكان العهد في ربيع الأول 12هـ.

مكانة الحيرة:

كانت للحيرة مكانة هامة لموقعها الجغرافي والأدبي من العراق ومملكة فارس وكانت هي الهدف الأكبر من فتح العراق وبفتحها يمكن الانطلاق بالفتوحات إلى مملكة فارس وعقد ديارهم.

ولقد أصبحت الحيرة هي مقر قيادة الجيوش الإسلامية والمركز الرئيسي لتوجيه أوامر الهجوم والدفاع والإمداد وكافة النظم.
وبث خالد عماله على الولايات ووجه أمراؤه على الثغور لحمايتها وضبط خالد نظام الحياة في الحيرة حتى خضع كل أهالي قرى العراق للمسلمين إما مولىً أو معاهداً.

وبفتح الحيرة تحقق نصف خطة الصديق، وقد فتحها خالد في زمن قياسي فقد تحرك لغزو العراق من جنوبه الغربي في شهر محرم وفتح الحيرة في ربيع الأول من نفس العام أي في أقل من ثلاثة أشهر.

أما جيش عياض بن غانم فقد وصل قرب دومة الجندل وهو موقع استراتيجي حصين فظل مرابطاً أمامها إلى أن جاء إليه خالد.

6- فتح الأنبار (ذات العيون):

استخلف خالد على الحيرة القعقاع بن عمرو ثم اتجه يواصل الفتوح نحو الشمال حتى يلتقي بعياض.

ولما وصل خالد إلى الأنبار وجد القوم قد تحصنوا وخندقوا على أنفسهم فأمر خالد بحصارهم وأن يصوبوا السهام في عيونهم فلما نشب القتال أصابوا باحترافية في كل رمية ألف عين من عيونهم.
ثم أمر خالد بذبح الإبل الضعيفة ورميها في الخندق في أضيق نقطة فصنع جسراً بجثث الإبل واقتحم الخندق حتى استسلموا.

7- عين التمر

استخلف خالد الزبرقان بن بدر على الأنبار وسار إلى عين التمر فواجه جيشاً من نصارى العرب فأسرع خالد مسرعاً ومباغتاً قائدهم حتى أسره وأسر جنوده من غير قتال، وكان للفرس جيش على مقربة منه لدعم العرب لكن الفرس هربوا بعد انتصار خالد.

وأحاط خالد بحصن عين تمر فنزلوا على حكم خالد.

8- دومة الجندل:


استخلف خالد على عين التمر عويم بن الكاهل الأسلمي ثم اتجه إلى دومة الجندل فأصبحت دومة الجندل بين جيشين جيش خالد من جهة وجيش عياض من جهة.

وكان أمر دومة الجندل إلى زعيمين هكا أكيدر بن عبد الملك، والجودي بن ربيعة، وأكيدر هذا سبق له أن وقع في الأسر بيد خالد في غزوة تبوك وإن النبي قد منّ عليه وكتب له كتاب عهد لكن أكيدر خان العهد.

لما أصبحت دومة الجندل بين جيشي خالد وعياض، اختلفا زعيماها بالداخل بشأن مواجهة خالد.

قال أكيدر للجودي: أنا أعلم الناس بخالد لا أحد أيمن طائراً منه، ولا أحدّ في الحرب، ولا يرى وجه خالد قوم أبداً قلّوا أو كثروا إلاّ انهزموا عنه، فأطيعوني وصالحوا القوم.

ورفض القوم رأي أكيدر، ففارقهم أكيدر وخرج على قومه ،وعلم خالد بأمره فأرسل من يمسك به ثم قتله خالد لخيانته عهد النبي، أما الجودي فوجه جيشه نحو عياض، وتقدم هو نحو خالد، وانهزم الجيشان أمام خالد وعياض، وهاجم خالد الحصن واقتلع بابه وقاتلهم حتى خضعها.

وبفتح دومة الجندل كسب المسلمون موقعاً استراتيجياً هاماً حيث أنه ملتقى ثلاث جهات، فجنوبه الجزيرة العربية وشماله الشرقي العراق وشمال الغربي الشام.

9- وقعة الحصيد

علم خالد بتجمع العرب مع الأعاجم الفرس لمعاودة مهاجمة الأنبار في مكان يسمى الحصيد.

عندئذ أمر خالد الأقرع بن حابس أن يعود إلى الأنبار، وأمر عياض بن غنم أن يتولى أمر الحيرة بدلا من القعقاع، وأمر القعقاع أن يتولى مواجهة الأعراء في الحصيد.

والتقى المسلمون بجموع الفرس وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وغنمو غنائم كثيرة.

10- وقعة المصّيخ:

لما بلغ خالد انتصار القعقاع واعد قادة جيوشه الإجماع في المصّيخ، ثم هجم على بعض القبائل وأوقع بهم خسائر كبيرة، ثم واصل مباغتة بعض القبائل حتى ديار بكر من عدة اتجاهات وأوقع بهم خسائر هائلة.

11- وقعة الفراض:

بعدما بسط خالد نفوذه على العراق اتجه نحو بلدة تسمى الفراض وهي على حدود الشام والعراق وجزيرة العرب، فلما اجتمع المسلمون بالفراض غضب الروم واستعانت بالفرس من جهة كما استعانت بالعرب الموالين من جهة أخرى، ولأول مرة يحارب الفرس والروم والعرب ضد المسلمين في جيش واحد لمواجهة خالد بن الوليد وذلك في ذي القعدة 12هـ.

وصل العدو نهر الفرات وقالوا للمسلمين، إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر.

فقال خالد: لا نفعل ولكن اعبروا أسفل منا.

فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض: احتسبوا ملككم، هذا رجل يقاتل على دين وله عقل وعلم ووالله لينصرنّ وليخذلنّ.

فمروا ودارت معركة عنيفة ووقع قتال شديد، وهزمهم خالد شر هزيمة وقتل منهم عشرات الألوف.

لقد كانت معركة تاريخية فاصلة فقد كانت خاتمة معارك خالد في العراق وأصبحت العراق كاملة تحت سيادة دولة الإسلام وانكسرت شوكة الفرس فيها.

حجة خالد سراً (12هـ):

بعدما انتهى خالد من أمر الفراض اتجه بجيشه للعودة إلى الحيرة وأوهم الجيش أنه يسير خلفهم، ثم انطلق نحو مكة وأدرك الحج في ذو الحجة 12هــ ثم عاد إلى مسير جيشه قبل أن يصل إلى الحيرة.

توجه خالد نحو الشام:

كتب الصديق إلى خالد يأمره بالذهاب إلى الشام وجاء في خطابه:

أن سر حتى تأتي جمع المسلمين باليرموك فإنهم قد شجوا وأشجوا، وإياك أن تعود لمثل ما فعلت (يقصد حجته سراً) فإنه لم يشج الجموع من الناس بعون الله شجاك، ولم ينزع الشجي من الناس نزعك، فليهنئك أبا سليمان النية والحظوة فأتم يتم الله لك، ولا يدخلنك عجب فتخسر وتذل، وإياك أن تُدِل بعمل فإن الله له المنّ وهو ولي الجزاء.

المثني أمير العراق:

أمر الصديق خالداً أن يترك العراق لأهلها وأميرها المثني بن حارثة وكان المثني قائداً عالماً بأهل العراق ولديه قدرات فائقة في التنظيم والإمارة وقال خالد للمثني: ارجع – رحمك الله – إلى سلطانك غير مقصّر ولا وانٍ.

ولما علم كسرى بذهاب خالد حشد الآلاف لمهاجمة العراق فواجههم المثني واقتتلوا قتالاً شديداً وأرسل الفرس فيلاً ليفرق خيول المسلمين، فحمل المثني على الفيل فقتله، وانهزم الفرس وفروا حتى المدائن ليتفاجأوا أن كسرى قد مات واضطربت فارس.

أرسل المثني إلى الصديق بانتصاره واستأذنه أن يستعين بمن تابوا من المرتدين فلما لم يصل الرد سافر بنفسه للمدينة ليجد الصديق في مرض الموت.

استمع الصديق للمثني ثم أوصى عمر بدعم المثني وألا ينشغل بأي مصيبة وإن عظمت (يقصد موت الصديق) عن أمر دينكم ووصية ربكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *