نتناول فيما يلي ديوان نزهة النفوس ومضحك العبوس الشاعر ابن سودون.
ابن سودون هو أبو الحسن علي نور الدين بن سودون اليشبغاوي المملوكي أحد أدباء القرن 9 الهجري ( 810هـ – 868ه ـ) ( 1407م – 1463م ) ولد وعاش ومات في القاهرة، نفي إلى دمشق بسبب بعض آراءه.
صاحب الكتاب الفريد (نزهة النفوس ومضحك العبوس)، وفيه مزج الشعر بالنثر، وألبس فيه الهزل بالجد.
تميزت اللغة الفنية فى ديوان نزهة النفوس ومضحك العبوس باستخدام مفردات و تراكيب من لغة الأطفال و استخدام صيغة التصغير، واستخدام الضمائر و الأفعال الدالة على حضور الذات، فهو يحكي رؤيتة الفنية ومواقف وتجارب ساخرة عاشها أو رأها، فيقوم بتمثيلها، ويعرض حياته الشخصية بمخيلة وذاكرة بصرية لطفل يخاطب الأشياء والنباتات والحيوانات، وقد حكى فى ديوانه كثيراً من أصوات الحيوانات، فقد قلد صـوت الخـروف والبقرة، وصوت الأوز.
ابتكر ابن سودون شكلاً من الفكاهة لم يسبقه أحد، يحمل التناقض بين الهزل والجد بشكل ساخر، وسار الكثيرون بعده على نفس منهجه، وعادته يبدأ قصائده بجد وما يلبث القارئ أن يرى سخرية أو فكاهه في شعره تجعله يضحك رغم جدية الأمر. ويبدو شعر ابن سودون معاصراً برغم مرور 6 قرون عليه.
يتكون كتاب (نزهه النفوس و مضحك العبوس) من 5 أبواب:
- الباب الأول قصائد باللغه العربيه الممزوجة باللهجة المصرية.
- الباب الثانى حكايات.
- الباب الثالث قصائد باللهجة المصرية.
- الباب الرابع زجل و مواويل.
- الباب الخامس حكايات و نوادر.
قد يهمك:
ديوان نزهة النفوس ومضحك العبوس
ابن سودون
شعر الأرض أرض والسماء سماء:
نقدم في الرابط التالي مقاطع شعرية ساخرة للشاعر المملوكي علي بن سودون بعنوان شعر ساخر الأرض أرض والسماء سماء.
في مطلعها:
إذا ما الفتى في الناس بالعقل قد سما
تيقّن أن الأرض من فوقها السما
وأن السما من تحتها الأرض لم تزل
الأرض أرض والسماء سماء
والماء ماء والهواء هواء
قصيدة عجب عجب هذا عجب:
نتناول في الرابط التالي قصيدة من ديوان نزهة النفوس ومضحك العبوس يصف فيها الشاعر بعد الحقائق التي يراها الإنسان ويتعجب منها ويطرح سؤال للقارئ حزر فزر ما السبب؟
وفي مطلعها:
عجب عجب عجب عجب
عجب عجب هذا عجب
بقرة تمشي ولها ذنب
ولها في بزبزها لبن
يبدو للناس إذا حلبوا
قصيدة يا ليالي العرس:
نتناول في الرابط التالي قصيدة يا ليالي العرس الشاعر ابن سودون، كذلك أبيات شعرية طريفة كتبها ابن سودون بمناسبة زواجه في كتابه نزهة النفوس ومضحك العبوس.
وفي مطلعها:
وكنت عند زواجي قد وصلت إلى
حدّ الأشد وعقلي في الورى اشتهرا
فكنت أعلم من عقلي وكثرته
أني إذا نمت مع ظهري يكون ورا
هذا وعقل عروسي كان أصغر من
عقلي ولكن حوت في عمرها كبَرا
وأيضاً
وأمي في صباحيتي
جتني بالزلابية
والعسل بنا حيتي
ألحسه وتلحسيني
قصيدة رثاء لموت أمي أرى الأحزان تحنيني:
نقدم لكم في الرابط التالي قصيدة لموت أمي أرى الأحزان تحنيني هي قصيدة من ديوان نزهة النفوس ومضحك العبوس، ويرثي فيها ابن سودون أمه.
وفي مطلعها:
لموت أمي أرى الأحزان تحنيني
فطالما لَحّستني لحس تحنيني
وطالما دلّعتني حال تربيتي
حتى طلعت كما كانت تربيني
أقول نمنم تجي بالأكل تطعمني
أقول أمبو تجي بالماء تسقيني
شعر ابن سودون يوم طهوره:
من زمان و أنا صغير وعَلِى قد طاهرونى
وعَلَى فرس مزوّق فى الزقاق قد دوّرنى
وبسلارىّ كمانه فوق قماشى سلرونى
وبقى معى منيديل أنشّ به الدبّان تريري
كلما جت واحده لى قلت هشّ هشّ طيرى
بعد دا قام شى وجعنى فبقيت أبكى وأعيّط
وبقت أمى حدايا بدعاها لى تحوّط
عملت مثل الجكاره كلما أبكى تزغرط
رحت أنا منغاظ فجتنى تنبله تشرح صديرى
قلت لا والله احلفى لى ما تعيدى لى طهورى
وفي قصيدته وهو يخاطب بقرة:
ليش يا بقيرة أنا اسمعكى تقولى أمبوه
وابنك كمان خدوه الناس وما جبّوه
يا بخت دا أكلوه من كتر ما حبّوه
ماعاد يحتاج اٍلى ممّه ولا اٍمبوه
قصيدته وقد اشترى كتكوت:
شريت لي كُتيكيت
فُميمه بزيق
عريين يصيح
من البرد زيق
له حليق فيه زمّاره
وحنيك فيه نقاره
يزمر ينقر
ذو نجل وشيق
أقل له كُتيكيت
يتكتك يجي لي
يرفرف يزقزق
لحنه زعيق
له جناح لاح من جنبه
كلما انشرح لو لح به
غليظ البطينة
له ساق رقيق
كبير صار شويطين
يناقر أخوه
ويعمل لأخته
قبيح في الطريق
له عُريف زي البرناقة
كنّه سنخة العلاّقة
وهذا حقيق
حقيق حقيق
قصيدة الناس قد خُلقوا ناساً من القدم:
الناس قد خُلقوا ناساً من القدم
ومَن مشى منهم لم يَخلُ من قدم
إذا مشى واحد منهم لحاجته
فظهره من ورا والوجه من أمَم
آذانهم بِقَبقِ الأبق قد سمعت
وعنهم أذن الإبريق في صمم
خيولهم أبداً تمشي بأرجلها
لكنها لم تذق أكلاً بغير فم
يرقون مع قصر فوق الجمال ولا
يخشون من طولها رمياً عن السنم
ويجعلون حشاكم في أعناقها
عتق النعال فلا تغتاظ من بَلَم
لكنها لا تُراعي بينهم أدباً
كم جردفَت بعراً يلقى وجوهم
في البر والبحر لا ينسون أكلهم
كلا ولا شربهم في الحلّ والحرم
شاهدتهم نصبوا يوماً أوانيهم
على الخوان لدى الإخوان بالنِّعم
فَرُحتُ أفرح والآمال تطعمني
إذا بها ما كفت أوّاه واندمي
ومُذ رأتها عيوني ما كفت وكفت
ورحت من أمل قد خاب في ألم
وقد جزمت بكسر القلب مُذ رفعوا
بالأكل ما نصبوه في خوانهم
قصيدة في الجزيرة معصرة فيها قصب:
في الجزيرة معصرة فيها قصب
يعصروه مقشور
يعملوه جلاّب وسكر شي عجب
ما أبركه في الدور
آه لو انه بلاش ما له ثمن
ما بقيت مقهور
أنظر السكر صحيح وأرجع أنا
بقليب مكسور
يا مفيليس روح واقنع بالنظر
لا تكن طمّاع
وانظر البحر بأمواجه انحدر
ما عليه منّاع
خذ وفرّق واملأ عبّك لا امتناع
ليس ماؤه محجور
فاعمل أنت فيه بالباع والذرا
ومعك دستور
يا غراب ليش ربطوك في سلّمه
بحد الروضه
وأنت جامد هكذا كالخشبه
ما تبيض بيضه
لك جناحين وأنت واقف ما تطير
من حدا البحرور
لكن أنت بان عذرك في الوقوف
ما أبوك طيرور
جامع المقياس فوقه مأذنه
ولها أدوار
واقفه فوق السطوح قدّامنا
كنّها قوار
تحتها البحر وصاري فوقها
من خشب منجور
أيش تقولوا يا أصحابي في ذي
يا ترى شختور
أشعار أخرى لابن سودون:
ولما أنا كبرت بحمد ربي
وصار لمنتهى عقلي ابتداء
بقيت أقول ننو ننو تاته
ودح وكخ و انبو و مم و آء .
*********************************
البحر بحر والنخيل نخيل
والفيل فيل والزراف طويل
والأرض أرض والسماء خلافها
والطير فيما بينهن يجول
وإذا تعاصفت الرياح بروضة
فالأرض تثبت والغصون تميل
والماء يمشى فوق رمل قاعد
ويرى له مهما مشى سيلول
********************************
وما شيءٌ إذا حازَ انبساطاً
وجدتَ النفسَ منه في انقباض
قُبَيل الفَجر يشرعُ في ارتفاع
وبعد العَصر يشرع في انخفاض
ضحك كالبكاء
جهد مشكور
هههه ظريف