الأربعاء , أكتوبر 9 2024

تجارته وزواجه وأهم الأحداث إلى البعثة

نتناول في هذه المقالة من سيرة النبي (صلي الله عليه وسلم) تجارته وزواجه وأهم الأحداث إلى البعثة النبوية من كتاب السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث للدكتور علي محمد الصلابي باختصار وتصرف.

قد تهمك:

banar_group

تجارته وزواجه وأهم الأحداث إلى البعثة

1-تجارته لخديجة وزواجه منها:

كانت خديجة بنت خويلد أرملة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال ليتجروا في مالها، فلما بلغها عن محمد وصدقه وأمانته وخلقه، عرضت عليه أن يخرج بمالها إلى الشام تاجراً، وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار.

وافق النبي (صلي الله عليه وسلم) وسافر معه غلامها ميسرة، وباع محمد واشتري فتضاعف مال خديجة.

حققت هذه الرحلة فوائد للنبي (صلي الله عليه وسلم) إذ مر بالمدينة والبلاد التي فتحها فيما بعد، وكانت الرحلة سبباً في زواجه بخديجة.

فقد سمعت خديجة من غلامها عن سمات محمد وصدقه أخلاقه، ورأت البركة قد حلت بمالها، فتحدثت خديجة لصديقتها والتي ذهبت إلي النبي تفاتحه أن يتزوج خديجة، فوفق النبي وعرض على أعمامه فوافقوا، وتزوجها النبي (صلي الله عليه وسلم) وعمره 25 عاماً عمرها 40 عاماً ولم يتزوج غيرها حتى ماتت.

وقد ولدت له غلامين وأربع بنات، القاسم وعبد الله وماتا قبل البعثة، وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وكلهن أدركن الإسلام.

دروس:

1-الصدق والأمانة أهم صفات التاجر الناجح.

2-التجارة من موارد الرزق، وهي مهنة مهمة للمسلمين، والتاجر لا يقع تحت إرادة واستعباد الآخرين.

3-اختارالله لنبيه زوجة تناسبه وتؤازره وتعينه علي حمل تكاليف الرسالة، وخديجة مثل طيب للمرأة التي تكمل حياة رجل عظيم.

4-ذاق النبي (صلي الله عليه وسلم) مرارة فقد الأبناء كما ذاق فقد الآباء، فقد أعطاه الله الذكور تكميلاً لفطرته، ولئلا ينتقص النبي في كمال رجولته شانئ، ثم ابتلاه بموتهم لئلا يفتن الناس بهم، وليكونوا عزاء وسلوى لمن حرمهم الله من البنين، وليبتلي الله النبي ويكون الحزن جزءاً من كيانه، فالرجل الذي أخبر الآلام فهو أسرع الناس إلى مواساة المحزونين ومداواة المجروحين.

5-قصة زواج النبي لم تكن بدوافع المتعة الجسدية ومكملاتها، فلم يتزوج بمن هي أقل منه سناً، ولكنه رغب فيها لشرفها ومكانتها فقد كانت تلقب بالعفيفة الطاهرة.

6-وفي زواجه ما يلجم ألسنة وأقلام الحاقدين الذين يصورون النبي كرجل شهواني غارق في الملذات، فهو عاش شبابه في بيئة جاهلية، وتزوج امرأة لها ما يقارب ضعف عمره، وقضى معها فترة شبابه ولم يتزوج غيرها أو ضم أمة، ولو أراد لكان طوع بنانه.

أما زواجه بعد ذلك من أمهات المؤمنين فلكل منهن قصة وحكمة وسبب يزيدون اليقين في عظمة النبي وكمال أخلاقه.

2-اشتراكه في بناء الكعبة الشريفة:

لما بلغ النبي 35 سنة، اجتمعت قريش لتجديد بناء الكعبة بعدما أصابها حريق وسيل صدع جدرانها.

وكانت قريش تهاب هدم الكعبة، فبدأ الوليد بن المغيرة فهدم جزءاً، والناس تنتظر للوليد إن أصابه شيء توقفوا وأعادوا ما هدم، وإن لم يصبه شيء أكملوا الهدم.

ولما لم يصبه شيء اشتركوا جميعاً في الهدم والبناء وخصوا كل قبيلة بناحية واشترك سادة قريش وشيوخها وشارك النبي وعمه العباس في نقل الحجارة.

فلما بلغوا موضع الحجر الأسود اختصموا فيه، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه، وكادوا يقتلون، فاقترح أحدهم أن يحتكموا إلى أول من يدخل عليهم من باب المسجد، فلما دخل محمد قالوا: هذا الأمين رضينا به، فطلب النبي ثوباً ووضع الحجر وطلب من كل قبيلة أن تمسك طرفاً من الثوب ثم رفعوه جميعاً ثم أخذه النبي بيده ووضعه في موضعه.

دروس:

1-بنيت الكعبة 4 مرات:

أ-بناء إبراهيم وإسماعيل.

ب-بناء قريش بمشاركة النبي.

ج-في زمن يزيد بن معاوية بعد إصابتها بالمنجنيق.

د-في زمن عبد الملك بن مروان، أعاد بناءها كما كان في زمن النبي لأن البناء السابق قد زيد فيه.

2-توفيق الله لنبه في فض النزاع وحقنه للدماء.

3-أكدت الحادثة مكانة النبي وحققت له شرفان، شرف فض النزاع وشرف وضع الحجر بيده.

4-طريقة النبي في فض المنازعة تعد معلماً من معالم رسالته، وهي الوصول إلى الحقائق بأقرب الطرق، وحل المشكلات بأسهل أسلوب وأكمله.

3-تهيئة الناس لاستقبال بنوة محمد (صلي الله عليه وسلم):

1-بشارات الأنبياء بمحمد:

إبراهيم عليه السلام:

“ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم” البقرة 129

مذكور في الكتب السماوية:

“الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل….” الأعراف 157

“وإذ قال عيسى ابن نريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأت من بعدي اسمه أحمد” الصف 6

أمر الله جميع الأنبياء باتباع محمد إن أدركوه:

“وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال اشهدوا وأنا معكم من الشاهدين” آل عمران 81

وقد وقع التحريف في نسخ التوراة والإنجيل إلا التوراة السمراء وإنجيل (برنابا) الذي كان موجوداً قبل الإسلام وحرمت الكنيسة تداوله في آخر القرن الخامس عشر الميلادي، وقد أيدته المخطوطات التي عثر عليها حديثاً في منطقة البحر الميت.

قال ابن يتمية: رأيت أنا نسخة من الزبور ما فيه تصرع بنبوة محمد (صلي الله عليه وسلم) باسمه، ورأيت نسخة من أخري من الزبور لم أر فيها ذلك.

2-بشارات علماء أهل الكتاب بنبوته:

أخبر سليمان الفارسي قصته مع راهب عمورية الذي قال لسليمان أنه قد أطل زمان بني مبعوث بدين إبراهيم، يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرض بين حرتين بينهما نخل، به علامات لا تخفي، يأكل الهدية لا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل.

وبالفعل هاجر سليمان إلى تلك الأرض “يثرب” وتعرض للاسترقاق، ثم التقى بالنبي (صلي الله عليه وسلم) حين الهجرة، وقدم له صدقة ثم هدية فأكل الثانية ولم يأكل الأول، ثم طلب منه النظر بين كتفيه ثم أسلم.

أبو التيهان من أحبار اليهود، هاجر من الشام إلى يثرب عند بني قريظة انتظاراً لقدوم النبي، لكنه توفي قبل البعثة بعامين، وحين حضرته الوفاة قال لبني قريظة: يا معشر اليهود، ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير (الشام) إلى أرض البؤس والجوع (الحجاز)؟ قالوا: أنت أعلم. قال: إني قدمت إلى هذه البلدة أتوكف (أنتظر) خروج نبي قد أطل زمانه، وكنت أرجو أن يبعث فأتبعه.

وشاع هذا الحديث بين اليهود خاصة، وأهل يثرب عامة، حتى شاءت الأقدار أن يكون ذلك من أهم أسباب دخول الأنصار في الإسلام.

قال هرقل (ملك الروم) لما أستقبل رسالة النبي (صلي الله عليه وسلم): وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم.

3-الحالة التي وصل إليها الناس:

يقول الندوي (بتصرف): كانت الأوضاع الفاسدة، والدرجة التي وصل إليها الإنسان في منتصف القرن السادس المسيحي أكبر من أن يقوم لإصلاحها مصلحون، فلم تكن القضية مجرد إصلاح عقيدة أو إزالة عادة، أو قبول عبادة، أو إصلاح مجتمع، فهذا يكفيه المصلحون والمعلمون الذين لم يخل منهم عصر ولا مصر.

لكن القضية كانت إزالة أنقاض الجاهلية التي تراكمت عبر القرون، ودفنت تحتها تعاليم الأنبياء والمرسلين، وإقامة بناء مشيد البنيان واسع الأرجاء يسع العالم كله، قضية إنشاء إنسان جديد يختلف عن الإنسان القديم، كأنه ولد من جديد أو عاش من جديد.

“أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها، كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون” الأنعام 122

4-إرهاصات نبوته (صلي الله عليه وسلم):

تسليم الحجر: قال (صلي الله عليه وسلم): “إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم على قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن”. رواه مسلم

الرؤية الصادقة: هي أول ما بدئ من الوحي فلا يري رؤية إلا تحققت.

حب العزلة قبل البعثة: يتعبد الليالي في غار حراء، وتارة أكثر من شهر، ويعاود الكرة إلي الغار حتي جاءه الوحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *