الجمعة , أبريل 26 2024

رقائق إيمانية قلبية 2| مكتوبة

نتناول في هذه المقالة رقائق إيمانية قلبية 2| مكتوبة ، وهي مجموعة من الحكم والمواعظ التي ترقق القلوب وتقربها من خالقها عز وجل.

قد يهمك:

رقائق إيمانية قلبية 2| مكتوبة

العجز:

 الإنسان بلا قوة ولا قدرة يفقد خاصيته، الجسم بلا حركة بلا تنفس بلا سمع ولا بصر بلا تناسل (عجز جسماني).

العقل بلا وعى بلا إدراك بلا تفكر بلا تأمل واستنباط بلا علم وتحصيل (عجز عقلي).                                                            

الإرادة بلا مقاومة بلا نهوض بلا همة بلا كف بلا فعل (عجز مناعة وأثر)

قوتك وقدرتك ليست ذاتية بل هي مفتقرة إلى الله فهو قيوم السماوات والأرض ومن فيهن لذا كانت الاستعانة شطر العبودية والانكسار والتذلل والعجز أمامه مصدر الإمداد فلا حول ولا قوة إلا بالله.

هناك ثمت عجز محمود العجز عن إدراك الذات وحكمة الأفعال وأمام الأقدار (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) (وما أنتم بمعجزين) (وأنا ظننا ألن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا) (أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب).                                      والعجز المذموم العجز أمام الشهوات وأمام الشبهات والعجز عن القيام بالواجبات والعجز عن بلوغ الغايات.                               

وعون الله لمن عجز لقدرته وعزم على قصد محبته.

عندما يتجلى الله:

عندما يتجلى الله لك:

الله لا يحجبه شيء إنما يحجبه توهمك أن معه شيء.

 فأنت المحجوب عنه بكثافة طبعك وجهلك وغفلتك وبعدك.

عندما يتجلى الله لك:

 بفهم يؤتيك أو بأنسك يحبيك، أو بطاعة تقربك أو بذكر يؤنسك، أو بآية تتجلى أو بروح تتدنى.

عندها طلبك منه على قدر معرفتك به.

تجلى الله على سليمان بكرمه فقال هب لي ملكاً.

وتجلى على أيوب بلطفه فقال لا غنى لي عن بركتك.

وتجلى على زكريا بقدرته فقال هب لي من لدنك ولياً.

وتجلى على موسى بكلامه فقال أرنى أنظر إليك.

وليس وراء تجلى أنس مناجاته بذكره وكلماته إلا الرؤية.

فيا صبر الراجين للقائه و يا شوق المشتاقين لرؤيته.

لمحات من القيامة:

ولا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم يوم القيامة.

تفهم أن هناك من يكلمون الله ويكلمهم، ومن ينظر إليهم وينظرون إليه.

غاية العبادات في الدنيا هي أن تتهيأ لهذا اللقاء.

وكلما قرب لك الصورة من أنس كلامه في الدنيا كأنك تراه زاد شوقك.

ومن لم يذق لا يشتاق.

ومن رق راق، ومن راق ذاق، ومن ذاق اشتاق.

الناس ثلاث:

 الناس أمام الآخرة ثلاثة أصناف:

مؤمن موقن بها…شاك منها…كافر بها.

  • الموقن يسعى إليه بكل الأعمال الصالحة، “وبالآخرة هم يوقنون”.
  • الشاك منها يسلط عليه الشيطان وتضطرب حياته ويعيش في عمى ولعب حتى يأتيه العذاب.

“وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك”.

“بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون”.

“بل هم في شك يلعبون”.

“بل هم في شك من ذكرى بل لما يذوقوا عذاب”.

“إنهم كانوا في شك مريب”

  • والكافر قلبه منكر محجوب، دليله الشيطان يزين له سوء عمله.

“يصدون عن سبيل الله ويبلغونها عوجاً وهم بالآخرة كافرون”.

“ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة”.

“فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة”.

“جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً”.

“إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة”.

 همسات من سورة يوسف:

فيها تتعلم أشياء كثيرة وفنون متعددة منها:

كيف تكون جميلاً أنيقاً وكيف تطور من طبعك وذوقك؟

  • وراودته التي هو في بيتها، فحفظ لها جميلها أنها أحسنت إليه عندما كان في بيتها.

فقال: “فاسأله ما بال النسوة”، ولم يذكرها في الاتهام.

  • لما قيل لهم:”إنكم لسارقون”.

قابلوا الاتهام بحلم وحكمة: “فقالوا ماذا تفقدون”، ولم يقولوا ماذا سرق منكم.

فقوبلوا بلطف، “نفقد صواع الملك ولم يقولوا سرق صواع الملك”

  • “قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده”، ولم يقل إلا من سرق متاعنا.
  • “إذ أخرجني من السجن”، ولم يذكر إذ أخرجني من البئر، حتى لا يقرعهم ويذكرهم بسوءتهم.

 لعلها تصل إلى قلبك:

مواقع النجوم أمرها عظيم ربما تبلغ لآلاف السنين الضوئية ولبعدها تصغر في أعيننا رغم ضخامتها.

الأحداث التي نحياها تكبر في أعيننا لأنها قريبة منا وكلما ابتعدنا عنها صغرت شيئاً فشيئاً حتى نصل إلى يوم عظيم فنراها ساعة من نهار.

الله وحده من يقدر قيمة الأشياء على حقيقتها، فعندما نهج لك منهجاً في دار لا وزن لها فيما هو يعلمه من أمور جسام إنما أراد نجاتك فيما قدره مما لا تدركه مهما كانت مداركك.

الأمر عظيم وأعظم مما تتخيله، ولا نجاة إلا بالتسليم المطلق، لو كنتم تعلمون.

 نسمة روحية:

هل سألت نفسك بعدما تخرج الروح منى هل تفتح لها أبواب السماء أم لا؟

لا تفتح أبواب السماء إلا للأرواح الطاهرة كلما مر بها على جمع قالوا ما هذه الروح الطيبة حتى تصل إلى ربها.

الروح الطيبة نابعة مما مزجها من طيب القول والفكر فتسبح به في الملكوت ولا أطيب من قول الله وقول رسوله.

الروح الطيبة تغنى عن منظر ربما تتأفف منه النفس فخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ورب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره.

وفى المقابل فالروح الخبيثة لا تغنى عنها محاسن الصور فالمرأة المعطرة تبغي الفتنة في خروجها وتبرجها أقبح وأخس والمتكبر أحقر وأذل.

عطر روحك بالقرآن والإيمان فلا تفتح أبواب السماء لمن أغلق باب قلبه دون ما نزل منها.

 لمسة قرآنية:

……(أحوى)……

كثيراً ما يشبه القرآن بالغيث والقلوب بالأرض.

غير أن الأرض في قبولها للغيث مختلفة منها السبخة (القيعان) لا تقبل ماء ولا تنبت كلأ، ومنها الأجادب تمسك الماء فينتفع منها زرعاً وشرباً.

وكما يحيى الله بالماء الأرض الميتة فتهتز وتربو وتخضر.

كذلك يفعل القرآن بالقلوب.

تمعن معي هذه الآية: “فجعله غثاء أحوى”.

حوايا الشيء ما يلتف حوله، ومنه الحوايا أمعاء الشاة، وعند العوام الحواية كالعمامة، وحوى الشيء جمعه وأحرزه.

وسميت حواء بذلك لأنها كانت تحوي آدم عطفاً وحناناً وملازمة.

الزرعة الضعيفة تسمى غثاء، فاذا ما اخضرت وكثفت خضرتها سميت سواداً، ومن ذلك أرض السواد لكثرت ريعها.

ومنه قوله تعالى (مدهامتان) أي سوداوتان وصف لأرض الجنة.

اللمسة هنا فيما بعد هذه الآية: “سنقرئك فلا تنسى”.

القرآن يرتقى بك ويحتويك فلا تتعجل داوم صحبته، وخذ من معينه، وهو يبلغ بك كما يبلغ الماء بالأرض الطيبة.

وزرعتك مهما كانت ضعيفة فلا تخف فالله تكفل بنموها ما دمت تتلقى، وهو من سيقرئك ويفهمك، ويعلمك حتى تصير كالأرض المخضرة اهتزت وربت بالماء وكذلك قلبك بالقرآن

 حتى تكون عبداً قرآنياً:

أولاً لا بد أن تتعرف على القرآن ومحاوره الرئيسية وأهدافها وهي خمسة:

الله الخالق، والكون الدال على خالقه، واليوم الآخر، والتشريع، والقصص.

ولكل من هذه الخمسة تكوين خاص لصاحب القرآن.

فتكونه إيمانياً وخلقياً واجتماعياً وإصلاحياً وتنموياً.

وهذه هي الصبغة الشاملة والهداية الكاملة، “والذين اهتدوا زادهم هدى”.

 علامة الاجتباء:

“يجتبى إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب”.

هذان هما الطريقان الموصلان لله: الاجتباء والاهتداء.

لكن الاهتداء جعل سببه من العبد وهو الإنابة.

 لكن الاجتباء فهو من الرب للعبد وسببه المشيئة.

إذا اهتديت كنت مريداً وإذا اجتباك كنت مراداً.

ومن اهتدى زاده هدى فجذبه إليه، وعلامة ذلك أن تكون الآخرة أكبر همك ومبلغ علمك ومنتهى سعيك وغاية أملك.

ومن صدق أخلصه الله له: “إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار”.

 بهذه الخصلة وهي ذكرى الآخرة والتوجه إليها أخلصهم الله له واجتباهم.

وعلامة صدق هذا التوجه:

اليقين بها “وبالآخرة هم يوقنون”.

وإرادتها “من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه”.

السعي إليها “ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها”.

ويبقى السؤال: وماذا أعددت لها؟ 

إن خير زاد لها .. هو التقوى..

والعلم موصل لها، والعبادة عنوانها، والخلق الحسن زينتها، والدعوة والجهاد أثرها، والقلب السليم غايتها، والحب مبتغاها.

قال إبراهيم بن أدهم:

“أعلى الدرجات أن تنقطع إِلَى ربك وتستأنس إِلَيْهِ بقلبك وعقلك وجميع جوارحك حتى لا ترجو إلا ريك ولا تخاف إلا ذنبك وترسخ محبته في قلبك حتى لا تؤثر شيئًا عليه؛ فإذا كنت كذلك لم تبال في بر كنت أو في بحر أو في سهل أو في جبل؛ وكان شوقك بلقاء الحبيب شوق الظمآن إِلَى الماء البارد، وشوق الجائع إِلَى الطعام الطيب، ويكن ذكر الله -عز وجل-عنك أحلى من العسل وأشهى من الماء العذب الصافي عن العطشان في اليوم الصائف.

2 تعليقات

  1. اللهم رقق قلوبنا

  2. اللهم علق قلوبنا بك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *