الخميس , أبريل 25 2024

سورة الأعلى | تفسير وشرح ودروس

فيما يلي تفسير وشرح ودروس سورة الأعلى ضمن سلسلة تدبر القرآن الكريم، التي كتبها أحمد السيد، والتي تتضمن دروساً وفوائد من الآيات مع واجبات ووصايا نهاية السورة.

قد يهمك:

سورة الأعلى | تفسير وشرح ودروس

معاني كلمات سورة الأعلى:

سورة الأعلى

غثاءجاف
أحويأسود
تزكيتطهر من الرجز

*مقدمة:

سورة الأعلى تؤكد على حقيقة أزلية منذ القدم وهي أن الفلاح قرين تزكية النفس والذكر والصلاة.

  • روي الإمام أحمد عن الإمام عليّ كرم الله وجهه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يحب هذه السورة “سبح اسم ربك الأعلى”.
  • وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقرأ في العيدين والجمعة بـ “سبح اسم ربك الأعلى” و “هل أتاك حديث الغاشية”.
  • وكان صلي الله عليه وسلم يوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد.

*شرح سورة الأعلى:

الآيات 1 : 8

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)

اعرف قدر ومقام الله، ونزه اسمه عما لا يليق به، وسبحه، فهو الرب الأعلى الذي خلق فأحسن الخلقة وسواها بشكل متناسق، والذي قدر أجناس المخلوقات وأنواعها، ثم هدى كل مخلوق وألهمه قدرات تمكنه من القيام بوظائفه، والذي أخرج المرعى (النبت الأخضر) فجعله غثاء (جاف) أحوي (أسود) فكل نبت إلى حصاد وكل حي إلى نهاية.

سنعطيك ما نعطيك من القرآن، ونحفظه في جوفك، فلا تنسي إلاّ ما شاء الله أن ينسيك، إنه يعلم كل ما هو ظاهر وكل ما يخفى، وسنسهل لك كل ما هو سهل، ونوفقك لأن تكون سهلاً ميسراً وتأخذ باليسر والتيسير.

مرعى أخضر

أخرج المرعى الأخضر

الآيات 9 : 13

فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13)

فقم بالموعظة والتذكرة بالله الرب الأعلى ما دامت الذكرى نافعة، سيذكر وينتفع بها صاحب القلب الحي الذي يخشى الله، ويرفضها ويتجنبها الأشقى صاحب القلب الذي لا يعقل، فهو عدو الموعظة ينفر منها ويكره التذكير بالله.

هذا الأشقى يصلى النار الكبرى وهي أضعاف نار الدنيا، ثم هو لا يموت فيرتاح ولا يحيى آمناً فيعافى، إنه في عذاب شديد.

الآيات 14 : 15

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)

قد أفلح من تزكى، فطهر نفسه من الرجز والآثام والمعاصي، فذكر اسم ربه بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والدعاء وتلاوة القرآن، ثم نصب قدميه واقفاً بين يدي الله يصلي خاشعاً له وهو يخشاه هذا هو طريق الفلاح.

فهل ستستجيبون وتذكروه وتزكون أنفسكم وتصلون؟

هل ستجدّون في الطاعة وتغتنمون الدنيا لأجل الآخرة؟

الآيات 16 : 17

بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)

بل تؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، رغم أن الآخرة خير وأبقى وأدوم من الدنيا الفانية.

الآيات 18 : 19

إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)

ألا فلتعلموا أن هذا الفلاح وطريقه، معلوم لكل الأجيال منذ قديم الأزل ومذكور في الصحف الأولى كصحف إبراهيم وموسى، فيا أتباع إبراهيم، يا أتباع موسى، ويا أتباع محمد، حي على الفلاح، حي على الفلاح.

جعله غثاء جاف

*دروس وفوائد من سورة الأعلى:

1- معرفة الله بالتدبير:

ذكرت الآيات بعضاً من صفات الرب الأعلى الذي:

1- خلق فسوى.

2- قدر فهدى.

3- أنبت وأيبس.

4- حفظ وأنسى.

5- يعلم الجهر وما يخفى.

6- ييسر لليسرى.

وهي صفات تشير إلى قدرة الله التي لا يملك بشر أن يأتي بمثلها ونتوقف على واحدة من هذه القدرة.

*الذي قدر فهدى:

وهذه أمثلة تشير إلى عجائب التقدير والهداية:

  • يستطيع الحصان معرفة طريقه في الظلام مستعيناً بدرجات الحرارة.
  • تستطيع البومة أن تري الفأر الدافئ الطيف وهو يجري بين العشب البارد في الظلام.
  • الكلب له أنف يستطيع أن يشعر بالحيوان إذا مرّ.
  • دودة الطعم إذا قطعت رأسها سارعت لصنع رأس أخري.
  • ثعابين الماء عند اكتمال نموها تهاجر من أوروبا وتقطع آلاف الأميال في المحيط قاصدة الأعماق السحيقة جنوبي برمودا، وهناك تبيض وتموت أما صغارها فتعود إلى الشاطئ الذي جاءت منه أمهاتها وهي تقاوم تيارات الماء والأمواج المتلاطمة على الشواطئ، فإذا اكتمل نموها، فعلت ما فعلت أمهاتها.
  • إذا حمل الريح فراشة أنثى وأدخلها من نافذة بيتك فإنها لا تلبث أن ترسل إشارة خفية للذكر والذي قد يكون على مسافة بعيدة لكنه يتلقى الإشارة ويجاوبها، وكأن الأنثى بها محطة إرسال إذاعية وكأن الذكر به جهاز راديو استقبال للإشارة.

لا شك أن هناك خالقاً هدى هذه المخلوقات وأرشدها.

فَيا عَجَباً كَيفَ يُعصى الإِلَهُ

أَم كَيفَ يَجحَدُهُ الجاحِدُ

وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ

تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ

وَلِلَّهِ في كُلِّ تَحريكَةٍ

وَتَسكينَةٍ أَبَداً شاهِدُ

الشاعر لبيد بن ربيعة

2- فضل التسبيح

*يقول تعالي: “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى”.

*يقول تعالي: “وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ”.

*عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم: “أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ؟ إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ”.

رواه مسلم

*عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ “.

رواه البخاري ومسلم

*عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ”.

رواه البخاري

*عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحَارِثِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “الطَّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ: تَمْلَأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ،”

رواه مسلم

*عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: “من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”

رواه مسلم

*عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الفجر وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته”

رواه مسلم

3- الصلاة..الصلاة:

  • يقول تعالي: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى”.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: – أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا.”.

رواه مسلم

  • عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” ما من امرئٍ مسلمٍ تحضُرُه صلاةٌ مكتوبةٌ ، فيُحسِنُ وَ ضوءَها و خشوعَها و ركوعَها ، إلا كانت كفارةً لما قبلَها من الذنوبِ ، ما لم تُؤْتَ كبيرةٌ ، و ذلك الدَّهرَ كلَّه”.

رواه مسلم

  • عَنْ عبدِ اللهِ بن مسعود، قالَ: مَن سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ علَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بهِنَّ، فإنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سُنَنَ الهُدَى، وإنَّهُنَّ مَن سُنَنَ الهُدَى، ولو أنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ في بُيُوتِكُمْ كما يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّفُ في بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، ولو تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَما مِن رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إلى مَسْجِدٍ مِن هذِه المَسَاجِدِ، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له بكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عنْه بهَا سَيِّئَةً، وَلقَدْ رَأَيْتُنَا وَما يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلقَدْ كانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى به يُهَادَى بيْنَ الرَّجُلَيْنِ حتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ.

رواه مسلم

  • عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ”.

رواه الترمذي وقال حديث حسن

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ تعالى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ”.

رواه البخاري

نوافل الصلاة:

*عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ.

رواه مسلم

قيام الليل:

*”وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا.”

الإسراء 79

*عَنْ أَبي هُريرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: أَفْضَلُ الصِّيَامِ بعْدَ رَمضَانَ: شَهْرُ اللَّهِ المحرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْد الفَرِيضَةِ: صَلاةُ اللَّيْلِ”.

 رواه مسلمٌ.

*عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النَبِيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فقلت له: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا”.

متفق عليه

الوتر والضحى:

  • عنِ ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهمَا، عَنِ النَّبيِّ ﷺ قَالَ: اجْعلوا آخِرَ صلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا”.

متفقٌ عَلَيهِ

  • عن أبي ذر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يُصْبحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقةٌ: فَكُلُّ تَسبيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحمِيدَةٍ صَدَقَة، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكبيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمَعرُوفِ صَدَقةٌ، ونَهيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقةٌ، وَيُجزِىءُ مِنْ ذلِكَ رَكْعَتَانِ يَركَعُهُما مِنَ الضُّحَى».

رواه مسلم

  • عن رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الأَسْلَمِىُّ قَالَ كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لي «سَلْ». فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الْجَنَّةِ. قَالَ «أَو َغَيْرَ ذَلِكَ». قُلْتُ هُوَ ذَاكَ. قَالَ «فَأَعِنِّى عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».

رواه مسلم

4- أهمية التذكرة والموعظة

*”فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى”.

*”وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا”.

الكهف (57)

وقد أشرنا سابقاً لإشادة القرآن بالرجل الأعمى الذي يسعى لطلب الموعظة وهو يخشى الله.

*عن معاوية رضي الله عنه قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ”.

متفق عليه

*عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ”.

رواه الترمذي

5- منهج اليسر والتيسير

  • يقول تعالى: “وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى”

أي سنوفقك لكل ما هو سهل ويسير وأن تكون سهلاً ميسراً في كل أمورك وأن تمضي إلى الله فيرزقك اليسر في بدنك ولسانك وفي خطوك وعملك  وفي علاجك للأمور.

إن التيسير واليسر منهج إسلامي صميم وهو من سمات المسلم الذي يفقه رسالة الإسلام والإيمان والأخلاق والمعاملات.

ولقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع النماذج والأمثلة على منهجه ومنهج الإسلام في اليسر والتيسير.

  • ما خيّر النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلاّ اختار أيسرهما.
  • روت عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا في بيته ألين الناس، بساماً، ضحاكاً.
  • وروي البخاري أنه كانت تأخذ الأمة بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت.
  • وكان من هديه إذا لبس يلبس ما تيسر، من الصوف تارة ومن القطن تارة ومن الكتان تارة وقد لبس البردة اليمنية والبرد الأخضر.
  • وكان من هديه في الطعام أنه لا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً وما عاب طعاماً قط، إن اشتهاه أكله وإلاّ تركه.
  • وكان ينام على فراشه تارة وعلى الحصير تارة وعلى الأرض تارة.

وفي مجال العقيدة:

*يقول صلى الله عليه وسلم: يسّروا ولا تعسّروا”.

رواه الشيخان

*ويقول صلى الله عليه وسلم:” «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ، ولن يُشادَّ الدِّينُ أحد إلَّا غلَبه،”.

رواه البخاري

وفي مجال المعاملات:

  • يقول صلى الله عليه وسلم” المؤمن هين لين”.

رواه البيهقي

  • ويقول صلى الله عليه وسلم:” المؤمن يألف ويؤلف”.

رواه الدر قطني

  • ويقول صلى الله عليه وسلم رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى

رواه البخاري

  • ويقول صلى الله عليه وسلم: “وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق”.

رواه الترمذي.

  • ويقول صلى الله عليه وسلم “وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ”.

رواه أبو داود

وفي مجال الرسالة:

*يقول تعالى:

” وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ”.

“وَمَاجَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”.

“لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا”.

“إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ”.

*يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتُكم به فأتوا منه ما استطعتُم”.

رواه البخاري ومسلم.

6- فوائد أخرى

فوائد أخرى من سورة الأعلى:

*كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في ترديد ما يتلقاه من جبريل مخافة النسيان فأنزل الله “سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ”، فكانت مكرمة من الله للنبي صلى الله عليه وسلم ورفعاً للمشقة بأنه لن ينسى القرآن إلاّ ما أراد الله أن ينسيه.

إقراء القرآن وتيسر اليسر، فيها لفتة لوجود علاقة بينهما فحامل القرآن ينبغي له أن يكون سهلاً ليناً وليس شديداً صعباً أو صخاباً أو حديداً (من الحدة) كما قال ابن مسعود رضي الله عنه.

*رباعية الداعي (سبح – سنقرئك – ونيسرك – فذكر) فعلى المسلم أن:

1- يذكر الله ويسبحه

2- ويقرأ القرآن

3- ويأخذ باليسر والتيسير

4- ثم ينطلق يوعظ ويذكر ويدعو الله.

*صحف إبراهيم وموسى فيها إشارة إلى وحدة الأديان عبر الزمان بأن الرب واحد وأن طريق الفلاح واحد (التزكية – الذكر – الصلاة).

واجبات:

1- التسبيح والذكر: احرص على أذكار الصباح والمساء – وعلى أذكار الختام عقب كل صلاة.

2- التدبر في عجائب صنع الله الذي خلق فسوى وقدر فهدى والتأمل في تحويل حال النبات الأخضر إلى جاف أسود.

3- إسباغ الوضوء وإحسان الصلاة المفروضة والحرص على نوافل الصلاة وصلوات القيام والوتر والضحى.

4- طلب الموعظة والسعي لها باستمرار (نصيحة – حضور درس أو سماعه أو مشاهدته – قراءة في كتاب أو موضوع …إلخ).

5- التخلق باللين واليسر واتباع منهج التيسير في الخلق والمعاملة وفي الدعوة إلى الله.

توصيات من سورة الأعلى:

1- عمل مجلس ذكر: صم يوماً صيام نافلة وخصص الوقت بين العصر والمغرب للذكر (قرآن – أذكار).

2- إحياء ليلة: قم في الثلث الأخير من الليل وحدك وقم بإحياء الوقت بقيام الليل، وجرب الإطالة في الصلاة.

3- اقرأ كتاب في فقه الطهارة والصلاة، فالطهور نصف الإيمان والصلاة عمود الدين.

4- قم بشراء مطويات أذكار الصباح والمساء، وتصدق بتوزيعها ابتغاء الثواب وحث المسلمين على ذكر الله.

5- تذخر المكتبة الإسلامية بكتب قيمة عن الذكر والدعاء ومن ذلك الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم – الأذكار للنووي – فن الذكر والدعاء لمحمد الغزالي-الأذكار لحسن البنا، ومن المفيد الاستعانة بمثل هذه الكتب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *