الإثنين , أبريل 29 2024

أبو بكر الصديق (12) تحديات دولة الصديق

قد يهمك:

سنتناول فيما يلي جزء من سيرة أبو بكر الصديق (12) تحديات دولة الصديق.

كتاب أبو بكر الصديق

أبو بكر الصديق تحديات دولة الصديق

التحديات:

لما استلم أبو بكر الحكم وسط تحديات داخليه وخارجيه ومن ذلك:

1- انقطاع الوحي فغياب النبي صلى الله عليه وسلم يعني أن الحاكم إن لم يجد ما يريده في القرآن والسنه سيحتاج إلى اجتهاده واجتهاد إلى أصحاب العلم والرأي والفقه في ضوء القرآن والسنة.

2- قرار بشأن جيش أسامه التي أمر النبي صلي الله عليه وسلم بإنقاذه قبل وفاته خاصه بعد حدوث مستجدات على الساحة.

3- اتخاذ قرار بشأن حركه المرتدين الانفصالية ومانعي الزكاة والتي بدأ ظهورها مع مرض النبي صلى الله عليه وسلم، ثم اتسعت واستفحلت بعد وفاته.

4- تثبيت دعائم الدولة الناشئة وتنظيم شؤونها الإدارية والمالية والقضائية والعسكرية والاجتماعية.

5- كيفيه التعامل مع تحريض الدولتين العظيمتين الفرس والروم ضد المسلمين.

تفرغ الصديق للخلافة:

لما استخلف أبو بكر أصبح إلى السوق وعلى رقبته أثواب يتجر بها، فلقيه عمر وأبو عبيدة فقالا: أين تريد يا خليفه رسول الله.

قال: السوق.

قالا: تصنع ماذا وقد وليت أمور المسلمين.

قال: فمن أين أطعم عيالي.

فقالا: انطلق معنا حتى نفرض لك شيئا.

فانطلق معهما ففرضوا له 250 دينار في السنة وشاة يؤخذ من بطنها ورأسها وأكارعها، فلم يكن يكفيه ذلك ولا عياله فعاود الخروج للسوق فلما علم عمر انطلق اليه يقول: تعالي هاهنا.

قال أبو بكر: لا حاجه لي في إمارتكم رزقتموني ما لا يكفيني ولا عياليز

قال: فإنا نزيدك.

قال أبو بكر: 300 دينار والشاة كلها.

قال عمر: أما هذا فلا.

فجاءه علىّ وقال لعمر: أكملها له.

قال: ترى ذلك، قال: نعم، قال: قد فعلنا.

وانطلق أبو بكر فصعد المنبر وقد كان المنبر أحد وسائل الاعلام واجتمع الناس إليه فقال: أيها الناس إن رزقي كان خمسين ومائتين دينار والشاة يؤخذ من بطنها ورأسها وأكارعها وإن عمر وعلياً كملا لي 300 دينار والشاه، أفرضيتم؟

 قال المهاجرين: اللهم نعم قد رضينا وهكذا التزم أبو بكر بالشفافية التي أعلنها في خطابه الأول ولم يضع نفسه موضع الشبهات والقيل والقال.

حلب الأغنام:

لما بويع أبو بكر بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا أغنام دارنا، وقد كان أبو بكر قبل الخلافة يحلب للحي، وقد سمع أبو بكر الجارية فقال: لعمري لأحلبها لكم وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن خُلُق كنت عليه، فكان يحلب لهن وظل أبوبكر كذلك بالسنح (موضع سكنه خارج المدينة) لكنه انتقل الى المدينة بعد سته أشهر.

العجوز العمياء:

كان عمر بن الخطاب يتعهد عجوزاً عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل ويقوم بأمرها، فكان إذا جاءها لاحظ ان أحد غيره قد جاءه وأصلح لها ما أرادت فجاءها غير مره كيلا يسبقه أحد اليها، وتمكن من رصد الذي يسبقه ليتفاجأ أنه أبو بكر وهو يومئذ خليفه.

زيارة ام ايمن:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال أبو بكر بعد وفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهيا إليها بكت فقال لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله.

فقالت: ما أبكي ألا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها.

رجال دوله الصديق:

إن أكبر ما يميز دولة الصديق أن رجال حكمه هم نفس رجال دولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد اعتمد عليهم كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأبقى الولاة والقضاء الذين اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن أكابر أركان حكم الصديق: وزيره الأول الفاروق عمر بن الخطاب وأمين هذه الأمة وأحد كبار رجالها أبو عبيدة بن الجراح، ونخبه السابقين للإسلام عثمان بن عفان، وعلى بن ابي طالب، وطلحه بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف، وزيد بن ثابت وغيرهم من القادة السياسيين والعسكريين والعلماء والفقهاء بهذا الدين.

فقد كانوا يقومون بمهام استشارية وتنفيذيه فقد كان القضاة مع عمر وبيت المال مع أبي عبيدة وكتابة الوثائق والرسائل مع زيد وأحيانا علىّ أو عثمان.

وقد سلك الصديق مسلك النبي صلى الله عليه وسلم في القيادة فكان يستشير أصحابه خاصة في مستجدات الحكم وشؤونه، وكان يقول: الحمد لله الذي جعل فينا من يحفظ عن بنينا.

وقد بدأت مشاورات الصديق مع أصحابه لمواجهه التحديات وأول هذه التحديات: جيش أسامه ومواجهه المرتدين ومانعي الزكاة.

ميراث النبي:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أردن ان يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسأله ميراثهم فقالت عائشة: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث، ما تركنا صدقة.

وتقولوا عائشة أيضا: إن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم هما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر، فقال لهما أبو بكر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال.

وبذلك فلم ترث عائشة وحفصة وبقية الزوجات وكذلك فاطمة وكل آل محمد وإنما كان أبوبكر يعطيهم من فيئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة ومن أصوال فدك وخمس خيبر ولم يتعامل معهما كميراث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *