الإثنين , أبريل 29 2024

أبو بكر (19) جمع القرآن الكريم

سنتناول فيما يلي من سيرة أبو بكر (19) جمع القرآن الكريم.

قد يهمك:

كتاب أبو بكر الصديق
كتاب قصص ومواقف | أحمد السيد

أبو بكر (19) جمع القرآن الكريم

قال تعالى: “إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”

وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول الحفاظ حيث تولى الله جمع القرآن في صدر النبي “إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ” فكانت الآية تنزل مفردة أو تنزل آيات متعددة ويحفظها النبي ويعلم موضع الآيات وترتيبها من السورة.

وكان جبريل عليه السلام يراجع القرآن على النبي مرة كل عام، وقد عرض عليه القرآن كاملا مرتين في العام الأخير للنبي صلى الله عليه وسلم.

وقد حفظ القرآن جمعٌ من الصحابة في عهد النبي.

وقد كُتب القرآن كذلك في العهد النبوي معرف الآيات والسور، أو معرف الآيات فقط، وكل سورة في صحيفة على حدة وبالأحرف (اللهجات) السبعة التي نزل بهم القرآن، فقد كان النبي يتخذ كتاباً للوحي تنزل الآية فيأمرهم بكتابتها ويرشدهم لموضعها من السورة.

ومن هؤلاء الكتبة: علي بن أبي طالب – معاوية بن أبي سفيان – أبيّ بن كعب – زيد بن ثابت

وكانت الكتابة بها مشقة فقد كانوا يكتبون في أدوات ليست يسيرة، ومن هذه الأدوات العُسُب (جريد النخل) – اللِّخَافِ (صفائح الحجاري) الكرانيف (أصل السعف) – الرِّقَاعِ (من الجلد أو الرق) – الأقتاب (الأخشاب).


ولم تكن هذه الكتابة مجمعة في مصحف عام، بل عند هذا ما ليس عند ذاك.

استشهاد الحفظة:  

في معركة اليمامة 12 هجرية استشهد سبعون قارئاً من قراء الصحابة فهلل ذلك عمر بن الخطاب فأشار على الخليفة أبي بكر الصديق بجمع القرآن خشية الضياع.

رفض أبو بكر أول الأمر وكبر عليه أن يفعل ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، لكن عمر ظل يراوده حتى شرح الله صدر أبي بكر.

تكليف زيد بن ثابت:

أرسل أبو بكر إلى زيد بن ثابت وعمره 21 عاماً لمكانته في القراءة والكتابة والفهم والعقل وأنه شهد العرضة الأخيرة للقرآن على النبي، وذلك لتكليفه بالقيام بالمهمة.

يقول زيد: بعث إلىّ أبو بكر لمقتل أهل اليمامة (بعد قتل الرواة في موقعة اليمامة) فإذا عمر بن الخطاب عنده.

قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرّ (اشتد) يوم اليمامة بقراء القرآن .. وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن كلها فيذهب كثير من القرآن، إني أرى أن تأمر بجمع القرآن.

فقلت لعمر: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله؟

فقال عمر هذا والله خير، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري الذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.

قال زيد: قال أبو بكر: وإنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبع القرآن فاجمعه.

قال زيد: فوالله لو كلفوني بنقل جبل من الجبال ما كان أثقل علىّ مما كلفني به من جمع القرآن، فتتبعت القرآن من العسب والحاف وصدور الرجال والرقاع والأكتاف.

طريقة جمع القرآن:

كان زيد يجمع المكتوب والمحفوظ في صدور الصحابة بالأحرف السبعة، وكان لا يثبت شيئاً من القرآن إلا إذا كان مكتوباً بين النبي ومحفوظاً، وكذلك من الصحابة، فلم يكن يكتفي بالحفظ دون الكتابة.

ولم يكن زيد يقبل شيئاً جاء به إلا إذا أتى معه شاهدان يشهدان أن ذلك المكتوب كتب بين يدي النبي وأنه من الوجوه (الأحرف) التي نزل بها القرآن.

وبهذا أصبح أبو بكر الصديق أول من جمع القرآن الكريم مكتوباً كاملاً بالأحرف السبعة.

وقد نال هذا الجمع الحظ الأوفر من التحرير والدقة والجمع والترتيب.

وتم حفظ صحيفة القرآن في منزل الخليفة أبي بكر.

المزيد: قصة جمع القرآن الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *