نقدم لكم مجموعة مميزة من أقوال ابن القيم عن الصبر والرضا والدعاء والشكر والتوكل.
قد يهمك:
أقوال ابن القيم عن الصبر والرضا والدعاء
أقوال ابن القيم عن الصبر والرضا:
- الحكمة من ابتلاء الله لعبده بالمحن أن الله تعالى لم يبتله ليهلكه، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته، فإن لله تعالى على العبد عبودية في الضراء، كما له عليه عبودية في السراء، وله عليه عبودية فيما يكره كما له عليه عبودية فيما يحب، وأكثر الخلق يعطون العبودية فبما يحبون، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره، ففيه تفاوتت مراتب العباد، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى.
- إذا ابتلى الله عبده بشيء من أنواع البلايا والمحن فإن ردّه ذلك الابتلاء والمحن إلى ربه، وجمعه عليه وطرحه ببابه، فهو علامة سعادته وإرادة الخير به، والشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت . وإن لم يردّه ذلك البلاء إليه بل شرد قلبه عنه ورده إلى الخلق وأنساه ذكر ربه والضراعة إليه والتذلل بين يديه والتوبة والرجوع إليه فهو علامة شقاوته وإرادة الشر به .
- إنما تحصل الهموم والغموم والأحزان من جهتين أحدهما الرغبة في الدنيا والحرص عليها، والثاني التقصير في أعمال البر والطاعة.
- ما مضى لا يدفع بالحزن، بل بالرضا والحمد والصبر والإيمان بالقدر وقول العبد: قدر الله وما شاء فعل، وما يستقبل لا يدفع أيضاً بالهم، بل إما أن يكون له حيلة في دفعه فلا يعجز عنه، وإما أن لا تكون له حيلة في دفعه فلا يجزع منه .
- الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين، من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غناً وأمناً.
- متى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نوراً وإشراقاً وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وهم وغم فامتلأ محبة لله وخوفاً منه ورضاً به وشكراً له وتوكلاً عليه.
- الرضا يفرغ قلب العبد ويقلل همه وغمه فيتفرغ لعبادة ربه بقلب خفيف من أثقال الدنيا وهمومها، وأن الرضا يخلص العبد من مخاصمة الرب تعالى في أحكامه وأقضيته، فإن السخط عليه مخاصمة له فيما لم يرض به العبد.
- قضى الله قضاء لا يرد ولا يدفع، أن من أحب شيئاً سواه عذب به ولا بد، وأن من خاف غيره سلط عليه، وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤماً عليه، ومن آثر غيره عليه لم يبارك فيه.
- الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة فكيف بغم العمر.
- تجرَّع الصبر فإن قتلك قتلك شهيداً، وإن أحياك أحياك عزيزاً.
- من لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا.
- ليس للعابد مستراح إلا تحت شجرة طوبى، ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد.
- ولولا محن الدنيا ومصائبها، لأصاب العبد من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب، ما هو سبب هلاكه عاجلا أو آجلا.
- إذا تعب العبد قليلاً استراح طويلاً، وإذا تحمّل مشقّة الصّبر ساعةً قاده لحياة الأبد.
- تمامُ الخذلان انشغال العبد بالنعمة عن المنعم وبالبلية عن المبتلي، فليس دومًا يبتلي ليعذّب وإنما قد يبتلي ليُهذّب.
- من تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر.
- الصبر طَلْسَمٌ على كنزِ السعادة، مَن حله ظفر بالكنز.
- لا تقوم التقوى إلا على ساق الصبر.
- لافرحة لمن لا هم له، و لا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شـقـاء له، ولا راحة لمن لا تعب له.
- وإذا سدَّ عليك بحكمته سبحانه طريقاً من طرقه فتح لك برحمته طريقاً أنفع لك منه.
- وملاك ذلك الصبر فإنه من الإيمان بمنزله الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس فلا بقاء لجسد.
- للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه.
أقوال ابن القيم عن الدعاء والشكر والتوكل:
قال الإمام ابن القيم:
- إذا جمع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب, وصادق وقتاً من أوقات الإجابة الستة وهي: الثلث الأخير من الليل, وعند الأذان, وبين الأذان والإقامة, وأدبار الصلوات المكتوبة, وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تنقضي الصلاة, وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم, وصادف خشوعاً في القلب, وانكساراً بين يدي الرب, وذلاً له, وتضرعاً ورقةً, واستقبل الداعي القبلة, وكان على طهارة, ورفع يديه إلى الله تعالى, وبدأ بحمد الله والثناء عليه, ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم, ثم قدّم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار, ثم دخل على الله, وألحّ عليه في المسألة, وتملقه ودعاه رغبة ورهبة, وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده, وقدم بين يدي دعائه صدقة, فإن هذا الدعاء لا يكاد يُردّ أبداً, ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة, أو أنها متضمنة للاسم الأعظم.
- ومن العدوان أن يدعو ربه غير متضرع بل دعاء مُدلِّ كالمستغني بما عنده المُدل على ربه به وهذا من أعظم الاعتداء المنافي لدعاء الضارع الذليل الفقير المسكين من كل جهة في مجموع حالاته, فما لم يسأل مسألة مسكين متضرع خائف فهو معتد.
- الشكر يكون بالقلب خضوعًا واستكانة، وباللسان ثناءًا واعترافًا، وبالجوارح طاعة وانقيادً.
- فَإِذا أَرَادَ الله بِعَبْدِهِ خيرا ورشدا أشهده أَن مَا هُوَ فِيهِ نعْمَة من نعمه عَلَيْهِ وَرضَاهُ بِهِ وأوزعه شكره عَلَيْهِ.
- مفتاح التوفيق الدعاءُ والافتقار إلى الله وعلى قدر نية العبد وهِمَّتِه يكون توفيق الله له وإعانته.
- والدعاء من أنفع الأدوية وهـو عدو البلاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل وهـو سلاح المؤمـن.
- والله تعالى يبتلي عبده ليسمع شكواه وتضرعه ودعاءه.
- ما أتي من أتي إلا من قِبَل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء، ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء.
- الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب ولكن قد يتخلف عنه أثره إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء فيكون بمنزلة القوس الرخو جداً وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام ورين الذنوب على القلوب.
- كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل.
- سر التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون إليها، كما لا ينفعه قوله: توكلت على الله مع اعتماده على غيره وركونه إليه وثقته به فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء فقول العبد: توكلت على الله مع اعتماد قلبه على غيره، مثل قوله: تبتُ إلى الله، وهو مصر على معصيته مرتكب لها.
ماشاء الله كلمات درر
الحمد لله رب العالمين