السبت , أبريل 27 2024

معركة حطين | أسباب وأحداث ونتائج

قرية حطين

نقدم لكم معركة حطين | أسباب وأحداث ونتائج ، كان صلاح الدين لا يضحك ويبرر ذلك بقوله:

“كيف أضحك والأقصى أسير”.

معركة حطين معركة فاصلة بين المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي والصليبيين بقيادة غي دي لوزينيان، وقعت في يوم السبت 25 ربيع الثاني 583 هـ الموافق 4 يوليو 1187 م بالقرب من قرية المجاودة بين الناصرة وطبريا (طبرية).

انتصر فيها المسلمون على الصليبيين، وامتدت فتوحات صلاح الدين بعدها حتى حرر مملكة بيت المقدس ومعظم الأراضي التي احتلها الصليبيون.

قد يهمك:

معركة حطين | أسباب وأحداث ونتائج

تولى صلاح الدين ملك دمشق عام 570هـ ، 1174م، بعدما استدعاه أمراء دمشق لتسلمها، لانفرط عقد الدولة النورية بسبب نزاع الأمراء على الوصاية على الأمير الصغير ابن السلطان نور الدين محمود.

ضم صلاح الدين إليه حمص وحماة ثم حلب والموصل، وبنى صلاح الدين الجبهة الإسلامية المتحدة التي امتدت تحت زعامته من جبال طوروس شمالاً حتى بلاد النوبة جنوباً.

أسباب معركة حطين

عقد صلاح الدين هدنة مع الصليبيين مدتها 4 سنوات عام 1180م، حتى يتفرغ لتنظيم دولته وترتيب أوضاعها الداخلية وإعداد جيشه للمعارك الفاصلة معهم.

قام أرناط ( رينو دي شاتيون ) حاكم الكرك وأحد بارونات الإفرنج البارزين بالاستيلاء على قافلة تجارية متجهة من مصر إلى دمشق، وأسر حاميتها وألقى بهم أسرى في حصن الكرك.

بعث صلاح الدين إلى أرناط مقبحًا فعله، وهدده إن لم يرد أموال القافلة ويطلق سراح الأسرى.

اغتر أرناط بقوته وأساء الرد وقال: “قولوا لمحمد يخلصكم”.

لم يستطع ملك القدس آنذاك غي دي لوزينيان أن يتدارك الموقف ولم يجازف بتابعه القوي رينو.

أصر أرناط على رأيه ورفض إعادة أموال القافلة وإطلاق الأسرى، فنقضت الهدنة وقرر صلاح الدين إعلان الحرب على مملكة القدس.

الأحداث قبل معركة حطين:

أعلن صلاح الدين فتح باب التطوع لمحاربة الصليبيين وأرسل مراسليه إلى الموصل والجزيرة والشام يطلب منهم دعم الجيش.

عدد المسلمين في معركة حطين:

غادرت قوات صلاح الدين التي تجمعت من مصر وحلب والجزيرة وديار بكر ودمشق في المحرم 583هـ، مارس 1187م، واتجهت إلى حصن الكرك وحاصره وحرق مزارعه، وكانت تضم حوالى 12000 فارس و 13000 من المشاة ورجال الاحتياط وأعداداً كبيرة من المتطوعين.

قسم صلاح الدين قيادة جيشه فأخذ قيادة القلب، وعين ابنه الملك الأفضل قائداً للقوات، وأعطى ابن أخيه تقي الدين عمر قيادة الميمنة، ومظفر الدين كوكبري قيادة الميسرة.

ثم اتجه إلى الشوبك، وحاصره وحرق مزرارعه كما فعل بحصن الكرك، ثم قصد بانياس بالقرب من طبرية لمراقبة الموقف.

عبرت جيوش المسلمين نهر الأردن جنوبي طبريا، ثم سارت إلى تل كفر سبت (كفر سبيت) في الجانب الجنوبي الغربي من طبريا في مكان يسمى رأس الماء بالقرب من قرية حطين بطبرية.

في 2 يوليو استولت جيوش صلاح الدين على طبرية قاطعاً على عدوه طريقه إلى الماء، فقد كان صلاح الدين يرغب في إجبار الصليبيين على المسير إليه، ليلقاهم وهم متعبون في الوقت الذي يدخر هو وجنوده قواهم، ولم يكن ذلك ليتحقيق إلا بمهاجمة طبرية.

عدد الصليبيين في معركة حطين وقائدهم:

في أثناء ذلك تجمعت القوات الصليبية تحت قيادة ملك بيت المقدس غي دي لوزينيان في مدينة صفورية، وانضمت إليها قوات ريموند الثالث أمير طرابلس ( ناقضاً الهدنة التي كانت تربطه بصلاح الدين).

حشد الصليبيون 22000 ألفاً بين فارس ورجل، والتحق بهم عدد كبير من المتطوعين حتى روي أنه زاد عددهم على 60000.

معركة حطين:

بدأت القوات الصليبية الزحف في ظروف بالغة الصعوبة في يوم 21 من ربيع الآخر 583هـ الموافق 1 من يوليو 1187م مع شدة حرارة الشمس وقلة الماء ووعورة الطريق الذي يبلغ طوله نحو 27 كيلو مترا.

في المقابل كان ينعم صلاح الدين وجنوده بالماء الوفير والظل المديد.

عندما سمع صلاح الدين بشروع الصليبيين في الزحف تقدم بجنوده نحو 9 كيلو مترات ورابط غربي طبرية عند قرية حطين.

حرص صلاح الدين على أن يحول بين الصليبيين والوصول إلى الماء في الوقت الذي اشتد فيه ظمؤهم، كما أشعل النار في الأعشاب والأشواك التي تغطي الهضبة لإجبارهم على النزول والاشتباك معهم.

كانت الريح على الصليبيين فحملت حر النار والدخان إليهم، فقضى الصليبيون ليلة سيئة يعانون العطش والإنهاك، وفي المقابل يقطع سكون الليل تكبيرات المسلمين وتهليلهم فكان يثير الفزع في قلوبهم.

أدرك الصليبيون سطح جبل طبرية المشرف على سهل حطين في 23 من ربيع الآخر 583هـ الموافق 3 من يوليو 1187م وهي منطقة على شكل هضبة ترتفع عن سطح البحر أكثر من 300 متر.

ولما وصل الصليبيون إلى السهل الواقع بين لوبيا وحطين شن صلاح الدين هجوماً ففروا إلى تلال حطين، فحاصرصلاح الدين وجيشه التلال، وأقبل الليل وتوقف القتال،

يوم حطين:

قامت معركة حطين يوم السبت الموافق 24 من ربيع الآخر 583هـ الموافق 4 من يوليو 1187م، وكان يوم شديد الحرارة فالتقى الجمعان على بعد 2 ميل من حطين، وبدأ صلاح الدين هجومه وأشعل النار في الحشائش اليابسة من تحت أقدام الصليبيين فاشتد عطشهم فاختلت صفوفهم،

قام الصليبيون بمناورة تقدم فيها قائد الفرسان ريمون الثالث أمير طرابلس بأمر من غي دي لوزينيان ملك القدس، وزحزح بهجومه هذا قوة يقودها تقي الدين عمر، فظن الصليبيين أنهم فتحوا ثغرة في صفوف صلاح الدين فاندفعوا فيها، فحاصر جيش صلاح الدين جزء من الجيش الصليبي فشطره إلى شطرين.

حاولت البقية الباقية أن تحتمي بجبل حطين، فأحاط بهم المسلمون، وقتل منهم 30000 وأسر مثلهم واستسلم الألوف منهم.

دامت المعركة نحو 7 ساعات على التوالي ووقع الملك غي دي لوزينيان ملك القدس ومعه أرناط صاحب حصن الكرك و 150 من الفرسان في أسر صلاح الدين، بالإضافة إلى العديد من القادة والبارونات، ولم ينج إلا بضع مئات فروا إلى صور واحتموا وراء أسوارها.

ضرب صلاح الدين عنق أرناط صاحب حصن الكرك لاعتدائه على الحجاج والقوافل التجارية وقال: “كنت نذرت مرتين أن أقتله إن ظفرت به: إحداهما لما أراد المسير إلى مكة والمدينة، والأخرى لما نهب القافلة واستولى عليها غدرًا”.

نتائج معركة حطين

1- هزم الصليبين هزيمة ضخمة حيث فقدوا زهرة فرسانهم، وقُتلت منهم أعداد هائلة، ووقع في الأسر مثلها.

2- شرع صلاح الدين يفتح البلاد والمدن والثغور الصليبية واحدة بعد الأخرى، فحرر طبرية وعكا وصيدا وبيروت وغزة ونابلس وعسقلان وبقية المدن من دنس الصليبيين.

3- توج صلاح الدين جهوده بتحرير بيت المقدس بعد احتلاله 91 سنة في 27 من رجب 583هـ الموافق 12 من أكتوبر 1187م في ذكرى الإسراء والمعراج، وانتزعه من أيديهم بعد قتال عنيف.

موقع معركة حطين على الخريطة:

ـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *