السبت , أبريل 27 2024

تأملات في سورة العنكبوت | نور من القرآن

تأملات في سورة العنكبوت | قبس من نور

نقدم لكم كلمات من نور تغريدات ولمحات وتأملات في سورة العنكبوت، نور من القرآن تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية.

قد يهمك:

تأملات في سورة العنكبوت | نور من القرآن

تأملات في سورة العنكبوت:

نزلت السورة في أجواء ساخنة وشدة مريبة.
وجو في مكة ملتهب:
حصار محكم وشدة مؤنة وضيق صدر جاسم
ولا سبيل في الأفق لمخرج قريب


سورة العنكبوت:

جاءت قبلها سورة القصص تمهيداً لما ينبغي أن تكون عليه المرحلة.
في القصص أجواء متشابة:
مستضعفون في الأرض مع علو وطغيان سياسي ومالي متمثل في فرعون وقارون.
وهو شبيه بطغيان مكة والطائف

وخروج موسى وهو خائف إلى مدين وهي شبيهة بالمدينة.

ثم في السورة مواطئة لأهل الكتاب مع كفار قريش وتوحدهما معاً في مناهضة الدعوة.

وبعد السرد وقفة مع مكة والبيت وأسباب الرزق وخشية الفقر.

تكاد نفس المحطات تذكر في العنكبوت لكن بسمتها الخاص

تقرير مبدئ لسنة الإبتلاءات وأنه لا تمكين بدونها.
وحكمة هذه الفتن في الحياة.
ثم تقص علينا السورة السبيل و الخلاص، متمثلاً قي المجاهدة والهجرة.

أنواع المجاهدات:

وتذكر لنا السورة أنواع المجاهدات:

مع النفس أولاً في ابتلاء الإرادة والاختيار.

مع الأهل والمجتمع عند مفاصلة الاعتقاد والاتجاه.

في الأذى بكل أنواعه النفسي والبدني.

في المساومات على المبادئ والقيم.

في لأواء الحياة وشأن الرزق.

وكل ذلك اجتمع في مرة واحدة وكأنهم قد رموا عن قوس واحدة.

معالجة الأمر:

في معالجة الأمر:
قصت علينا السورة قصص الأمم قبلنا ورموزها في قوة وصلابة المواجهات.

نوح وفتنة طول الأمد.
إبراهيم والنار.
لوط وألم البقاء مع الشواذ والمنحطين.
شعيب وبلاغة لم تجد نفعاً.

ثم تعرض عتاة المتجبرين من ناحيتين:
ناحية الكيان ..عاد وثمود.
ناحية الأفراد ..قارون وفرعون وهامان.
وكلا أخذنا بذنبه.

ثم تختم هذه الجولات بتقرير الآية الكبري التي ضرب بها المثل لهؤلاء جميعاً.

“مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”.

لتقرر الحقيقة الغائبة وهي:
حصن هؤلاء الطغاة حصن هش كبيت العنكبوت.
وبيت العنكبوت فيه اجتمعت كل الهشاشة الظاهرة والباطنة.
فهو عبارة عن خيوط فلا جدران ولا سقف ولا باب ولا نوافذ التي هي مقومات أي بيت.
ثم من الداخل فأنثاه تطرد الزوج ثم تأكل البيض فهو مهلهل داخلياً.
وهذا حقيقة كل من اتخذ من دون الله أولياء.

لماذا إذن يتسلطون ويتجبرون؟

السؤال:
فلماذا إذن يتسلطون ويتجبرون؟
لسبب واحد هو:
الوهن الذي يصيب القلب.
وهو ما تعالجه السورة.
لماذا الضعف والاستكانة ؟
وفي لمحة إبراهيم.
وقال إني مهاجر إلى ربي.
دليل الخلاص.
لكن لكي يقتنع القوم كانت الجولة الأخيرة في السورة.

أهل الكتاب:

أنتم مقبلون على أهل كتاب، وليسوا سواء:
منهم الأمين تنفعه المجادلة الحسنة.
ومنهم المتردد تنفعه الحجة البالغة.
أما الذين ظلموا منهم فليس لهم إلا السيف.

وإذا كان شأن الرزق معيقاً.
ففي أول السورة:
“فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ”.
وفي آخرها:
“يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ”.

تلمحياً وتصريحاً، بأن الهجرة هي السبيل.

ثم في إعجاز باهر:
“وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا ..”.

هذه الكلمة ( لنبوئنهم)، ذكرت مرتين في القرآن:
الأولى في النحل وليس فيها وجه قراءة إلا (لنبوئنهم).
والثانية هنا وقرأها الكوفيون (لنثوينهم) بالثاء بمعنى الإثابة والمقامة الدائمة.

والحكمة أن آية النحل ذكرت للدنيا وهي ليست دار مقام وإن مكن فيها للمؤمن.

أما هنا فذكرت للجنة وهي دار المقامة.


معركة المصحف:

معركة المصحف:
هو أول الجهاد وأكبره.
“وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا”.
ومن أجله شرعت الشريعة وفصلت.
وغايته تحقيق العبودية لتكون كلمة الله هي العليا.
ويتحرر الإنسان من أي قيد أرضي أو نفسي يعوق تحرره لله.
ولا سبيل لهذا التحرر إلا بالمجاهدة.

البداية والنهاية:


بدأت السورة:
:وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ”.
واختمت السورة:
“وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا”.

وهداية السبل تشمل:
سبل الرزق الذي دارت علية فتنة الحصار.
ولذلك جاءت بلفظ الجمع كما في سبل النحل.
“فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا”.
وهو من الخير العاجل.
وتشمل سبيل الهداية والجنة، وهو الخير الباقي.
“وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى”.
وكلا الأمرين يتحققان بالمجاهدة.
حينما يحفهما الصبر والتوكل.

البداية والنهاية:

البداية صدق والنهاية إحسان.
يبتلي المؤمن ليختبر صدقه.
“فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا”.
ثم يجاهد ليتحقق إحسانه.
“وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ”.
ومن صح بدءه كمل سيره وحسن ختامه.

2 تعليقات

  1. جميلة جدا

  2. بارك الله فيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *