الخميس , سبتمبر 19 2024

‏أصول الفقه وبناء الهندسة العقلية

نقدم لكم كلمات من نور تغريدات بعنوان ‏أصول الفقه وبناء الهندسة العقلية، قبس من نور، تغريدات ومواعظ و كلمات قلبية.

قد يهمك:

‏أصول الفقه وبناء الهندسة العقلية

إنما العلم إدراك حقيقة المعنى، وعمق أصول الفقه هو تكوين العقلية الواعية.

فهو في الحقيقة أصول الفهم الصحيح، وتكوين وهندسة العقل السليم.

الأصول والقواعد والمقاصد:

أصول الفقه هي قانون الاستنباط والاستدلال، وبقواعد الأصول نقف على مدارك الأحكام.

وأي اعتراض على الأصول معناه نقض البناء بأكمله.

فالأصول بنيت عليها جزئيات كثيرة دار عليها فقه الإسلام الشامل، فنقضها معناه عبث في الدين وسير على غير هدى.

وفي الأصول حفظ للدين من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ولا يتصدى لذلك إلا العالم الفذ ذو العقلية الفذة.

وقواعد الأصول حاكمة عند الاحتجاج وإليها يرجع النظر والتفكير، وإلا دار الناس في دائرة مفرغة في البحث والنظر

وفي المقاصد والغايات معرفة للمعالم وإجمال لمعان الإسلام الكلية، فيكتسب الناظر بها التفكير الصحيح.

المنطق واللغة وعلم الكلام:

استمد علم أصول الفقه من هذه الثلاثة قواعدها الكلية التي تعين على تكوين عقلية المجتهد، ولب العلاقة بين الأصول وهذه العلوم هو المدد الذي يغذي العقل تفكيراً واستدلالاً وحجة.

المنطق و الشرع:

من مهمات الإدراك أن ينطلق المفكر من مفردات ثابتة يحتكم بها عند الإلتباس.

ومن هنا كان علم المنطق بشقه الإيجابي المقبول مقدمة ومعيار، حتى يكون التأسيس على منهجية علمية للتفكير الموضوعي ومنهجية للاستدلال والاستنباط خاصة في تحديد المفاهيم.

ومن خلال التراكم المعرفي تنشأ العلاقات بين كثير من المعاني.

وقاعدة المعلومات المتولدة من هذه العلاقات هي:

(المسلمات.. والبدهيات.. والتجربات.. والحدسيات ..والمشاعر.. والوجدانيات).

وعلى قدر سلامة الحواس وانضباط المشاعر وصدق الأخبار تكون سلامة المدركات، ثم الاستدلال حتى يسلم الحكم
وعلى قدر الاختلال في المقدمات يكون اختلال النتائج.

وعلم المنطق هو منطق العقل.

وعلم الأصول هو منطق الشرع.

ولا يتعارضان.

وفاق فقهاء المسلمين فقهاء الرومان باستخلاصهم من النصوص الشرعية أصولاً ومبادئ وقواعد كلية هي أصول الاستنباط والأحكام.

فعلم أصول الفقه امتزج فيه العقل بالسمع، واصطحب فيه الرأي بالشرع، ومنطق التفكير عند الأصوليين هو هو عند المناطقة، لكن الفارق أن المواد الخام عند المناطقة عقلية مجردة أو حسية أو عادية.

وزاد عليها الأصوليون الوحي الثابت وما دل عليه.

الأصول واللغة، المفهوم والدلالة:

المفاهيم هي أول أولويات البحث العلمي.

والمصطلح في الوعي بوابة تنظيم الفكر وأداة لتقويمه وآلة لتحصيته.

وتحريف المفاهيم وتحريف المصطلحات هو علامة على الفتن الكبرى ونهاية الزمان.

والحد أول سلم إدراك الحقيقة، ولذلك جعل الأصوليون التعريف والحد مبدأ القضايا ومقدمة الاستدلال.

ومدارك الإدراك عند الأصوليين خمسة:

(الجهل.. والوهم.. والشك ..والظن ..والعلم).

واهتموا بها حتى تكون العلوم مقننة ومنضبطة ويراعى فيها الوصول إلى النتائج الصحيحة.

وحرص الأصوليون على بيان الفروق بين المصطلحات المتقاربة والمشتركة والمترادفة، وجعلوا لذلك علما خاصاً تجب مراعاته.

وإذا كان علم أصول الفقه:

هو معرفة دلائل الفقه إجمالية وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد.

فجزء كبير من هذا يتوقف على معرفة اللغة، لأنها السبيل لذلك كله، ولأن الدليل يعترضه كثير من:

(الخصوص والعموم والإطلاق والتقييد والحقيقة والمجاز والتأسيس والتوكيد والحذف والإضمار …).

وعلى إثر هذه الفوارق نشأ الخلاف والجدل.

والدلالات أوسع أبواب الأصول.

ولدقة العبارة أهمية كبرى عند الأصولي حتى يتجرد المعنى اللغوي.

والجزم بالترجيح والتعصب لأهل المقالات دون دليل ليس من دأب أهل الأصول، والبحث عن الحقيقة والتجرد لها منهج أصولي.

الأصول وعلم الكلام:

علم الكلام جوهره:

أنه علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإسلامية بالأدلة العقلية للرد على المبتدعة.

واستمد منه الأصوليون الأحكام الشرعية من حيث تصورها مع الاعتقاد والترجيح.

وعلم الجدل له أصوله وهو مبني على المناظرة ولها آدابها.

ومنهاج ترتيب الأدلة علم واسع كما لترتيب الحجاج منهاج.

واعتنى الأصوليون بقوادح الأدلة وترتيبها، وهذا كله مستمد من روح علم الكلام، لكنه في الأصول مختص بالأحكام وأدلتها.

ولعل في هذه الأبواب تمحيص كبير لمدى العقلية الدقيقية الفاحصة.

وما المذاهب الفقهية إلا تنوع في العقلية وتعامل من زوايا مختلفة مع الأدلة.

وكل ما كان معيناً على الفهم السديد وتفنيداً للفهم الخاطئ فهو من جملة أصول الفقه.

سواء كان من صلب العلم أو من مقدماته أو من مبادئه أو من لواحقه، وما وضع تعريف أو تقسيم أو استدلال إلا لضبط المدركات وما يرد عليها وما يزيد.

الفهم:

وأعظم منة على العبد أن يهبه الله فهماً لخطابه، فينور به فؤاده.

والفهم كرامة من الله على العبد وهو درجة فوق العلم والمعرفة.

ومن آتاه الله الفهم فقد آتاه الحكمة.

(ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ).

وتظهر آثار هذه الحكمة في التوفيق الإلهي في العمل والتقييم.

وصفوة الخلق هم العلماء العاملون المجاهدون الربانيون الذين أبصروا الدنيا وأبصروا الآخرة.

(فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *