الأربعاء , أبريل 24 2024

سورة القلم 1 : 33 | تفسير وشرح ودروس

فيما يلي تفسير وشرح ودروس سورة سورة القلم 1 : 33 ضمن سلسلة تدبر القرآن الكريم التي كتبها أحمد السيد، والتي تتضمن دروساً وفوائد من الآيات مع واجبات ووصايا نهاية السورة.

قد يهمك:

سورة القلم 1 : 33 | تفسير وشرح ودروس

معاني كلمات سورة القلم:

غير ممنون غير منقوص ولا ممنوع.
تدهن تصانع أو تتنازل عن بعض ما أنت عليه من الحق.
هماز ينتقص الناس بإشارة بالعين أو باليد.
زنيم يمشي بالوشاية والنميمة بين الناس لإفساد ذات بينهم.
مناع للخير يمنع العطاء والإنفاق ويبالغ في المنع.
أثيم كثير الإثم.
عتل غليظ فاحش.
زنيم مدعي الانتساب للقوم وهو ليس منهم، وقيل المنسوب لغير أبيه.
سنسمه على الخرطوم نرسم على أنفه وسماً أسوداً.
أصحاب الجنة المقصود أصحاب الحديقة في القصة الشهيرة.
ليصرمنها ليقطعن ثمرها.
كالصريم كسواد الليل.

قصة أصحاب الجنة:

كان بأرض اليمن حديقة كبيرة عظيمة الثمار والخيرات، يملكها رجل صالح يؤدي حق الله فيها في إعطاء المساكين من رزقها، فلما مات وورثه أولاده قرروا فيما بينهم أن يستفيدوا بكل خيراتها ويمنعوا حق المساكين الذي كان يفعله أبوهم.

فبخلوا واتفقوا أن يقطفوا ثمارها في الصباح الباكر قبل أن يعلم المساكين.

وبسبب منعهم عاقبهم الله بأن أرسل على الحديقة ببلاء أحرقها كاملة حتى تفحمت وأصبحت كسواد الليل.

مقدمة:

لما ظهر الداعي الأول صلى الله عليه وسلم بالقرآن ودعوة الإسلام واجه صدوداً من المشركين وتكذيباً بالقرآن وباليوم الآخر وبنبوته.

حاولوا أن يسطروا بالقلم تأليف كلمات في القرآن ففشلوا، واتهموا الداعي بأنه مجنون، أو معلم مجنون، أو شاعر مجنون، وأنه مثير الفتنة، وأنه لا يعقل ما يقول، وأنه على ضلال مبين.

وشككوا في حقيقة يوم القيامة، وزعموا أنه لو كان حقيقة فسيكون مصيرهم الجنة كما حالهم في الدنيا عندهم حدائق عندهم حدائق وأموال وبنين.

وحاول المشركون استمالة الداعي ليتراجع عن بعض ما يدعوا إليه، فطلبوه تارة بإلغاء بعض الآيات، وتارة بإبعاد الضعفاء، وتارة بالتقريب بين الأديان.

وكان صدر النبي صلى الله عليه وسلم يضيق بما يقولون، وكاد صبره أن ينفد بسبب أكاذيبهم، فنزلت السورة تعزز وتدعم الداعي وتؤكد الإيمان بالقرآن واليوم الآخر بالدليل ، وتصحح المفاهيم الخاطئة عن نعمة المال والولد والسلطة ودحض حجج المكذبين.

شرح سورة القلم:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)

أقسم بحرف النون والقلم وما يسطرون وما يكتبون، ما أنت بنعمة ربك ( الوحي والقرآن ) بمجنون كما يزعمون، وإن لك لأجراً غير منقوص ولا مقطوع، وذلك على جهدك في الإنذار والتبليغ، وإنك لعلى خلق عظيم، جمعت مكارم الأخلاق و شمائل الصفات.

فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون؟

وستكشف الأيام من منكم على ضلالة ومن على الهدى، ولن يضرك كيدهم، يكفي أن الله يعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين.

فلا تطع أي شخص كذاب، كثير الحلف، حقير، هماز، يمشي بالوشاية للإفساد بين الناس، مناع للإنفاق على المساكين، غليظ فاحش، وبعد كل ذلك فهو ملتصق بالقوم ينسب نفسه إليهم وهو ليس منهم، لأنه ذا مال وبنين، إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير وخرافات القدامى.

سنرسم على أنفه وسماً أسوداً فيلازمه العار والفضيحة أمام الناس.

إنا بلونا هؤلاء بالمال كما بلونا أصحاب الجنة حين أقسموا ليقطفن ثمرها في الصباح الباكر كاملة ولا يستثنون منها نصيباً للمساكين.

فطاف على الحديقة طائف وبلاء من ربك وهم في غفلة نائمون، فاشتعلت فيها النيران حتى تفحمت وأصبحت كسواد الليل.

وفي الصباح تنادوا أن هيا اذهبوا مبكرين إن كنتم مصرين وصارمين.

فانطلقوا وهم يتحدثون في سرية وتخافت فيما بينهم ويقولون:

لن يدخل الحديقة اليوم أي مسكين.

وصاروا على عزمهم السيء تتملكهم الجرأة في الباطل والقدرة على التنفيذ، فلما رأوها أصابتهم الدهشة والمفاجأة حتى ظنوا أنهم قد ضلوا الطريق فقالوا:

إنا لضالون.

فلما أمعنوا النظر وتأكدوا أنها هي هي قالوا نادمين:

بل نحن محرومون لقد ضاعت الحديقة وضاعت ثروتنا.

قال أوسطهم وأعقلهم رأياً:

ألم أقل لكم لو أنكم تسبحون الله وتؤدون حقه لكان خيراً لكم؟

قالوا نادمين:

سبحان ربنا إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلومون فيمن تسبب في الخسارة حتى أقروا معترفين:

يا وليلنا إنا كنا طاغين، فقد تجاوزنا الحد ومنعنا حق المسكين، عسى ربنا أن يبدلنا خير منها إنا إلى ربنا راغبون.

كذلك العذاب لمن جحد، ومنع، وأغلظ، وكذب، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.

دروس وفوائد:

(1) خلق النبي صلى الله عليه وسلم

  • “وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”.
  • عن عائِشةُ رضي الله عنها قالَتْ: “كان خُلُقُه القُرآنَ”.
  • لقد كان النبي صلى الله عليه عظيم الخلق محلى بصفات الكمال ومن ذلك أنه:

– كان حليماً، يعفو عند المقدرة، ويصبر على المكاره وما انتقم لنفسه إلا أن تنهك حرمة الله، كان أبعد الناس غضباً وأسرعهم رضى.

– كان جواداً كريماً، أجود بالخير من الريح المرسلة، يعطي عطاء من لا يخاف الفقر.

– كان أشجع الناس، مقبل غير مدبر، إذا حمي الوطيس احتمى به أصحابه.

– كان أشد حياء من العذراء في خضرها، لا يثبت نظره في وجه أحد، خافض الطرف لا يشافه__ أحداً بما يكره – حياء وكرم نفس – ولا يسمي رجلاً ظهر منه عيباً بل يقول” ما بال أقوام يصنعون كذا”.

– كان أعدل الناس، وأعفهم، وأصدقهم لهجة، وأعظمهم أمانة.

– كان أشد الناس تواضعاً، وأبعدهم عن الكبر، يعود المساكين، ويجالس الفقراء، ويجيب دعوة العبد، ويجلس في أصحابه كأحدهم.

– كان دائم البشر، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ.

– كان يخسف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل بيده، ويحلب شاته، ويخدم نفسه.

– كان أوفى الناس بالعهود، وأوصلهم للرحم، وأعظمهم رحمة للناس، كان أحسن الناس عشرة وأدباً، لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا لعاناً ولا صخاباً، ولا يجزي السيئة بسيئة لكن يعفو ويصفح.

– كان في بعض أسفاره فأمر بإصلاح شاة، فقال رجل علي ذبحها، وقال أخر :علي سلخها، وقال أخر علي طبخها، فقال صلى الله عليه وسلم وعلي جمع الحطب.

فقالوا: نحن نكفيك.

فقال: قد علمت أنكم تكفونني، ولكني أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبد أن يراه مميزاً بين أصحابه.

  • يقول الشيخ محمد الغزالي:

لقد قرأنا أدب النفس لأرسطو ولأمثاله من الفلاسفة، وقرأنا أدب النفس لمحمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، فوجدنا ما تخيله الأولون واصطنعوا له بعد العناء صوراً بعضها كامل وبعضها منقوص، وجدناه قد تحول إلى حقائق حية تجسد فيها الكمال وأضحى سيرة رجل، وأدب أمة، وشعائر دين ضخم. ذلكم هو أدب النفس لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

  • “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ”.

الأحزاب 21

(2) آفات اللسان:

إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد اتصف بالخلق العظيم، فإن الذين يتهمونه بالجنون والضلال قد وصموا بمجموعة من الآفات الذميمة البغيضة اجتمع أكثرها في اللسان،

” حلاف، مهين، هماز، مشاء بنميم، مناع للخير، معتد، أثيم، عتل، بعد ذلك زنيم”.

وفيما يلي آفات اللسان الواجب اجتنابها:

1- الكذب:

*في حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: “…وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا.

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

*عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ”.

متفق عليه

2 – الغيبة:

*”وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”.

الحجرات 12

*عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :

« أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ »

قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ « ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ».                                

قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ :

« إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ »

رواه مسلم

3 – النميمة:

*”هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ”.

سورة القلم 11

*عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على قبرينِ فقال: ( إنَّهما ليُعذَّبانِ وما يُعذَّبانِ في كبيرٍ ثمَّ قال: بلى أمَّا أحدُهما فكان يسعى بالنَّميمةِ وأمَّا الآخَرُ فكان لا يستنزِهُ مِن بولِه”.

رواه ابن حبان

*عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: “بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ”.

رواه مسلم.

4 – المجاهرة بالمعصية:

*عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”كلُّ أُمَّتي مُعافًى إلا المجاهرين ، و إنَّ من الجِهارِ أن يعملَ الرجلُ بالليلِ عملًا ثم يُصبِحُ و قد ستره اللهُ تعالى فيقولُ : عملتُ البارحةَ كذا و كذا ، و قد بات يسترُه ربُّه ، و يُصبِحُ يكشفُ سِترَ اللهِ عنه”.

صحيح الجامع

*عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يَسْتُرُ عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره اللهُ يومَ القيامةِ”.

رواه مسلم.

5 – السب واللعن والفحش:

*عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ” لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلاَ اللَّعَّانِ وَلاَ الفَاحِشِ وَلاَ البَذِيءِ”.

رواه الترميذي وقال حديث حسن.

*عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سِباب المسلم فسوقٌ، وقتاله كفرٌ”.

متفق عليه

*عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لاَ يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا””.

رواه البخاري ومسلم.

*عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.

رواه مسلم

6 – قول الزور:

*”وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ”.

الحج 30

*”وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ “.

الفرقان 72

*عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ”.

رواه البخاري

7 – الخوض في الأعراض:

*”وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا”.

الأحزاب 58

*عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : “كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ”.

رَوَاهُ مُسْلِمٌ

*عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “َلمَّا عُرِجَ بي مَرَرْتُ بِقومٍ لهُمْ أَظْفَارٌ من نُحاسٍ ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وصُدُورَهُمْ ، فقُلْتُ : مَنْ هؤلاءِ يا جبريلُ ؟

قال : هؤلاءِ الذينَ يأكلونَ لُحُومَ الناسِ ، ويَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِمْ .

رواه أبو داود

*عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن قَذَفَ مَمْلُوكَهُ بالزِّنا، يُقامُ عليه الحَدُّ يَومَ القِيامَةِ، إلَّا أنْ يَكونَ كما قالَ”.

متفق عليه.

8 – الثرثرة والتشدق:

*عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : “إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ (أي كثيرو الكلام تكلفاً)، وَالْمُتَشَدِّقُونَ ( أي المتطاولون على الناس) ، وَالْمُتَفَيْهِقُونَ.

قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيقهون؟ قال: المتكبرون”.

رواه الترمذي وقال حديث حسن.

*عَنْ ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قَالَهَا ثَلَاثًا”. ( المتنطعون: المبالغون في الأمور)

رواه مسلم

*عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ”.

رواه مسلم

*عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ”.

رواه مسلم.

9 – حديث الظنون:

*عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَن رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِيّاكُم وَالظّنّ. فَإِنّ الظّنّ أَكذَبُ الحَدِيثِ.

متفق عليه.

10 – إفشاء الأسرار:

*عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : “إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ بِالْحَدِيثِ ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ”.

رواه الترميذي وأبو داود وصححه الألباني.

*عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ مَجَالِسَ سَفْكُ دَمٍ حَرَامٍ أَوْ فَرْجٌ حَرَامٌ أَوْ اقْتِطَاعُ مَالٍ بِغَيْرِ حَقٍّ “.

رواه أحمد وأبو داود

(3) دروس قصة أصحاب الجنة:

1- كثرت الأموال والأولاد ليس دليل على رضى الله، وإنما هي ابتلاء يبلو الله بها عباده لينظر هل سيوفون حق الله وشكره أم لا.

2- الكوراث وزوال النعم، قد تكون من الله كما في قصة أصحاب الجنة، وقد تكون إبتلاء للعبد المؤمن.

3- من بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، ففي ليلة واحدة ضاعت ثروة أصحاب الجنة وتبدل حالهم.

4- الصدقة تطفئ غضب الرب، وإعطاء المساكين حقهم تتطهر المال وينميه.

5- التسبيح” لولا تسبحون” وشكر الله على نعمه يؤدي للزيادة والنماء ولئن شكرتم لأزيدنكم.

6- الآيات لم ترو القصة كاملة ولكنها ركزت على الصفات الدنيئة التي جلبت الهلاك، والتي تتشابه مع صفات المكذبين لتوجيه إنذار لهم من عاقبة أصحاب الجنة عليهم.

(4) فوائد أخرى:

  • “ن”:

هذا الحرف هو أكثر حروف سورة القلم، ومذكور في كل آية من آياتها عدا الآيتين 20 و 40

وهما “فأصبحت كالصريم”، “سلهم أيهم بذلك زعيم”.

  • “ن والقلم وما يسطرون”:

فيها تحدي لإعجاز القرآن، فحرف النون وأمثاله هي ذات حروف اللغة العربية التي كتب بها القرآن، والقلم موجود بين أيديهم، ورغم أنهم فطاحل اللغة وعظماء الشعر وأصل العرب والعربية إلا أنهم عاجزون أن يأتوا بمثل هذا القرآن، والسبب أن كلام الله ليس ككلام الناس، وتأثيره ليس كتأثيرهم، وفيه روح وهداية ليست في كلام الناس.

  • أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم تعد مرجعاً أخلاقياً وعلمياً لأسس الذوق الرفيع، والعلاقات الدبلوماسية، ودورات تنمية الذات الأخلاقية، ومبادئ الذكاء الاجتماعي والذكاء الوجداني.

واجبات:

1- الاقتداء بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم.

2- الانفاق وإعطاء حق الفقراء والمساكين.

3- إمساك اللسان وتجنب آفات اللسان.

توصيات:

قم بتقييم أخلاقك بمصارحة نفسك اعتماداً على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم، ومقارنة بأخلاق المكذبين، وحدد مقدار ونسبة ما تتحلى به وما ينقصك، وخطط لاستكمال النقص، وانهض للتغيير إلى الأحسن.

تدبر جزء عمّ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *