نقدم لكم قصة الأصمعي مع الأعرابي الشاعر مكتوبة في إحدى جولاته في البادية حول مأدبة طعام.
الأصمعي وهو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي من البصرة (123 هـ- 216 هـ/ 741 – 831 م)، أحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان.
كان كثير الطواف في البوادي يقتبس من علومها وأخبارها ويقصها على الخلفاء، ويأخذ مقابلها العطايا والجوائز، وكان يسميه الرشيد شيطان الشعر.
قد يهمك:
قصة الأصمعي مع الأعرابي الشاعر مكتوبة
يحكى عن الأصمعي وهو في جولاته في البادية أنه قد تم فرش مأدبة طعام ممتلئ بالسمن وكان يحضرها الأصمعي، فجاء أعرابي
وجلس على المائدة من غير دعوة، فمد يده يأكل وكان السمن يسيل من بين أصابعه فيسيل على الغبار الذي علي يديه فيصنع خطوطاً.
فقال الأصمعي – وقد أراد أن يضحك القوم على الأعرابي – يا أعرابي:
كأنك أثلة في أرض هش *** أصابها وابل من بعد رش
فالتفت إليه الأعرابي وعينه محمرة وقال للأصمعي:
كأنك بعرة في إست كبش *** مدلاه وذاك الكبش يمشي
فضحك الجميع على الأصمعي وشعر بالحرج وقال: يا أعرابي كأنك تجيد الشعر؟
فقال الأعرابي كيف لا أجيده وأنا أبوه وأمه!
فقال الأصمعي له: عندي قافية تريد عطاءً (فغصت في بحار العربية فما وجدت أصعب من قافية من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها) فقال يا أعرابي :
قوم بنجد عهدناهم *** سقاهم الله من النو
أتدري ما النو يا أعرابي؟
فالتفت الأعرابي إليه وقال له:
نو تلألأ في دجي ليلة *** حالكة مظلمة لو
فقال الأصمعي له: لو ماذا؟
فقال الأعرابي:
لو صار فيها راكب لانثني *** على بساط الأرض منطو
فقال الأصمعي له منطو ماذا؟
قال الأعرابي:
منطوي الكشح هضيم الحشا *** كالباز ينقض من الجو
فقال الأصمعي له جو ماذا؟ (وقد كان يزيد الأسئلة حتى يصعب عليه).
فقال الأعرابي:
جو السما والريح تعلو به *** اشتم ريح الأرض فاعلو
فقال الأصمعي: أعلو ماذا؟
قال الأعرابي:
فاعلوا لما عيل من صبره *** فصار نحو القوم ينعو
قال الأصمعي: ينعو ماذا ؟
قال الأعرابي:
ينعو رجالاً للقنا شرعت *** كفيت بما لاقوا ويلقوا
قال الأصمعي: يلقوا ماذا ؟
قال الأعرابي:
إن كنت لا تفهم ما قلته *** فأنت عندي رجل بو
قال الأصمعي: بو ماذا ؟
قال الأعرابي:
البو سلخ قد حشي جلده *** بأظلف قرنين تقم أو
قال الأصمعي: أوْ ماذا ؟
قال الأعرابي:
أو أضرب الرأس بصيوانةٍ *** تقـول في ضربتها قـو
قال الأصمعي: فخشيت أن أقول قو ماذا، فيأخذ العصى ويضربني.
ذات صلة:
ظريفة جدا😂
مع ان الأعراب تميزوا بالفصاحة الا ان الصور الذي رسمها الاغلبية أنهم اغبياء