الجمعة , أبريل 19 2024

غزوة خيبر

نتناول في هذه المقالة الأحداث ما بين الحديبية وفتح مكة (غزوة خيبر) من كتاب السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث للدكتور على محمد الصلابي، باختصار وتصرف.

ذات صلة:

غزوة خيبر

تاريخها وأسبابها:

كانت في محرم 7 هـ (وقيل صفر أو ربيع الأول أو جمادي الأولى).

لم يظهر يهود خيبر العداء حتى نزل فيهم زعماء بني النضير بعد جلائهم من ديارهم ومن أبرزهم سلام بن أبي الحقيق وكناية بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب وقد تزعموا الانتقام من المسلمين وألبوا الأحزاب ودفعوا الأموال لأجل ذلك وأقنعوا بني قريظة بالغدر وقد تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد صلح الحديبية.

مسير الجيش إلى خيبر:

سار المسلمون بروح عالية رغم علمهم بمنعة حصون خيبر، وساروا يكبرون ويهللون بأصوات مرتفعة فطلب منهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفقوا بأنفسهم: أيها الناس إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم.

وكان عامر بن الأكوع يحدوا بالقوم:

اللَّهُمَّ لَوْلَا أنْتَ ما اهْتَدَيْنَا … ولَا تَصَدَّقْنَا ولَا صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا … وثَبِّتِ الأقْدَامَ إنْ لَاقَيْنَا

إنَّ الأُلَى قدْ بَغَوْا عَلَيْنَا … وإنْ أرَادُوا فِتْنَةً أبيْنَا

فقال صلى الله عليه وسلم: من هذا السائق؟ قالوا: عامر بن الأكوع. قال: يرحمه الله.

قال عمر: وجبت يا نبي الله، لولا متعتنا به.

عين خيبر

بعث النبي صلى الله عليه وسلم عباد بن بشير في سرية استطلاعية يلتقط أخبار العدو، فلقى عيناً لليهود من أشجع فقال: من أنت؟ قال: باغ أبتغي أبعرة ضلت لي وأنا على إثرها. قال عباد: ألك علم بخيبر؟ قال: عهدي بها حديث، فيم تسألني عنه؟ قال: عن اليهود. قال: نعم كان كنانة بن أبي الحقيق وهوذة بن قيس ساروا في حلفائهم من غطفان فاستنفروهم وجعلوا لهم ثمر خيبر سنة.

فجاءوا معدين مؤيدين بالكراع والسلاح يقودهم عتبة بن بدر ودخلوا معهم في حصونهم وفيهم عشرة آلاف مقاتل وهم أهل الحصون التي لا ترام، وسلاح وطعام كثير لو حصروا لسنين لكفاهم، وماء وأنى يشربون في حصونهم، ما أرى لأحد بهم طاقة.

فرفع عباد بن بشر السوط فضربه ضربات وقال: ما أنت إلاّ عين لهم، واصدقني وإلاّ ضربت عنقك.

فقال الرجل: القوم مرعوبون منكم خائفون، وجلون لما صنعتم بمن كان بيثرب من اليهود، وقال لي كنانة: اذهب معترضاً للطريق فإنهم لا يستنكرون مكانك واحذرهم لنا، وادن منهم كالسائل لهم ما تقوى به، ثم ألق إليهم كثرة عددنا ومادتنا، فإنهم لن يدعو سؤلك، وعجل الرجعة إلينا بخبرهم.

مشارف خيبر:

لما وصل المسلمون مشارف خيبر قال صلى الله عليه وسلم: قفوا ثم قال: اللهم رب السماوات وما أظللن ورب الأرضين وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها أقدموا بسم الله.

وضرب المسلمون خيامهم بوادي الرجيع بين غطفان وخيبر لقطع إمدادهم فيما بينهما ولما أصبح الصبح خرجت اليهود بمساحيهم (المجرفة) ومكاتلهم (المقاطف) فلما رأوا جيش المسلمين قالوا: محمد والله، مجد والخميس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.

تساقط الحصون:

فتح المسلمون حصون خيبر واحداً تلو الآخر وقد واجه المسلمون مقاومة شديدة في بعضها منها حصن ناعم الذي استشهد فيه محمود بن مسلمة الأنصاري حيث ألقى عليه “مرحب” رحى من أعلى الحصن، والذي استغرق فتحه 10 أيام، وكانت الراية مع أبي بكر ثم أعطاها لعلي ففتح الله له.

وكان سيدهم “مرحب” سبباً في استشهاد عامر بن الأكوع، لكن عليّ بارزه وقتله.

ووردت روايات أن علياً تترس بباب عظيم لكنها روايات ضعيفة لا يعتمد عليها.

ثم توجه المسلمون إلى حصن الصعب بن معاذ وافتتحوه بعد 3 أيام ووجدوا فيه طعاماً ومتاعاً كثيراً.

ثم حصن قلعة الزبير الذي آوى الفارين من حصني ناعم والصعب وغيرها فقطع المسلمون عنهم الماء فنزلوا لقتال المسلمين وانهزموا بعد 3 أيام وبذلك تمت السيطرة على منطقة النطاة (ناعم – الصعب – الزبير) ثم توجهوا إلى حصون منطقة الشق وبدأوا بحصن “أبي ” ثم “نزار” وفتحوهما ثم القموص والوطيم والسلالم في فحاصرهم المسلمين 14 يوماً حتى طلبوا الصلح.

وبذلك سقطت كل خيبر، فسارع أهل فدك شمالي خيبر إلى طلب الصلح فوافق النبي صلى الله عليه وسلم، وحاصر النبي صلى الله عليه وسلم وادي القري فاستسلمت وغنم المسلمون أموالاً كثيرة وتركوا الأرض والنخل بيد اليهود، ثم صالحت يتماء كصلح خيبر ووادي القرى.

وقتل في معارك خيبر 93 رجلاً وسبيت النساء والذراري منهن صفية بنت حيي بن أخطب فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها.

واستشهد من المسلمين 20 أو 15

الأعرابي الشهيد:

*جاء رجل من الأعراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن واتبعه فقال: أهاجر معك؟ فأوحى به أصحابه فلما كانت غزوة خيبر غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فقسمه وقسم الأعرابي وقد كان يرعى ظهرهم. فأخذه فجاء به للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا يا رسول الله؟ قال: قسم قسمته لك. قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا – وأشار إلى حلقه – بسهم فأموت فأدخل الجنة.

فقال: إن تصدق الله يصدقك. ثم نهض لقتال العدو فأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم مقتولاً. فقال: أهو هو؟ قالوا: نعم. قال: صدق الله فصدقه. فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبته ثم قدمه فصلى عليه وكان من دعائه له: اللهم إن هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك، قتل شهيداً، وأنا عليه شهيد.

الراعي الأسود:

وجاء عبد حبشي أسود من أهل خيبر يرعى غنماً لسيدة، فلما رأى أهل خيبر قد أخذو السلاح سألهم: ماذا تريدون؟ قالوا: نقاتل هذا الذي يزعم أنه نبي، فوقع في نفسه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل بغنمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله: ما تقول؟ وما تدعوا إليه؟ قال: أدعوا إلى الإسلام وأن تشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله وألا تعبد إلا الله.  قال العبد: فما لي إن شهدت وآمنت بالله عز وجل. قال: لك الجنة إن مت على ذلك.

فأسلم ثم قال: يا نبي الله، إن هذه الغنم عندي أمانة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرجها من عندك وارمها (بالحصباء) فإن الله سيؤدي عنك أمانتك.

ففعل فرجعت الغنم إلى سيدها اليهودي الذي أدرك أن غلامه قد أسلم. ولما بدأ القتال كان العبد الأسود فيمن قتل، فجاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لقد أكرم الله هذا العبد وساقه إلى خيبر، ولقد رأيت عند رأسه اثنتين من الحور العين ولم يصل لله سجدة قط.

بطل إلى النار

كان في جيش المسلمين بخيبر رجل شجاع لا يدع المشركين شاردة ولا واردة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فذكر عند رسول الله فقال: أما إنه من أهل النار. فتعجبوا وتتبعه أحدهم حتى إذا ما جرح واشتدت جراحته واستعجل الموت، وضع سيفه على الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه.

فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الخبر قال: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

البخاري

قدوم جعفر بن أبي طالب:

كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل عمرو بن أمية الغمري إلى النجاشي يطلب منه عودة جعفر وصحبه، فحملهم النجاشي في سفينتين ووصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح خيبر، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم جعفراً بين عينيه وقال: ما أدري بأيهما أنا أسر، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر.

وقد عادوا بعدما مكثوا بضعة عشر عاماً.

فضل مهاجري الحبشة:

دخل عمر على حفصة وعندها أسماء بنت عميس (ممن عادوا من الحبشة) فقال: من هذه؟ قالت أسماء: ابنة عميس، قال: الحبشية هذه؟ البحرية هذه؟ قالت: نعم قال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله منكم. فغضبت وقالت: كلا والله كنت مع رسول الله يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في أرض البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله وفي رسول، وايم والله لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أذكر ما قلت لرسول الله وأسأله، والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه.

فلما أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان.

فأخذت أسماء هذا الوسام ووزعته على جميع المهاجرين ففرحوا بذلك.

وقد أشركهم النبي صلى الله عليه وسلم في مغانم خيبر بعد أن استأذن من الصحابة الذين شاركوا في الفتح.

تقسيم الغنائم:

كانت غزوة خيبر من أكثر الغزوات غنائم وتم توزيعها كالآتي:

1-الطعام: أباح رسول الله الأكل منه ولم يخمسها.

2-الثياب والأثاث والإبل والبقر والغنم: قسمها أخماس.

3-السبي: وزعها على المسلمين كحكم الغنيمة أخماس.

4-الأراضي والنخيل: قسمها 3600 سهم، وجعل نصفها 1800 سهم لرسول الله وللمسلمين، والنصف الثاني احتفظ به لنوائب المسلمين وما ينزل بهم.

5-صحف من التوراة: طلب اليهود ردها فسلمها لهم ولم يحرقها كما فعل الرومان والنصارى.

عمالة اليهود:

أبقي النبي صلى الله عليه وسلم يهود خيبر على أن يعملوا في زراعتها بحكم خبرتهم وينفقوا عليها من أموالهم ولهم نصف الثمار، واشترط عليهم أن للمسلمين حق إخراجهم منها حتى أرادوا تحسباً لأي ضرر يأتي منهم.

زواج النبي من صفية بنت حيي بن أخطب:

كانت صفية بنت حيي بن أخطب في السبي فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي.

فقال رجل: يا رسول الله، أعطيت دحية صفية بنت حيي بن أخطب سيدة قومها وهي ما تصلح إلا لك. فقال لدحية: خذ جارية من السبي غيرها.

ثم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعتقها ثم تزوجها بعدما أسلمت وطهرت من حيضتها.

وقد طهرت صفية قبل أن يعود النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر للمدينة، فلما صار على بعد 6 أميال من خيبر أراد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد في نفسه، ثم لما وصل إلى الصهباء نزل بها هناك فمشطتها أم سليم وعطرتها وزفتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبنى بها فسألها: ما حملك على الامتناع من النزول أولاً؟ فقالت: خشيت عليك من قرب اليهود. فعظمت في نفسه.

ورأى النبي صلى الله عليه وسلم حفرة في عين صفية (أثر ضرب) فقال: يا صفية ما هذه الخضرة؟ فقالت: كان رأسي في حجر ابن حقيق وأنا نائمة فرأيت كأن قمراً وقع في حجري فأخبرته بذلك فلطمني وقال: تمنين ملك يثرب.

وهكذا صدق الله رؤيا صفية وتزوجت بالنبي صلى الله عليه وسلم.

بلغ صفية أن عائشة وحفصة قالتا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفية نحن أزواجه وبنات عمه. فأخبرت صفية النبي صلى الله عليه وسلم بما سمعت فقال: ألا قلت وكيف تكونان خيراً مني، وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسي.

يوم أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم بصفية في قبة له، بات أبو أيوب الأنصاري متوشحاً سيفه يحرس نبيه ويطوف بالقبة، فلما أصبح قال صلى الله عليه وسلم: ما لك يا أبا أيوب؟

قال: يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها وهي حديثة عهد بكفر فخفتها عليك.

فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحرسني.

وقد كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم بصفية بهدف إعزازها وتكريمها لشرفها، وليكون فيه رباط مصاهرة بين النبي صلى الله عليه وسلم واليهود عسى أن يخفف العداء والحد من مكرهم.

وقد كانت صفية عاقلة وحليمة وصادقة.

اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه فقالت صفية: إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي. فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أزواجه غمزاً لها. فقال: مضمضن. فقلن: من أي شيء؟ فقال: من تغامزكن بها، والله إنها لصادقة.

الشاه المسمومة:

لما فتحت خيبر أهديت شاه للنبي صلى الله عليه وسلم فيها سم، فأكل منها ثم لكأها وقال اجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود، فجمعوا له فراح يسألهم ويجيبونه حتى قال لهم: هل جعلتم في الشاه سماً؟ فقالوا: نعم. فقال: ما حملكم على ذلك؟ فقالوا: أردنا إن كنت كاذباً نستريح منك وإن كنت نبياً لم يضرك.

وقيل أن الشاة أهدتها إليه زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم وأكثرت السم في كتف الشاة بعدما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب كتف الشاة.

فلما تناول النبي صلى الله عليه وسلم لاك فيها مضغة فلم يستسغها. ثم قال: ارفعوا أيديكم فإن كتف الشاه تخبرني أني قد بغيت فيها.

وجيء بالمرأة لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتلها ولم يعاقبها، لكن بعدما مات بشر بن البراء من أثر السم، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها.

حيلة الحجاج بن علاط السلمي:

استأذن الحجاج النبي صلى الله عليه وسلم في حيلة سيصنعها بمكة حتى يتمكن من جلب ماله وأهله قبل أن يعلموا بفتح خيبر فأذن له.

وذهب إلى مكة ودخل على امرأته وقال لها: اجمعي لي كل ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا أو أصيبت أموالهم.

وفشا الخبر في مكة فانقمع المسلمون وفرح المشركون، وبلغ الخبر العباس فقعد لا يستطيع القيام من وقع الخبر ثم أرسل غلاماً إلى الحجاج يسأله: ويلك ما جئت به؟ وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به. فقال الحجاج للغلام: أقرئ على أبي الفضل السلام وقل له فيخل لي في بعض بيوته لآتيه، فإن الخبر على ما يسره.

فلما عاد الغلام بالبشر للعباس فرح العباس وقبل الغلام بين عينيه وأعتقه.

ثم جاءه الحجاج فأخبره بالحقيقة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنمها وتزوج صفية، ولكني جئت لما لي واستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فأذن لي.

فأخف عني يا أبا الفضل ثلاثاً ثم اذكر ما شئت.

فلما جمع الحجاج كل ماله و حلي زوجته وخرج، أتى العباس امرأة الحجاج بعد ثلاث وأخبرها بالحقيقة وقال: إن كان لكي حاجة بزوجك فالحقي به.

ثم ذهب العباس لمجلس قريش وقد كان كل من يلتقي به يعزيه، ثم أخبرهم بالحقيقة التي نزلت عليهم كالصاعقة، فرد الله كآبة المسلمين على الكافرين.

أحكام فقهية:

1-نهى النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن أكل لحوم الحمر الأهلية.

2-حرمة وطء السبايا الحوامل.

2-حرمة وطء السبايا قبل استبراء الرحم أي تطهر من حيضة واحدة.

4-حرمة ربا الفضل من خلال بيع صاع تمر مقابل تمر آخر من اختلاف القيمة.

5-حرمة بيع الذهب بالذهب العين، وتبر الفضة بالورق العين.

6-مشروعية المساقاة والمزارعة: كاستعمال اليهود على الأراضي.

7-حل أكل اللحوم الخيل: فقد حرم النبي صلى الله عليه وسلم أكل الحمر الإنسية ورخص الخيل.

8-تحريم المتعة: عن علي بن أبي طالب قال: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَومَ خَيْبَرَ، وعَنْ أكْلِ لُحُومِ الحُمُرِ الإنْسِيَّةِ”

البخاري

9-أتت فتاة من بني غفار في نسوة يطلبن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر لمعاونة المسلمين ويداوين الجراح، فقال: على بركة الله. فخرجنا معه.

فحاضت المرأة وكانت أول حيضة لها فأصابت دم في حقيبة رحل النبي صلى الله عليه وسلم فانقبضت إلى الناقة واستحيت، فرآها النبي صلى الله عليه وسلم ورأى الدم، فقال: ما لك؟ لعلك نفست؟ قالت: نعم. قال: فأصلحي من نفسك ثم خذي إناء من ماء فاطرحي فيه ملحاً ثم اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدم ثم عودي لمركبك. فلما فتح الله خيبر أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم قلادة وعلقها بيده في عنقها فكانت لا تفارقها أبداً وأوصت أن تدفن معها.

أخيراً:

وهكذا كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم تعليماً وتربية في السلم والحرب وقد أحدث فتح خيبر دوياً هائلاً في جزيرة العرب، فجنح كثيرون إلى مسالمة المسلمين وكان الفتح – بعد الحديبية – من أهم عوامل دخول الكثيرين في الإسلام، كما عزز الفتح الوضع الاقتصادي للدولة المسلمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *