فيما يلي تفسير وشرح ودروس سورة الملك من 1 : 11 ضمن سلسلة تدبر القرآن الكريم التي كتبها أحمد السيد، والتي تتضمن دروساً وفوائد من الآيات مع واجبات ووصايا نهاية السورة.
قد يهمك:
سورة الملك من 1 : 11 | تفسير وشرح ودروس
معاني الكلمات سورة الملك:
تبارك | تعاظم وتعالى وكثر خيره |
طباقاً | في هيئة طبقات |
تفاوت | خلل أو اختلاف |
فتور | شقوق وصدوع |
كرتين | مرة بعد مرة |
خاسئاً | صاغراً |
حسير | متعب |
رجوماً | شهباً ترجم الشياطين |
تفور | تغلى |
تميزوا | تتقطع وتتمزق |
مقدمة عن سورة الملك:
تنشأ السورة تصوراً جديداً عن الوجود وخالق الوجود، تصوراً شاملاً يتجاوز عالم الأرض الضيق وحيز الدنيا المحدود إلى عوالم في السماوات وإلى حياة في الأخرة،
وإلى خلائق أخرى غير الإنسان في عالم الأرض كالجن والطير، وفي العالم الآخر كجهنم وخزنتها، وإلى عوالم في الغيب غير العالم الظاهر.
هذا التصور يلقي في النفس الرهبة والخشية من الله وتدفع العبد دفعاً لأن يبذل العمل الأحسن والأفضل.
شرح سورة الملك:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)
تعاظم وتعالى الذي بيده الملك المهيمن والقادر عليه وهو على كل شيء قدير.
ومن مظاهر الخلق والقدرة وفقاً للسورة أنه:
1- خلق الموت والحياة والابتلاء بهما.
2- خلق 7 سموات وزينها بنجوم وجعلها رجوماً للشياطين.
3- أعد جهنم للشياطين وللذين كفروا.
4- جعل الأرض ذلولاً.
5- جعل الخسف والحاصب.
6- يمسك الطير في السماء.
7- أنشأ الإنسان وجعل له السمع والبصر.
8- يزرأ البشر ثم يحشرهم.
فاسمع ما يلي واعقل ما يتلى عليك وانظر وتدبر فيما حولك ، هل يستطيع عقلك عن أن يستوعب سعة وعظمة ملك الله وقدرته؟
وهل ستزداد معرفتك بالله فتقدره حق قدره؟
الله تبارك وتعالى خلق الموت والحياة ولا أحد سواه يملك هذه القدرة، خلقهما للإنسان والحيوان والطير والنبات، بل وفي عالم الجماد الذي يبدو ساكناً إلا أنه يؤدي وظائف حية مستمرة حتى اليوم الموعود الذي يفنى فيه ويموت .
وقد جعل الموت والحياة ليختبركم أيكم أحسن عملاً؟
فليرى من منكم الأقوى إيماناً والأحسن قولاً والأفضل خلقاً والأتقن عملاً؟
ومن منكم الراغب في الله والساعي إليه؟
ومن منكم الأسبق بالخيرات والمتنافس في الطاعات؟
ومن منكم المتقدم في الصفوف والرائد في أهله والإمام في الهدى؟
فالله هو العزيز الغالب وهو الغفور بالغ المغفرة.
والله خلق سبع سموات في هيئة طبقات، لا ترى في خلق الرحمن من خلل أو عيب، فأعد النظر إلى السماء وتأمل، هل ترى فيها من شقوق أو صدوع؟
ثم أعد النظر مرة بعد مرة، سيرجع إليك البصر صاغراً عن أن يرى عيباً وهو متعب كليل،
ليس هذا فحسب، هل تعلم أن ما تراه عيناك هي سماء واحدة من بين سبع سماوات، هي السماء الدنيا؟
هل شعرت بالعجز والتعب من أن تستوعب سعة ملك الله؟
هذا الملك الذي هو بين قبضة يده !
أعد النظر مرة أخرى، هل ترى هذه المصابيح المضيئة في السماء؟
تلك النجوم التي تزين السماء وتبدو في لوحات فنية بالغة الإبداع؟
لا تتعجل أعد النظر إليها مرة بعد مرة، ستكتشف أن لها جمال آخذ بالقلوب، جمال متجدد تتعدد ألوانه بتعدد أوقاته ويختلف من صباح إلى مساء، ومن شروق إلى غروب، ومن الليلة القمراء إلى الليلة الظلماء. ومن مشهد الصفاء إلى مشهد الضباب والسحاب.
بل إنه ليختلف من ساعة إلى ساعة، ومن مرصد إلى مرصد، ومن زاوية إلى زاويةوكله جمال وكله يأخذ بالألباب.
هل استطاعت عيناك أن ترى حقيقة هذه النجوم وكم تبعد عن الأرض؟
هل بلغك أنها تستغرق ملايين السنين الضوئية حتى تصل إليك؟
هل انتابك الذهول؟
هل غشيتك الرهبة والروعة من عظمة ملك الله؟
هل تأكدت أنك عاجز عن بلوغ نهاية ملك الله؟
أعد النظر مرة أخرى، إن هذه النجوم تقوم بوظيفة لا تراها عيناك، إنها ترجم الشياطين التي تسترق السمع.
هل ترى الشهب التي تحترق في السماء؟
إنها من أثر رجم الشياطين عقاباً لهم على عصيانهم وعملهم وليس هذا هو العقاب الوحيد فقد أعددنا لهم عذاب السعير.
والذين كفروا بربهم عذاب جهنم مثل الشياطين بسبب عصيانهم وسوء عملهم، وبئس المرجع والمصير.
فحينما يلقوا فيها يسمعوا لها صوتاً منكراً وشهيقاً مخيفاً وهي تفور وتغلي.
تكاد تتقطع وتتمزق من شدة غيظها من العصاة فهى متحفزة وملتهبة للانتقام منهم وإحراقهم.
كلما ألقي فيها فوج أو جماعة سألهم خزنة النار توبيخاً وتقريعاً.
ألم يأتكم نذير يحذركم من هذه النار؟
قالوا نادمين: بلى قد جاءنا نذير لكننا كذبنا بما جاءوا به وقولنا ما نزل الله من شيء وقولنا لهم إن أنتم إلا في ضلال كبير، أه لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير.
فاعترفوا بذنبهم لكن بعد فوات الأوان، فبعداً وسحقاً لأصحاب السعير.
هل أدركتم أن خلف هذه السماء عالم غيبي لا تراه عيونكم من الشياطين ومن نار جهنم ومن الملائكة خزنة جهنم؟
هل بعد هذا توضيح لا زلتم تكذبون وتكابرون وتتهمون الرسل والدعاة بالضلال؟
دروس وفوائد من سورة الملك:
1- أيكم أحسن عملا؟
الأحسن عملا:
هم السابقون السابقون أولئك المقربون، هم المتنافسون في الطاعات، السابقون إلى الخيرات، أئمة الهدى ورواد التقوى، وأولئك الصالحين، وصفوة خلق الله أجمعين.
- الذين إذا آمنوا آمنوا إيماناً راسخاً لا يهتز أمام العقبات والفتن والابتلاءات.
- الذين إذا عبدوا عبدوا عبودية العارف بالله كأنه يراه.
- الذين إذا صلوا أحسنوا وضوءها وركوعها وسجودها وأدوها في وقتها وحرصوا على خشوعها وشهود جماعتها.
- الذين إذا نام الناس قاموا يتهجدون وبالأسحار يستغفرون.
- الذين إذا ذكروا الله ذكروا الله كثيراً.
- الذين إذا تكلموا قالوا التي هي أحسن وإذا جادلوا جالوا بالتي هي أحسن وإذا تلقوا تحية حيوا بأحسن منها.
- الذين إذا استمعوا القول يتبعون أحسنه.
- الذين إذا تخلقوا اتصفوا بأحسن الأخلاق ومكارم الصفات ورقي المعاملات.
- الذين يبرون آباءهم بإحسان ويعاشرون أهليهم بالخير ويربون ذرياتهم على الصلاح ويصلون الأقارب والأرحام.
- الذين إذا صاحبوا كانوا خير الأصحاب وإذا تجاوروا كانوا خير الجيران.
- الذين إذا أعطوا أجزلوا في العطاء، وإذا أنفقوا أنفقوا في السراء والضراء.
- الذين إذا أساء الناس إليهم دفعوا الإساءة بالتي هي أحسن.
- الذين يكظمون الغيظ ويعفون عن الناس.
- الذين يتحركون بهذا الدين ويحملون على عاتقهم إبلاغ رسالته ويبذلون جهدهم في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
- الذين يتطلعون إلى أفضل ما يرفع الدرجات ويمحوا السيئات ويجتهدون بأفضل القربات ويتحرون أفضل الأوقات ويسافرون إلى أفضل البقاع.
الأحسن عملا هم الذين يحسنون أداء الواجبات، ويستزيدون بالمندوبات، ولا يسرفون في المباحات، ويكرهون المكروهات، ويجتنبون المحرمات.
الأمر بإحسان العمل:
“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ”.
النحل 90
“وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ”.
القصص 77
“الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ”.
الملك 2
“إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا”.
الكهف 7
فضل إحسان العمل:
“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا”.
الكهف 30
“إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا”.
الإسراء 7
“لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”.
يونس 26 ( الحسنى أي الجنة وزيادة أي النظر لوجه الله)
“هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ “.
الرحمن 60
“وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ”.
الحج 37
“وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.
البقرة 195
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ يحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكم عملًا أنْ يُتقِنَه”.
رواه البيهقي
مجالات الإحسان:
1- أحسن الإيمان وأفضل العبادة:
“وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا”.
النساء 125
“الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ”.
آل عمران 172
“فَبَشِّرْ عِبَادِ الزمر الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ”.
الزمر 17، 18
“وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا”.
الأعراف 145
“وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ”.
الأعراف 56
“إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ”.
الذريات 19:16
2 – أحسن الأخلاق وأرقى المعاملات:
“وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ …”.
الإسراء 53
“وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ”.
النساء 86
“وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.
البقرة 83 – النساء 36 – الأنعام 151 – الإسراء 23.
“وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا…أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا … “.
الأحقاف 15- 16
“وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.
البقرة 195
“وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ”.
هود 115
“الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.
آل عمران 134
“إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ”.
يوسف 90
“وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ”.
العنكبوت 69
“وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ … “.
التوبة 100
عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا ، وإنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ ( كثيروا الكلام تكلفاً) والمتشدِّقونَ (المتطاولون على الناس بملئ فيهم) والمتفَيهِقونَ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ ؟ قالَ : المتَكَبِّرونَ”
رواه الترمذي
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيرُ الأصحابِ عندَ اللهِ خيرُهم لصاحبِه، وخيرُ الجيرانِ عندَ اللهِ خيرُهم لجارِهِ”.
رواه الترمذي
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: “خيرُكُم مَن يُرجَى خيرُهُ ويُؤمَنُ شرُّهُ، وشرُّكم من لا يُرجَى خيرُهُ ولا يُؤمَنُ شرُّهُ”.
رواه الترمذي
3- الدعوة إلى الله
“وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ “.
فصلت 33 – 34
“ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.
النحل 125
كيف تختار أحسن الأعمال؟
وردت نصوص مختلفة عن تحديد أفضل الأعمال فقيل الصلاة على وقتها، وقيل الصيام، وقيل الحج، وقيل ذكر الله كثيراً، وقيل الجهاد، وقيل بر الوالدين، وقيل الأحسن أخلاقاً، وقيل طالب العلم وغير ذلك.
قال ابن تيمية: “وهذه الثلاث – الصلاة، والعلم، والجهاد-، هي أفضل الأعمال بإجماع الأمة.
وقد أجمع العلماء بين الروايات قالوا: إن الأفضل يختلف من شخص لأخر بحسب حاله.
ضوابط إختيار الأحسن:
1- الفرائض مقدمة على النوافل:
” وَمَا تَقَرَّبَ إِليَّ عَبدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِليَّ ممَّا افتَرَضتُ عَلَيهِ…”
من حديث قدسي رواه البخاري
2- الاستقامة والمداومة:
” أَحَبُّ الأَعمَالِ إِلى اللهِ أَدوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ “.
حديث مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
3- تحري أفضل الأوقات مثل:
مثل: ثلث الليل الأخر – قبل الغروب وقبل الشروق – العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر – العشر الأوائل من ذي الحجة ويوم عرفة.
4- تحري أفضل الأماكن:
كالمسجد الحرام والنبوي والأقصى.
5- مراعاة الحال والأولوية:
الجهاد مقدم على الإعتكاف – التدبر مقدم على القيام – درأ المفسدة مقدم على جلب المنفعة .
6- أفضلية العمل الذي ينفع الأخرين:
الدعوة إلى الله – الإنفاق – فك رقبة – إغاثة الملهوف – إصلاح ذات البين … إلخ.
2- فوائد أخرى من سورة الملك
- ” فَارْجِعِ الْبَصَرَ” – “ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ”، هي دعوة للتدبر في السماء والنجوم والتفكر في ما وراء هذا العالم.
- الآيات فيها إشارة لما كان يلاقيه الرسل والدعاة إلى الله :
1- التكذيب: “فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ”.
2- الاتهام بالباطل: “إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ”.
3- “لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ” فيها توجيه لأهمية الاستماع الجيد وإعمال العقل والفهم، “وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ”، وعلى المسلم أن يدعو للحق ويستمع لكلام الله ويعقل ما يسمع ولا يكتفي بالقراءة أو الحفظ وإنما يهتم بالتفسير والتدبر والفهم.
واجبات:
1- تسبيح الله تبارك وتعالى وحسن الثناء عليه.
2- إدراك أن الدنيا دار اختبار وبلاء لإظهار من الأحسن عملاً.
3- بذل الجهد للتغير للأحسن، وإحسان العمل والعبادة والأخلاق والمعاملات.
4- التدبر في السماء والنجوم وفي العالم الغيبي.
توصيات:
رحلة تدبر:
يجتمع الأصدقاء أو أفراد العائلة فوق سطح منزل أو في مناطق خلوية، والنظر في السماء والنجوم مع تدبر، ثم يروي كل فرد مشاعره وخواطره.