فيما يلي تفسير وشرح ودروس سورة المعارج 19 : 44 ضمن سلسلة تدبر القرآن الكريم التي كتبها أحمد السيد، والتي تتضمن دروساً وفوائد من الآيات مع واجبات ووصايا نهاية السورة.
قد يهمك:
سورة المعارج 19 : 44 تفسير وشرح ودروس
معاني كلمات سورة المعارج:
هلوعاً | مضجراً شديد الفزع والخوف والحزن وأيضاً شديد البخل. |
جزوعاً | مضطرباً وقلقاً لا يقدر على ما أصابه. |
منوعاً | مانع للإنفاق والعطاء فهو ممسك بخيل. |
مهطعين | مادين أعناقهم مستهزئين ومتعجلين في التكذيب. |
الأجداث | القبور. |
سراعاً | مسرعين. |
نصب | شيء منصوب كالأصنام التي كانوا ينصبونها. |
يوفضون | يسرعون. |
شرح سورة المعارج:
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)
إن الإنسان خلق بطبعه هلوعاً، فهو شديد الفزع، شديد الخوف، شديد الحزن، وأيضاً شديد البخل، فإذا مسه الشر كان جزوعاً مضطرباً، وقلقاً مضجر، وإذا مسه الخير كان بخيلاً ممسكاً شديد الحرص.
هذه الطباع مجبولة في كل بني الإنسان إلا عباد الله المصلين، فالصلاة تؤثر في نفسياتهم وتغير في أخلاقهم وتطور طبائعهم وتجعلهم متقدمين عن غيرهم.
فالصلاة تكسبهم الاستقرار النفسي والاعتدال الشعوري، فهم صابرون في الضراء، وشاكرون في السراء، وكرماء في العطاء.
الذين هم على صلاتهم دائمون، فهم مستمرون في أداء الصلاة بعد الصلاة بلا انقطاع.
والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم، فهم يخصصون جزء ثابت في أموالهم للفقراء والمساكين.
والذين يصدقون بيوم الدين، فيؤمنون بحقيقة اليوم الآخر ويصدقون أهوالهم وما ورد بشأنه.
والذين هم من عذاب ربهم مشفقون، فقلوبهم خائفة من هذا العذاب إن عذاب ربهم غير مأمون، فهم قلقون وغير مطمئنين، فالنجاة من هذا العذاب لا يكون بحجم الأعمال وإنما برحمة الله.
والذين هم لفروجهم حافظون، فهم يسيطرون على شهواتهم، ولا يتركون لها العنان في الوقوع في المحرمات، ولا يقضون شهواتهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين على ابتغاء الحلال.
أما من ابتغى وراء ذلك من صور الانحراف الجنسي فأولئك هم المعتدون الآثمون الذين يتعدون حدود الله.
والذين هم يراعون أداء الأمانة لأهلها، ويفون بالعقود ويلتزمون بها.
والذين هم بشهادتهم قائمون، يشهدون بالحق ويقيموه ولا يتكلمون الزور أو يشهدوه.
أولئك في جنات مكرمون، يكرمهم الله كرماً عظيماً.
فمال للذين كفروا مادين أعناقهم إليك؟
ومتحلقين نحوك عن اليمين والشمال متعجبين؟
هل يطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم؟
كلا .. ليس الأمر كما يطمعون، فالجنة ليست للمكذبين المعرضين عن الحق المستكبرين.
ثم ماذا يظنون أنفسهم؟
إنا خلقناهم مما يعلمون، من ماء مهين!
ورغم أنه لا قسم لكم في هذ المقام فإني أقسم برب المشارق والمغارب المتتالية يوماً بعد يوم، إنا لقادرون على أن نذهب بهم ونأتي بآخرين خير منهم وما نحن بمعجزين.
فذرهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون، يوم يخرجون من القبور مسرعين كأنهم ينفرون نحو نصب أو صنم مهرولين، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة، ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون.
دروس وفوائد من سورة المعارج:
(1) إلا المصلين
عقدت الآيات في سورة المعارج مقارنة بين المصلين وغير المصلين، وكشفت آثار الصلاة على الحالة النفسية والسلوكية والمجتمعية.
وأكدت الآيات أن الإنسان بطبعه هلوع، شديد الفزع، شديد الحزن، شديد الحرص، يتسم بالضعف والتردد والأثرة، إذا مسه الشر كان جزوعاً غير صبور، وإذا مسه الخير كان منوعاً للعطاء، فهو ممسك بخيل.
*عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “شرُّ ما في رجل شحٌّ هالع، وجبن خالع”.
رواه أبو داود وأحمد والبيهقي.
ولعل الدارس في علم النفس يلحظ أن هذه الصفات هي إحدى المعالم التي يتسم بها كل إنسان ماعدا المصلين الموصوفين بالصفات الواردة.
فقد كشفت بعض الدراسات المجتمعية أن المجتمعات المسلمة الملتزمة هي أقل المجتمعات التي يقع بها جرائم فلعلا السر في ذلك هو الصلاة.
ونتناول فيما يلي الصفات الثمانية للمصلين الواردة في سورة المعارج …
ثمانية المصلين:
1- على صلاتهم يحافظون
أي مستمرون في أداء الصلاة بلا انقطاع، لا تلهيهم تجارة ولا بيع، يصلونها في اليوم والليلة الصلاة تلو الصلاة، حتى أصبحت هذه العبادة عادة وثقافةووسيلة للتطهر من الذنوب، وللتزود بالقوة والطاقة، كل بضع ساعات.
*”الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ”.
*”رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ”.
النور 37
*عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ، غَمْرٍ ( أي كثير ) علَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ”.
رواه مسلم
*يقول الشيخ محمد الغزالي:
الفرائض التي ألزم الإسلام بها كل منتسب إليه هي بمثابة تمارين متكررة لتعويد المرء أن يحيى بأخلاق صحيحة (انتهى).
إن مشهد المصلين المتكرر يعبر عن ثقافة المجتمعات المسلمة، وهو مشهد أثار انتباه غير المسلمين حتى كان سبباً في إسلام بعضهم.
*حكى أحد السياح إلى مصر أنه تعجب من حرص المسلمين على الصلاة حتى إنهم ليصلون في المساجد، والمتاجر، والشوارع، وعلى أرصفة المحطات، مما دفعه للقراءة والاطلاع على هذا الدين، فقاده ذلك في النهاية إلى دخول الإسلام.
*ويحكي الشاب البريطاني عبد الله كويليام أنه في عام 1887 وبينما هو على متن عبارة (سفينة) رأى عدداً من أهل المغرب يصلون على ظهر السفينة، فتأثر بما رأه حتى قاده ذلك ترك المسيحية والدخول في الإسلام.
يقول كويليام: لم تزعجهم على الإطلاق قوة الرياح العاتية أو تأرجح السفينة، فتأثرت كثيراً وأنا أنظر في وجوههم وتعبيراتهم، التي أظهرت إيمانا كاملاً وصدقاً.
(للمزيد انظر درس الصلاة في سورة الأعلى)
2- في أموالهم حق معلوم:
في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم، فهم لا يعتبرون كل المال الذي رزقهم الله ملكاً لهم، وإنما يتضمن جزءً هو حق للسائل والمحروم.
وقال مفسرون: أن “حق معلوم” يقصد به الزكاة، لكن الآيات نزلت في مكة قبل تشريع الزكاة، والتي فرضت في العام الثاني للهجرة.
ومفردات الآية تشير إلى معنى أشمل وأعم من الزكاة، فهو يشمل الصدقات وإطعام المسكين واليتيم والأسير، والمتضررين مادياً، ورعاية أهالي المجاهدين وغير ذلك.
وقد انتشرت بين المسلمين عادة الأوقاف، وفيها يخصص المرء عقاراً، أو مصدراً للربح، يجعله وقفاً لله ينفق من ريعه على وجوه الخير.
وابتكر بعض الدعاة إلى الله فكرة تخصيص نسبة مئوية ثابتة من الدخل الشهري سهماً ينفقه في سبيل الله.
وابتكر أخرون فكرة تخصيص سهم شهري لنصرة المستضعفين وتحرير الأراضي المقدسة.
كما ربى أولياء أمور أبناءهم على تخصيص جزء ثابت من مصروفهم للإنفاق على السائلين و والفقراء، وينفقه الأبناء بأنفسهم.
إن الذين يجعلون في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم قد بلغوا أرقى مستويات الإنفاق، فهم مستمرون في العطاء كرماء في الإنفاق يستحقون أن يكونوا في جنات مكرمون.
- “وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ”.
البقرة 272
- عن أبي هُريرة رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا”.
متفقٌ عَلَيْهِ
- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “والصدقة برهان”.
رواه مسلم (أي برهان على صدق الإيمان)
- عن ثوبان بن بُجْدد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله”.
رواه مسلم
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “قال الله تعالى: أنفِق يا ابنَ آدم، يُنفَق عليك”.
متفق عليه.
- جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسأله أن يعطيه فقال ما عندي شيءٌ أُعْطيك، ولكِنِ استقرِضْ حتَّى يأتيَنا شيءٌ فنُعطِيَك.
فقال عمرُ ما كلَّفَك اللهُ هذا أعطَيْتَ ما عندَك فإذا لم يكُنْ عندَك فلا تُكَلَّفُ.
قال: فكرِه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قولَ عمرَ رضِيَ اللهُ عنه حتَّى عُرِفَ في وجهِه.
فقال الرَّجلُ: يا رسولَ اللهِ بأبي وأمِّي أنت فأعْطِ ولا تَخْشَ مِن ذي العرشِ إقلالًا.
قال: فتبسَّم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال بهذا أُمِرْتُ.
رواه الترمذي
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: بينما رجل يمشي بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة اسقِ حديقة فلان، فتنحى ذلك السحابُ فأفرغ ماءه في حَرّة فإذا شَرْجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحوّل الماء بمِسحاته.
فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟
قال: فلان بالاسم الذي سمع في السحابة.
فقال له: يا عبد الله، لمَ تسألني عن اسمي؟
فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسقِ حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟
فقال: أمَا إذ قلتَ هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأرد فيها ثلثه.
رواه مسلم
- وكان أبو بكر يتعهد برعاية امرأة عجوز فيحضر لها الدقيق ويعجنه ويخبزه، فلما تولى الخلافة أراد عمر أن يواصل ما كان يفعله أبو بكر، فلما وصل للعجوز وجد أبا بكر قد سبقه، ولم تمنعه الخلافة من ممارسة عطاءه.
3- يصدقون بيوم الدين
فهم يؤمنون بحقيقة يوم القيامة ويصدقون ما ورد عن أهواله وما فيه من حساب وجزاء.
ومن علامات تصديقهم أنهم يرون الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وسيول وفيضانات وحرائق وانفجارات على أنها رسائل تذكير بأهوال يوم القيامة.
ومن علامات تصديقهم أنهم يعتبرون ويتعظون بحوادث هلاك الأمم التي كذبت بيوم الدين.
ومن علامات تصديقهم أنهم يستعدون لهذا اليوم بالعمل الصالح.
ومن علامات تصديقهم أنهم يصدقون بباقي أركان الإيمان، فالإيمان باليوم الآخر يلزم بالضرورة الإيمان بالله وملائكته ورسله …
4- من عذاب ربهم مشفقون
فهم خائفون من عذاب ربهم، إن عذاب ربهم غير مأمون.
فقلوب هؤلاء المصلين تستشعر الخوف والوجل، لا يغترون بأعمالهم الصالحة مهما بلغت من رصيد، فالعبرة بقبول العمل وحسن الختام والنجاة لا تكون بالعمل وإنما برحمة الله.
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لن يدخل أحد منكم عمله الجنة قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة”.
رواه البخاري ومسلم
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن هذِهِ الآيةِ “وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ” قالت عائشةُ : أَهُمُ الَّذينَ يشربونَ الخمرَ ويسرِقونَ؟
قالَ: لا يا بنتَ الصِّدِّيقِ ، ولَكِنَّهمُ الَّذينَ يصومونَ ويصلُّونَ ويتصدَّقونَ ، وَهُم يخافونَ أن لا تُقبَلَ منهُم أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ.
رواه الترمذي
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: :”…فإنَّ الرَّجُلَ مِنكُم لَيَعْمَلُ حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَ الجَنَّةِ إلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عليه كِتَابُهُ، فَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ النَّارِ…”.
رواه البخاري
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من خاف أدلجَ ومَن أدلج بلغ المنزلَ ألا إن سلعةَ اللهِ غاليةٌ ألا إن سلعةَ اللهِ الجنةُ”.
رواه الترمذي وقال حديث حسن
- وبكي أبو هريرة في مرضه ، فقيل له: ما يبكيك؟
فقال: أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ، ولكني أبكي على بعد سفري ، وقلة زادي ، وأني أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار ، لا أدري أيهما يؤخذ بيعلى دنياكم
5- لفروجهم حافظون
“وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ”.
إن شهوة النساء من أكبر الشهوات المحركة للإنسان، والعالم يموج بالانحراف والانغماس في هذ الشهوة، ويظهر ذلك في تجارة الجنس، ودعوات الإباحية في البلاد، وعبر الفضائيات، وعلى الانترنت، وفي أعمال الدراما والفنون، وعروض الأزياء وحوادث الاغتصاب والفواحش والاعتداء على الأطفال والمحارم.
وقد حذر الإسلام من خطورة عدم السيطرة على هذه الشهوة.
- عن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وإنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كيفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فإنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ في النِّسَاءِ. وفي حَديثِ ابْنِ بَشَّارٍ: لِيَنْظُرَ كيفَ تَعْمَلُونَ”.
رواه مسلم
- عن أَبي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : “إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ”.
رواه البخاري ومسلم
وقد ضبط الإسلام حاجة الإنسان ووجهها في إطار نظيف وهو الزواج أو ملك اليمين.
- يقول الشيخ محمد الغزالي:
يكره الإسلام أن تعالج الغرائز بالكبت العنيف أو تتملق بالإسراف البالغ، ويشرع لها المنهج الوسط بين الإفراط والتفريط (انتهى).
وحفظ الفرج هو أثر من أثار الصلاة:
- “إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ”.
العنكبوت 45
- عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِن امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأَخبره، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ” (هود:114)،
فَقَالَ الرجل: أَلِي هَذَا يَا رسولَ اللَّه؟
قَالَ: لجَميعِ أُمَّتي كُلِّهِمْ”.
متفقٌ عَلَيهِ
نصائح النبي لحفظ الفرج:
1- الزواج أو الصوم:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”…يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ (أي وقاية)”.
رواه البخاري
2- غض البص:
- “قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ…”.
النور 30
- “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ…”.
النور 31
- عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن نَظَرِ الفُجَاءَةِ فأمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي”.
رواه البخاري
- عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إلى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، ولا المَرْأَةُ إلى عَوْرَةِ المَرْأَةِ، ولا يُفْضِي الرَّجُلُ إلى الرَّجُلِ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ولا تُفْضِي المَرْأَةُ إلى المَرْأَةِ في الثَّوْبِ الواحِدِ”.
رواه مسلم
3- عدم الدخول على النساء:
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إيَّاكُمْ والدُّخُولَ علَى النِّساءِ فقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قالَ: الحَمْوُ المَوْتُ”. (الحمو أي قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه)
رواه البخاري
4– عدم الخلوة
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَايَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامْرَأَةٍ إلَّا وَمعهَا ذُو مَحْرَمٍ …”.
رواه مسلم
6- بأمانتهم وعهدهم راعون
إنهم راعون الوفاء بالأمانات والعهود.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ”.
رواه البخاري
- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما خطبنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا قال : لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له ، ولا دينَ لمن لا عهدَ له”.
رواه أحمد
الوفاء بالأمانة:
إنهم يوفون ويؤدون الأمانة ويراعونها، إذا اشتغلوا بالتجارة و البيع قدموا السلعة أو الخدمة طبقاً للمواصفات المعلنة.
وإذا تولوا وظيفة أو مسئولية أدوا حقها طبقاً للتوصيف الوظيفي بلا تعطيل أو فساد.
وإذا استؤمنوا على ودائع أدوها إلى لأهلها.
وإذا حملوا أمانة الإسلام أقاموا شرائعها وبلغوا رسالتها ورفعوا رايتها.
- “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا…”.
النساء 58
- وقد كانت قريش تلقب النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة بالأمين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عند هجرته حريصاً على رد الأمانات، فعهد بها إلى علي بن أبي طالب ليردها.
- وشوهدت مخايل الأمانة على موسى حين سقى لابنتي الرجل الصالح ورفق بهما، واحترم أنوثتهما، وكان معهما عفيفاً شريفاً ” قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ”.
القصص 26
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ علَى صُبْرَةِ طَعامٍ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا، فقالَ: ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي”.
رواه مسلم
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة”.
رواه البخاري
- عن جابر رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة”.
رواه أبو داود والترمذي وأحمد
- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “إنَّ مِن أَعْظَمِ الأمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا”.
رواه مُسْلِمٌ.
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله: الصلاةُ أمانة، والوضوءُ أمانة، والوزن أمانةٌ، والكيل أمانة وأشياء عدّدها، وأشدُّ ذلك الودائع”.
رواه أحمد
الوفاء بالعهد:
إنهم يراعون العهد، إذا وعدوا وفوا فلا يخلفون، وإذا عاهدوا صدقوا فلا يغدرون، وإذا أبرموا عقداً التزموه، كلمتهم منضبطة، وأفعالهم صادقة، هم أهل الوفاء والثقة، وأهل الثبات على العهد مهما طال الزمن.
- “مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”.
الأحزاب 23
- “وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا”.
الإسراء 34
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة لما كنت أسمعه يذكرها، وإن كان ليذبح الشاة فيهديها إلى خلائلها، واستأذنت عليه أختها فارتاح إليها، ودخلت عليه امرأة فهش لها وأحسن السؤال عنها، فلما خرجت قال: إنها كانت تأتينا أيام خديجة وإن حسن العهد من الإيمان”.
- عن عبد الله بن أبي الحمساء رضي الله عنه قال: “بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث وبقيتْ له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيت ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال: يا فتى لقد شققت علي، أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك”.
رواه أبو داود
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله”.
رواه البخاري
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إذَا جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ…”.
رواه البخاري
- وقد بايعت أم عمارة نسيبة بنت كعب النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية (بيعة الحرب )، فصدقت في بيعها مع الله، فحين خرجت مع زوجها يوم أحد وكان معها السقاء رأت انهزام المسلمين وانكشاف النبي صلى الله عليه وسلم، فأمسكت بالسيف وانحازت إلى رسول الله صلى الله عنه وسلم تباشر القتال وتذب عنه صلى الله عليه وسلم حتى أصيبت بجراح عميقة.
وقطع مسيلمة الكذاب ابنها إرباً إرباً، فما وهنت، وما استكانت، وشهدت معركة اليمامة مع خالد بن الوليد في حروب الردة، فقاتلت حتى قطعت يدها وجرجت إثنتي عشرة جرحاً، عاهدت وصدقت ووفت.
- ووعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جابر بن عبد الله بعطاء من مال البحرين، ثم عاجلته الوفاة قبل الوفاء، فلما جاء مال البحرين إلى خليفته أبي بكر، أطلق منادياً في الناس يقول من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأتنا.
- ووعد النبي صلى الله عليه وسلم سراقة بن مالك أثناء الهجرة أن يمنحه سواري كسرى فلما وصلت إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعطاه لسراقة وفاء بعهد النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول الشيخ محمد الغزالي:
انظر كيف توزن الكلمة، ويوجب تنفيذها حتى لا تذهب هباء مع اللغو الضائع؟
7- بشاهدتهم قائمون
إنهم يقيمون الشهادة لله بحقها، فهم أهل عدل وإحقاق حق، وتعد إقامة الشهادة من أعلى مستويات الصدق والشجاعة، بينما شهادة الزور من أقبح الأخلاق وأسوأها.
*يقول الشيخ محمد الغزالي:
والحيف فى الشهادة من أشنع الكذب، فالمسلم لا يبالى – إذا قام بشهادة ما – أن يقرر الحق ولو على أدنى الناس منه وأحبهم إليه لا تميل به قرابة ولا عصبية ولا تزيغه رغبة أو رهبة، وتزكية المرشحين لمجالس الشورى أوالمناصب العامة نوع من الشهادة، فمن انتخب المغموط في كفايته وأمانته فقد كذب وزور ولم يقم بالقسط. (انتهى)
*”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا”.
النساء 135
*”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”.
المائدة 8
*عن أبي بَكرة نُفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا، قالوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْرَاكُ باللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَجَلَسَ وَكانَ مُتَّكِئًا فَقالَ : أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ
رواه البخاري
8- على صلاتهم يحافظون
أي يحافظون على وضوئها، وخشوعها، والاطئنان في ركوعها وسجودها، إنهم يتقنون أداء الصلاة ويستشعرون هيبة الاتصال بالله والكلام مع الله، فيحافظون عليها ولا يضيعونها.
(للمزيد انظر درس تضيع الصلاة في سورة الماعون)
في جنات مكرمون
*عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : “اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ ، وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ”.
رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني
(2) فوائد أخرى في سورة المعارج
- صفات المصلين في سورة المعارج بدأت ب على صلاتهم دائمون وانتهت ب على صلاتهم يحافظون وبينهما آثار الصلاة.
- صفات المصلين اتسمت بالشمول وتضمنت:
1- العقيدة:
يصدقون بيوم الدين.
2- العبادة:
على صلاتهم دائمون – على صلاتهم يحافظون.
3- أخلاق ومعاملات:
الخوف – الوجل – الوفاء بالأمانة والعهد – حفظ الفرج – إقامة الشهادة – الإنفاق.
- الصفات تضمنت أعمال القلب وأعمال الجوارح:
1- أعمال القلب:
التصديق – الخوف – الوجل.
2- أعمال الجوارح:
الصلاة – حفظ الفرج – الوفاء – الشهادة – الإنفاق.
- للصفات آثار فردية وآثار مجتمعية:
1- الفردية:
كالإيمان والخوف والوجل والصلاة.
2- المجتمعية:
كالإنفاق والزواج والأمانة والعهد والشهادة.
- للصفات آثار سياسية وقضائية وإدارية:
فالأمانة والعهد والشهادة ضمانات معتبرة للحكم والإدارة الرشيدة.
واجبات:
1- دوام الصلاة والحفاظ عليها.
2- تخصيص مقدار معلوم من الدخل للإنفاق في سبيل الله.
3- الوجل وعدم الاطمئنان لرصيد الأعمال الصالحة، فالعبرة بالقبول وحسن الختام.
4- غض البصر وحفظ الفرج إلا في الحلال.
5- مراعاة الوفاء بالأمانات والعهود.
6- إقامة الشهادة لله.
توصيات:
1- قم بتقييم نفسك على الصفات الثمانية الواردة في سورة المعارج، وضع نسبة مئوية أمام كل صفة، وعالج مواطن الخلل، وخطط لتكون من أوائل هؤلاء المصلين.
2- على المتخصصين في علم النفس الاستفادة من التوصيفات القرآنية التي وردت مثل:
“إن الانسان خلق هلوعا …” لقد خلقنا الإنسان في كبد” – “ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها” _ “زين للناس حب الشهوات من …”.
الأسئلة:
1– مامعنى:
ذي المعارج – كالمهل – كالعهن – حميم – للشوى – هلوعا – جزوعا – منوعا – الأجداث – يوفون.
2- اذكر أهوال القيامة التي وردت في سورة المعارج؟
3- من هو الصابر؟
4- تضمنت سورة المعارج أمرين بصيغة فعل الأمر، ماهما؟
5- متى فرضت الزكاة؟
(2 هـ – 1 هـ – 5 هـ)
6- أكمل:
قال صلى الله عليه وسلم: “ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما …. ويقول الأخر …”. متفق عليه
7- أكمل:
قال صلى الله عليه وسلم: ” من خاف أدلج ومن أدلج ….
(بلغ المنزل – دخل الجنة – ذهب خوفه)
8- أكمل:
قال صلى الله عليه وسلم: “إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا ….”. من حديث رواه مسلم
(النساء – المال – ربكم)
9- اذكر نصائح النبي صلى الله عليه وسلم لحفظ الفرج؟
10- أكمل:
قال صلى الله عليه وسلم:” لا إيمان لمن لا ….. له ولا دين لمن لا ….له”.
11 من القائل:
الصلاة أمانة والوضوء أمانة والوزن أمانة والكيل أمانة وأشياء عددها وأشد من ذلك الودائع.
( عبد الله بن مسعود – عبد الله بن عباس – عبد الله بن عمر)