نتناول في هذه المقالة مهارات الاستماع الفعال ونبدأ بمهارة “لخص محاورتك”، وهى ضمن سلسلة فنون الاتصال من كتاب فن التواصل مع الآخرين لمؤلفه محمد هشام أبو القمبز.
مهارات الاستماع الفعال
الأدوات الأساسية للاستماع
أولاً- لخّص محاورتك
على الرغم من بساطة التلخيص إلاّ أنه يعتبر مفتاحاً مهماً من مفاتيح الإصغاء الفعّال، وإذا استطعت تسجيل النقاط البارزة من حديث الآخر، ستتوصل إلى فوائد كبيرة في كسب الود والتفاهم.
فوائد التلخيص:
1- نعطي للكلام المزيد من الانتباه والتركيز، وتحديد المضامين الرئيسية.
2- يمنح الآخر مزيد من الثقة ويساعده على التركيز وعدم الشرود بعيداً.
3- إنه يجنّبنا الوقوع في شراك الفهم الخاطئ.
4- التلخيص يمنع ـ في العديد من الحالات – من المقاطعات.
ولو لاحظنا أجواء الندوات التي يعقدها أناس يلخصون ثم يتكلمون وأخرى خالية من التلخيص ستجد كم للتلخيص من أهمية في إضفاء الهدوء والموضوعية على أجواء الحوار.
إذا واجهنا أطرافاً لا يحبون الاستماع فإننا سنشعر بالألم وإذا لم نتحل بالصبر ربما ننفعل إلى جو عراك وتخاصم.
التسرّع في الكلام وعدم الإصغاء يؤدي إلى إثارة الغضب والاستفزاز بل وربما ينتهي إلى العراك.
عناصر التفاهم
العناصر الأساسية للتفاهم:
- تركيز الانتباه على كلام الطرف الآخر.
- والتأكد من فهم مغزى حديثه.
- ومتابعة النقاط الهامة منه للرد أو التأييد.
- وإشعاره بالصدق والثقة والظهور بأننا نريد فهمه وعدم السيطرة عليه.
ليس من السهل تركيز الانتباه في مواقف الخلاف المتوتر، لأن توتر الأعصاب قد يغري بمحاولة المناورة وإفحام الطرف الآخر.
ومحاولات الإفحام والفرض تقودنا إلى التركيز على أنفسنا.
لذا فإن التلخيص يساعد في السيطرة على أنفسنا وتنظيم أفكارنا، والإشعار بحسن نوايانا في الحوار، ويقيم جواً صافياً ويبني جسوراً متينة للتفاهم والارتباط بين الطرفين.
فوائد أخرى
كثيراً ما يحدث أن نحس بأننا أخطأنا في فهم محدثنا بل وأحياناً نحس بأننا قد أسأنا فهم مقصده ونواياه وبالتالي أسأنا تقديره واحترامه.
ويزداد هذا الشعور في مواقف الصراع والتخاصم.. وذلك بسبب عدم الاستماع أولاً لما يقوله الطرف الآخر وماذا يريد..
والكثير من الناس يبتلى بسوء الظن والتشكيك في نوايا الطرف الآخر عندما لا يقيم تواصلاً معه وبالتالي فإن للشيطان دوراً كبيراً في إثارة النزاعات والفتن بين الأخوة والأصدقاء.
إن سوء الفهم، وسوء الظن يجران وراءهما النتائج السلبية.
واستخدام التلخيص يوفر لنا قدرة جيدة على تخفيف الشكوك وتصعيد الأزمة.
من المهم أن لا نخلط في كلام الناس ونمزج ما يقصدونه بما نفهمه نحن فكثيراً ما نستنتج استنتاجات متسرّعة ربما لم يكونوا يقصدونها فيوقعنا في مطبات سوء الفهم أو سوء الظن.
إن مهارة التلخيص يمكن أن تكون مفتاحاً للتفاهم المتبادل وللتعرف على مصالح كلا الطرفين وبالنتيجة تساعد على قيادة المفاوضات بشكل خلاّق وهادف بدلاً من العراك والأذى المتبادل..
وعليه فإننا نشجع على أن نجرب هذا الأسلوب في المحاورات لنصقل هذه المهارة فينا لنتعلم من احترام الآهرين والاستماع إليهم بشكل أفضل وليسهل علينا التفاهم معهم.
إن التلخيص وإن كان يتطلب منا المزيد من الجهد والتركيز وكتابة ما يدور في المناقشات إلا أنه يعطينا قدرة كبيرة على تحويل الصراع إلى تفاهم والعراك إلى تفاوض.
وبالتالي يعطينا مهارة جيدة على تحويل المشاحنات إلى محبة وتعاون مضافاً إلى ما له من طاقة كبيرة على توثيق الكلام وكذلك التعمق في مقترحاته وحلوله وفي مواقع الخلاف الاحتجاج به لنا أو علينا.
تابع أيضاً:
- كتاب فن التواصل مع الآخرين | محمد هشام أبو القمبز
- تعريف التواصل مع الاخرين
- عناصر الاتصال ومكوناته
- عوامل و شروط نجاح عملية الاتصال الفعال
- مبادئ الاتصال
- أساليب الاتصال الفعال
- مهارات الاتصال الشخصي التسع | لغة الجسد والعيون
- مهارة الوضع والحركة
- ملامح و تعابير الوجه
- اللبس والمظهر
- الصوت والتنوع الصوتي
- اللغة غير المنطوقة
- إشراك المستمع
- استخدام المرح
- الاستماع ودوره في إنجاح التفاهم والحوار
- أدوات الاستماع الفعال | لخص محاورتك
- أدوات الاستماع الفعال |الدخول إلى عالم الآخرين
- أدوات الاستماع الفعال | اعمل على توجيه الحديث
- كيف تعطي نصيحة