السبت , أبريل 20 2024

تعريف التواصل مع الاخرين

نتناول في هذه المقالة تعريف التواصل مع الاخرين ، وهى أولى سلسلة مقالات عن فن التواصل من كتاب فن التواصل مع الآخرين لمحمد هشام أبو القمبز ببعض التصرف.

التواصل مع الاخرين

مهارة التواصل مع الآخرين من أهم المهارات التي ينبغي أن تتعلمها في حياتك، فالتعامل مع الناس فن، وليس من السهل أن نحوز على احترام وتقدير الآخرين، والإنسان اجتماعي بطبعه يحب تكوين العلاقات وبناء الصداقات.

أنت الآن على موعد مع مهارة من أهم المهارات التي يتوقف عليها جزء كبير من فاعليتك وتأثيرك ونجاحك في الحياة إنها مهارة الاتصال مع الآخرين.
لقد نجحت البشرية في في تطوير آلات الاتصال من هاتف وفاكس وجوال وانترنت وغيرهم حتى سمي عصرنا بعصر الاتصالات.

وتطورت الحياة البشرية بتطوير وسائل الاتصال، وستتطور حياتك كثيرًا إذا طورت أدوات اتصالك أنت مع الآخرين.

التعامل مع الناس فن من أهم الفنون نظراً لاختلاف طباعهم، فليس من السهل أبداً أن نحوز على احترام وتقدير الآخرين.

في المقابل من السهل جداً أن نخسر كل ذلك، وكما يقال الهدم دائماً أسهل من البناء.

الإنسان اجتماعي بطبعه يحب تكوين العلاقات وبناء الصداقات. فمن حاجات الإنسان الضرورية حاجته للانتماء.

والفرد مهما كان انطوائيا فانه يسعى لتكوين علاقات مع الآخرين وان كانت محدودة.
قال سبحانه وتعالى:

“يَأيُهاَ اُلناسُ انا خَلَقنكم من ذَكَرٍ وأُنثَى وَجَعَلنكُمً شُعٌوبًا وَقَبائلَ لَتَعاَرَفُوا ان أَكرمَكُم عندَ الله أَتقَنكُم ان الله عَلُيم خبيٌر”

تعريف التواصل مع الاخرين

يقول د: إبراهيم الفقي:

الاتصال كالوميض مهما كان الليل مظلمًا فهو يضيء أمامك الطريق دائمًا.

نستنتج ثلاث نتائج أولية:

  1. أن الاتصال يحتوي على صلة أي علاقة بينك وبين من تتصل به.
  2. أن الاتصال يقتضي البلاغ وهو توصيل ما تريده إلى الآخرين بصورة صحيحة.
  3. أن الاتصال يعني الاتحاد وهو الاتفاق والانسجام مع الآخرين.

تقول أخصائية العلاج الشهيرة فرجينيا ساتر:

الاتصال هو عملية أخذ وعطاء للمعاني بين شخصين.

وتقول أيضًا:

إن الاتصال باختصارهو إقامة علاقة مع الشخص الآخر.

أفضل تعريف وصلت إليه هو ما ذكره الدكتور عوض القرني في كتابه ‘حتى لا تكون كلاً’ فقال عن الاتصال:

سلوك أفضل السبل والوسائل لنقل المعلومات والمعاني والأحاسيس والآراء إلى أشخاص آخرين والتأثير في أفكارهم وإقناعهم بما تريد سواء كان ذلك بطريقة لغوية أو غير لغوية.

تعريف أخر:

هي نشاط إنساني يؤدي إلى التواصل بين البشر، الغرض منه تبادل المعلومات، وهو نشاط ذو طبيعة خاصة؛ لأنه متواصل غير منقطع، لا يمكن إعادته، كما لا يمكن محوه أو عكسه.

 

تجربة توضيحية :

دائرة الاتصال
تعالوا نرسم وسيلة إيضاح تساعدنا على تخيل مسارات المعلومات أثناء التواصل مع الآخرين ومعوقاتها.

الأدوات المطلوبة:
ورقة مقاس A4، ومجموعة ألوان، وقلم رصاص.

خطوات التنفيذ:

1. ابدأ الرسم باستخدام القلم الرصاص على عرض الورقة، ارسم دائرة في حجم قبضة يدك في الطرف الأيمن من الورقة، ولوِّنها باللون الأزرق مثلاً واكتب بداخلها “أنا”.
2. ثم ارسم دائرة مماثلة لها في الحجم في الطرف الأيسر من الورقة ولونها باللون الأحمر، واكتب فيها “هو”.
3. الآن ارسم خطًّا منحنيًا يخرج من قمة الدائرة الزرقاء الخاصة بك ليصل إلى قمة الدائرة الحمراء الخاصة بالآخر، وارسم عليه أسهمًا صغيرة تبين اتجاهه من اليمين إلى اليسار، ثم اكتب فوقه بخط واضح: “إرسال”.
4. ثم ارسم خطًّا منحنيًا آخر يخرج من قاعدة دائرة الآخر ليصل إلى قاعدة دائرتك، وارسم عليه أسهمًا صغيرة تبين اتجاهه من اليسار إلى اليمين، ثم اكتب تحته بخط واضح: “استقبال”.
5. ارسم خطًّا متقطعًا مستقيمًا يصل بين دائرتك ودائرة الآخر من المنتصف، ارسمه عريضًا في شكل قوالب طوب، ولوِّنها بألوان كئيبة لا تحبها، واكتب داخل كل واحدة منها إحدى هذه الكلمات: معوقات، إزعاج، تشويش، ضوضاء، حواجز، سلبيات.. إلخ.

الشكل النهائي:

بيضاوي كبير، في كل طرف منه دائرة ذات لون مختلف، وفي وسطه صف متقطع من قوالب الطوب، يصل بين منتصفي الدائرتين.
اكتب على لوحتك عنوانًا كبيرًا: “دائرة الاتصال”.

تعالوا الآن لنشرح هذه الدائرة المهمة التي نستعملها يوميًّا مئات المرات دون أن ندري.

كل واحد منا عندما يريد أن يتواصل مع آخر يكون عنده فكرة معينة أو “رسالة” message يريد توصيلها له.

فيبدأ في “تشفير” encoding ما يريد قوله إلى اللغة المفهومة بينهما (سواء منطوقة أو غير منطوقة، كالإشارات والنظرات).

ثم يستخدم وسائل اتصال متعددة حتى “يرسل” هذه الرسالة المشفرة من “دائرته” إلى “دائرة” الشخص الآخر (النصف العلوي من الرسم).

وعندما تصل الرسالة المشفرة إلى الآخر فإنه يقوم بعملية ” فك الشفرة” decoding أي فهم الرسالة وتحليلها.

ثم يعيد إرسال “رد فعل” feedback للمرسل في صورة رسالة جديدة (النصف السفلي من الرسم).

وتستمر دائرة الاتصال ما بين إرسال واستقبال، ورد فعل، ثم رد فعل مقابل .. وهكذا إلى ما لا نهاية (نظريًّا).

لكن ما يحدث في الواقع أنه في معظم الأحيان توجد “معوقات” أو حواجز تُحْدِث تشويشا على عملية الاتصال الفعال نسميها noise (التي هي قوالب الطوب ذات الألوان الكئيبة).

من أهم أمثلة هذه الحواجز:

النظرة السلبية المسبقة للآخر، وهو ما يسمى “قولبة” stereotyping أي وضع الناس في قوالب جامدة معدَّة مسبقا طبقا لظروف خاصة تم تعميمها على مجموعة من الناس وإصدار أحكام مسبقة عليهم.

مثال:

“كل الأسبان مصارعي ثيران”

أو “القرويون بسطاء ومن السهل خداعهم”

أو “المسلمون إرهابيون”!

مع أن كل تلك الأفكار غير صحيحة على أرض الواقع، والتعامل من خلالها لا شك يشكل معوقا للاتصال الفعال.

مما سبق نستفيد عدة نقاط هامة:

1- لو تعاملنا مع الناس من خلال صورة مسبقة لم نكونها بناء على رسائلهم أو ردود أفعالهم الحقيقية فلا يمكن أن يتم أي نوع من التواصل الفعال

لأن هناك “تشويشا” على فهمنا، بالضبط كما لو كنا لا نتحدث نفس اللغة.

الصحيح أن نبدأ التواصل في حالة من الحياد، ونجتهد في تفسير ما يَرِد إلينا من الرسائل على الوجه الصحيح، ثم نرسل رد الفعل تبعًا لذلك.

2- الشكل المثالي لدائرة الاتصال ذو طرفين Two-way communication، كل واحد منها مرسل ومستقبل في الوقت نفسه باستمرار.

أما الشكل المتبع في نظم التدريس عندنا فيلغي الجزء السفلي من الرسم (الخاص برد الفعل).

ويصبح نوعًا قاصرًا من التواصل غير الفعال يسمى One-way communication أي اتصال من طرف واحد.

وهو غير فعال؛ لأنه يلغي مصدرًا هامًّا للمعلومات عن مستوى استيعاب المتلقي واستعداده للمزيد من عدمه!.

 

تابع أيضاً:

التواصل مع الاخرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *